الشرطة البريطانية تعتقل رجلًا في غلاسكو بسبب لافتة داعمة لـ”بال أكشن”
أقدمت الشرطة البريطانية على اعتقال رجل يبلغ من العمر 64 عامًا وسط مدينة غلاسكو، بعد أن رفع لافتة ورقية اعتُبرت مؤيدة لحركة بال أكشن (Palestine Action) المحظورة حديثًا لدعمها غزة، في حادثة تُعد الثالثة من نوعها خلال أسبوع واحد في المدينة.
وتمت عملية التوقيف يوم الجمعة الماضي في ساحة نيلسون مانديلا، حيث كان الرجل يتحدث إلى مجموعة صغيرة من المتظاهرين حين طلب منه رجال الشرطة إنزال اللافتة، لكنه رفض، فاعتُقِل بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وذكرت شرطة اسكتلندا في بيان رسمي أن الاعتقال جرى “على خلفية عرض لافتة تُعبّر عن دعم لمنظمة محظورة”، مشيرة إلى أن شعار اللافتة كان: “الإبادة الجماعية في فلسطين، حان وقت التحرك”، مع تكبير كلمتي “فلسطين” و”التحرك”.
وقد نُفذ الاعتقال بطريقة سلمية، في ظل هتافات من المتظاهرين تطالب بإطلاق سراح الرجل، في حين واصل المتسوقون السير بشكل طبيعي.
تضييق متصاعد على التعبير المؤيد لفلسطين بعد حظر “بال أكشن”
وكانت الحكومة البريطانية قد أدرجت بال أكشن (Palestine Action) على قائمة التنظيمات المحظورة ابتداء من الـ5 من تموز/يوليو 2025، بعد أن رفضت المحكمة العليا طلبًا قدمته المؤسسة المشاركة في الحركة، هدى عموري، لتعليق الحظر ريثما تُستكمل مراجعة قضائية للقرار.
وقد جاء الحظر بعد أن اقتحم ناشطون من الحركة قاعدة “بريز نورتون” التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وعمدوا إلى تشويه طائرتين عسكريتين بالطلاء في عمل احتجاجي.
وأعلنت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر الحظر أواخر الشهر الماضي، ما أثار جدلًا واسع النطاق داخل الأوساط الحقوقية والسياسية، في ظل اتهامات للحكومة بإسكات الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية، واستخدام قوانين مكافحة الإرهاب لتجريم أشكال من التعبير السياسي.
حالات اعتقال مشابهة وارتباك في تطبيق القانون
وتكررت حالات التوقيف المتعلقة بالشعارات المؤيدة لحركة بال أكشن، إذ اعتُقل رجل آخر الأسبوع الماضي خلال مهرجان (TRNSMT) الموسيقي في غلاسكو؛ بسبب ارتدائه قميصًا يحمل العبارة ذاتها الموجودة على اللافتة.
وفي حادثة أخرى، وُجهت تهمة لرجل يبلغ من العمر 38 عامًا يوم الأربعاء، على خلفية تعليق ملصق مؤيد لحركة “بال أكشن” في منطقة شوولاندز.
أما الرجل البالغ من العمر 55 عامًا، والذي اعتُقل خارج مهرجان (TRNSMT) أيضًا، فكان يوزع منشورات مرتديًا قميصًا عليه شعار “الإبادة الجماعية في فلسطين، حان وقت التحرك”، وهو شعار قالت حملة التضامن الاسكتلندي مع فلسطين إنها كتبته بهدف لفت الانتباه إلى ما يجري في غزة، لا بهدف الترويج للحركة المحظورة.
وقال ميك نيبر، المتحدث باسم الحملة، خلال مشاركته في وقفة الجمعة: “هذه القمصان لا تتعلق بحركة بال أكشن، بل تسعى لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية في غزة. نحن نحاول استخدام الجدل الدائر بشأن الحظر لتذكير الناس بالواقع المؤلم في الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف أن الاستجابة من الجمهور كانت إيجابية، وأن هناك تغيرًا ملحوظًا في التفاعل الشعبي مقارنة بالأشهر الماضية، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
انتقادات حقوقية وتحذيرات من تسييس قانون الإرهاب
قوبل حظر حركة بال أكشن وانتشار عمليات التوقيف بانتقادات حادة من جهات حقوقية محلية ودولية، إذ اعتبرته منظمات حقوق الإنسان، وخبراء تابعون للأمم المتحدة، ومئات المحامين والمثقفين، قرارًا تعسفيًّا يشكل سابقة خطيرة في الخلط بين الاحتجاج السلمي والإرهاب.
وقد شهدت عطلة نهاية الأسبوع الماضي حملة اعتقالات واسعة النطاق شملت أكثر من 70 شخصًا في أنحاء بريطانيا، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات تطرقت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الحركة المحظورة.
وتُثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من تقييد حرية التعبير في بريطانيا، خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
22°C
