ارتفاع كبير في حوادث التلوث التي تسببت بها شركات المياه في إنجلترا

كشفت بيانات جديدة صادرة عن وكالة البيئة البريطانية أن حوادث التلوث الجسيم الناتجة عن شركات المياه في إنجلترا ارتفعت بنسبة 60% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مما أثار موجة جديدة من الغضب الشعبي تجاه أداء هذه الشركات وتقصيرها في حماية البيئة.
ووفقًا للتقرير، بلغ عدد الحوادث الجسيمة المسجلة 75 حادثة، مقابل 47 فقط في عام 2023. وتُعتبر هذه الحوادث من بين الأكثر تدميرًا بيئيًا، حيث تسبب بعضها في نفوق جماعي للأسماك أو أضرار واسعة النطاق للأنهار والممتلكات.
“ثيمز ووتر” الأسوأ أداء
احتلت شركة “ثيمز ووتر” المرتبة الأولى كأكثر الشركات تسببًا في الحوادث الجسيمة، حيث تضاعف عدد الحوادث التي تسببت بها من 14 إلى 33 حادثًا خلال عام واحد. وسجلت ثلاث شركات فقط 81% من الحوادث الإجمالية، وهي:
- Thames Water: 33 حادثًا
- Southern Water: 15 حادثًا
- Yorkshire Water: 13 حادثًا
إجمالًا، تم تسجيل 2,801 حادث تلوث في عام 2024، بزيادة بلغت 29% مقارنة بالعام السابق.
طالب جيمس والاس، الرئيس التنفيذي لمنظمة River Action، بإخضاع “ثيمز ووتر” لإدارة خاصة، مؤكدًا أن “ما يحدث ليس فقط فشلًا رقابيًا، بل هو فضيحة وطنية”، داعيًا الحكومة إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف ما وصفه بـ”التلوث من أجل الربح”.
بدوره، أقر كريس ويستون، المدير التنفيذي لـ Thames Water، أمام لجنة برلمانية هذا الأسبوع بأن الشركة طلبت إعفاءها من الغرامات المالية، بحجة أن الوضع المالي لا يسمح لها بدفع الغرامات مع تنفيذ خطط الإصلاح في آن واحد.
أما رئيس وكالة البيئة، آلان لوﭬيل، فقد وصف التقرير بأنه دليل على فشل منهجي مستمر من قبل بعض الشركات في الالتزام بالمعايير البيئية، مؤكدًا أن الهيئة تقوم الآن بتكثيف الرقابة وزيادة عدد المفتشين لمحاسبة الشركات المقصّرة.
شركات المياه تردّ: الأعذار جاهزة
وفي ردّها على التقرير، أرجعت Thames Water الحوادث إلى انسدادات في شبكات الصرف وتزايد مستويات المياه الجوفية نتيجة الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى أن 10 من الحوادث وقعت في مواقع تعمل ضمن الحدود المسموح بها من التدفق.
من جهتها، قالت Southern Water إنها خفضت عدد حوادث التلوث بنسبة 40% بنهاية 2024، وتعهدت بتقليلها بنسبة تصل إلى 70% بنهاية العام الجاري. لكنها حمّلت المستخدمين جزءًا من المسؤولية، بسبب التخلص غير السليم من المناديل المبللة والزيوت في المراحيض والمصارف.
أما Yorkshire Water، فقد عبّرت عن “خيبة أملها الشديدة”، وأكدت أنها بصدد استثمار 8.3 مليار باوند خلال السنوات الخمس القادمة، لتحسين البنية التحتية وتقليل التلوث وتحسين الخدمة للعملاء.
كشف تقرير للجنة الحسابات العامة في البرلمان أن عدد الانتهاكات البيئية أكبر من أن تُحاسَب جميعها قانونيًا. كما أشار إلى أن خطة استثمار بقيمة 12 مليار باوند لتحسين نظام الصرف الصحي ستُعالج فقط 44% من حالات الفائض.
وفي المقابل، لم تُوزّع وزارة البيئة بعد مبلغ 11 مليون باوند تم جمعه من غرامات الشركات، ما دفع اللجنة إلى الدعوة لصرف هذه الأموال قبل نهاية العام، والتأكد من استخدامها لتحسين البنية التحتية بدلًا من بقائها دون أثر.
البيئة ليست رفاهية
التأكيد على أن حماية البيئة ليست ترفًا ولا قضية جانبية، بل مسؤولية مباشرة تمسّ حياة الناس وصحتهم وحقوقهم الأساسية. إنّ ارتفاع حوادث التلوث، وتضارب المصالح بين الربح العام والرقابة، وغياب الشفافية والمحاسبة، كلها مؤشرات على فشل مؤسساتي يتطلب إصلاحًا جذريًا لا مجرد وعود مؤقتة.
تؤكد المنصة أن الرهان اليوم يجب أن يكون على ضغط شعبي مستمر وعلى سياسات واضحة في محاسبة من يدمّر البيئة لأجل الأرباح، وأن تكون الشفافية والمساءلة شرطًا أساسيًا لأي شركة تدير خدمات حيوية مثل المياه.
المصدر الغارديان
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇