خطة جديدة في الصيدليات البريطانية لتقليل أوقات الانتظار قبل نهاية 2025
في خطوة تستهدف تعزيز دور الصيدليات البريطانية وتقريب خدمات (NHS) من المواطنين، أعلنت حكومة ستارمر عن تغييرات جوهرية في طريقة عمل الصيدليات، ومن المتوقع أن تدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ في نهاية العام الجاري.
وتشمل هذه التعديلات القانونية تمكين الصيادلة من قضاء وقت أطول في تقديم الاستشارات الصحية المباشرة للمرضى، مع السماح للمساعدين المؤهلين بتحضير وصرف الأدوية الموصوفة دون الحاجة إلى إشراف مباشر من الصيدلي في جميع المراحل.
ويأتي هذا التطوير ضمن خطة حكومية طويلة المدى لتحسين الوصول إلى خدمات القطاع الصحي (NHS)، وتقليل الضغط على مواعيد الأطباء العامين، عبر منح الصيدليات دورًا أكبر في معاينة الحالات البسيطة مثل نزلات البرد وآلام الحلق وأمراض الأذن.
مشروع قانون لتحديث صلاحيات الصيدليات البريطانية
ووفقًا لمشروع القانون الجديد الذي قدمته الحكومة إلى البرلمان، ستُحدَّث تشريعات تعود إلى عام 1933، كانت تشترط وجود الصيدلي دائمًا عند تسليم الدواء للمرضى. ومع دخول القانون المرتقب حيز التنفيذ، سيُسمح لمساعد الصيدلي بتسليم الأدوية الجاهزة للمرضى، بشرط أن يكون الصيدلي قد فحصها وعبّأها مسبقًا، ما يقلل من فترات الانتظار ويفسح المجال للصيادلة لتقديم خدمات سريرية إضافية.
وزير الصحة ستيفن كينوك علّق على هذه التعديلات قائلًا: “تمنح هذه القواعد القديمة مزيدًا من المنطق العملي، مع توفير ضمانات قوية، ما يسمح للموظفين المؤهلين بتسليم أكياس الأدوية بطريقة آمنة كما يحدث في خدمات التوصيل المنزلي”.
دعم من القطاع ومخاوف تمويلية
على ضوء ذلك، رحّب قطاع الصيدلة بهذه الخطوة، معتبرًا أنها تعزز العمل الجماعي، وتتيح استغلالًا أفضل لقدرات الفريق الطبي. وقال مالكولم هاريسون، الرئيس التنفيذي لجمعية شركات الصيدلة: “لن يضطر المرضى بعد الآن إلى الانتظار للحصول على أدويتهم فقط، بل سيتمكن الصيادلة من تخصيص وقت أطول لتقديم النصائح والخدمات الطبية”.
كما أيدت البروفيسورة كلير أندرسون، رئيسة الجمعية الملكية للصيادلة، هذه التعديلات، مؤكدة أنها “تعكس نهجًا تعاونيًّا يركز على تقديم رعاية مباشرة وآمنة للمرضى، وتمكين جميع أعضاء الفريق من أداء دورهم الكامل”.
ومع ذلك، أُثيرت تساؤلات عن تمويل الصيدليات المجتمعية، لا سيما مع تراجع أعدادها إلى أدنى مستوى منذ 20 عامًا، بحسَب تحقيق سابق نشرته صحيفة آي بيبر. كما أعرب بعض المختصين عن مخاوف تتعلق بالسلامة، في ظل تقارير سابقة عن تشخيصات خاطئة ارتكبها مساعدو الصيادلة.
وفي هذا السياق، تدعم منصة العرب في بريطانيا (AUK) هذه الخطوة التي تسعى إلى تعزيز كفاءة النظام الصحي وتوسيع دور الصيدليات في المجتمعات المحلية، ولا سيما في ظل الضغط المتزايد على مواعيد الأطباء العامين. ومع ذلك، تدعو المنصة إلى ضرورة توفير التمويل الكافي؛ لحماية مستقبل الصيدليات المجتمعية، وضمان تدريب دقيق وشامل لمساعدي الصيادلة؛ لضمان سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية المقدمة لهم، خصوصًا الفئات الأكثر احتياجًا من أبناء الجاليات العربية والمهاجرين في بريطانيا.
المصدر: The I Paper
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
18°C
