مخرجو فيلم “أطباء غزة” المحظور يكشفون: لهذا سحبت الـBBC الوثائقي الصادم
وفي تقرير جديد يكشف عن التوترات بين فريق إنتاج فيلم “غزة: أطباء تحت الهجوم” وبي بي سي (BBC)، كشف المخرجون عن الأسباب الحقيقية وراء سحب فيلمهم المثير للجدل، الذي تناول استهداف النظام الصحي في غزة. الفيلم الذي كان من المقرر بثه في مايو 2024، تعرض للعديد من التأجيلات، قبل أن تُقرّر الـBBC سحبه تمامًا. فيما يلي نعرض تفاصيل هذا الصراع الدرامي، والأسباب التي أدت إلى تراجع الـBBC عن عرضه.
الاجتماع المثير للدهشة: لماذا لم تُدعى راميتا نافاي؟
في بداية مايو، كان المخرجون التنفيذيون لفيلم “غزة: أطباء تحت الهجوم”، من إخراج كريم شاه، قد حضروا اجتماعًا حاسمًا في مبنى البث الجديد التابع لـBBC. كان هدف الاجتماع إلغاء عرض الفيلم الذي كان قد تم تسليمه وإقراره من قبل، والذي تناول التحقيق في استهداف إسرائيل للأطباء الفلسطينيين والنظام الصحي في غزة.
راميتا نافاي، الصحفية الاستقصائية الحائزة على جوائز والمراسلة الرئيسية في الفيلم، لم تكن قد دُعيت إلى هذا الاجتماع، ولكنها حضرت بشكل مفاجئ. سرعان ما اكتشف الفريق أن الهدف من الاجتماع كان تحميلها المسؤولية عن سحب الفيلم، رغم أنها لم تكن طرفًا في قرارات تأجيله المتكررة.
التأجيلات المتكررة: لماذا تأجل الفيلم؟
تم تأجيل بث الفيلم عدة مرات قبل أن يتم سحبه بشكل نهائي. أول أسباب التأجيل كانت متعلقة بفيلم آخر، “كيف تنجو من منطقة حرب”، الذي كان قد أطلق تحقيق داخلي في الـBBC بعد اكتشاف أن الطفل الذي روى الفيلم كان ابن أحد المسؤولين في حركة حماس في غزة. وبسبب هذا التحقيق، أصبح الـBBC مترددًا في نشر فيلم آخر يتعلق بغزة، لا سيما إذا كان يتضمن شهادات لأطباء فلسطينيين ويدين العدوان الإسرائيلي على المستشفيات.
الفيلم كان قد تم إنجازه بالكامل، وتم تسليمه، وحصل على الموافقات القانونية والتحريرية، كما حصل على إشادة من قبل المسؤولين في الـBBC. ولكن بعد ذلك، بدأ الفيلم يواجه سلسلة من التأجيلات غير المبررة، والتي اتضح في النهاية أنها لم تكن متعلقة بالفيلم نفسه، بل بفيلم “كيف تنجو من منطقة حرب” الذي أثار الجدل.
خطة الـBBC لتقليص دور راميتا نافاي
في اجتماع مايو، عرض أحد المسؤولين التنفيذيين في الـBBC خطة لتقليص دور راميتا نافاي، محاولين تعديل صفتها من “مراسلة” إلى “مساهمة” أو “صحفية طرف ثالث”. هذا الاقتراح فاجأ الجميع، خاصة أن راميتا كانت قد أتمت دورها في الفيلم بحرفية عالية، وتمكنت من تقديم رواية قوية ومدروسة بناءً على تحقيق طويل الأمد. وعندما سُئل المسؤولون إذا كانوا يقارنون راميتا بابن مسؤول في حماس، أجابوا بالصمت، قبل أن يعترفوا بأن هذه المقارنة كانت غير منطقية.
لاحقًا، قال مسؤولو الـBBC إن سبب هذا القرار يعود إلى بعض تغريدات راميتا على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اعتُبرت “منحازة”، خاصة فيما يتعلق بتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين. وقد تم إبلاغ فريق الإنتاج أن القرار جاء من أعلى مستويات الإدارة في الـBBC، ولم يُنكر هذا من قبل الهيئة عند طلب تعليق.
التأجيلات المستمرة والتأثير السياسي
في الوقت نفسه، كانت هناك انتقادات واسعة لتغطية الـBBC للعدوان في غزة، حيث اتهمت بعض المصادر الهيئة بتقديم “تكافؤ زائف” بين أحداث 7 أكتوبر (الهجوم الإسرائيلي على غزة) وما تلاه من معاناة فلسطينية. كانت الانتقادات تشير إلى أن الهيئة قد قدمت موازنة غير عادلة بين الأفعال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، رغم الفوارق الواضحة ليس فقط في الخسائر البشرية، بل أيضًا في حجم العدوان نفسه. فالفوارق بين الطرفين تتجاوز مجرد عدد الوفيات، إذ إن المقاومة الفلسطينية، التي تواجه آلة حربية إسرائيلية مدججة بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية، لا تمتلك نفس القدرات العسكرية ولا الأسلحة المتطورة التي تمتلكها إسرائيل.
مع تصاعد الضغوط السياسية داخل الهيئة، تم تأجيل بث فيلم “غزة: أطباء تحت الهجوم” لصالح فيلم آخر كان قد تم تصويره حديثًا وأظهر رواية مختلفة عن الوضع في غزة. بعد بث هذا الفيلم، الذي أثار جدلاً كبيرًا، بدأ التوتر في الـBBC يظهر مجددًا، مما دفع إلى إعادة سحب فيلم “أطباء غزة” مرة أخرى.
إلغاء الفيلم: من المسؤول؟
في النهاية، قررت الـBBC سحب فيلم “غزة: أطباء تحت الهجوم” بشكل نهائي، لكن الفريق لم يترك الأمر يمر مرور الكرام. تم إدخال شرط في العقد يمنعهم من إصدار أي تصريحات سلبية عن الـBBC، الأمر الذي وصفه البعض بـ”بند التكميم”. ورغم أن هذا البند تم تبريره على أنه للحفاظ على مصداقية الـBBC كجهة إعلامية محايدة، إلا أن الفريق رفض التوقيع عليه.
منصة العرب في بريطانيا AUK تؤمن بأهمية تقديم الصوت الفلسطيني في الإعلام الدولي، خاصة في قضايا حقوق الإنسان والصراعات المسلحة، مع احترام استقلالية الإعلام وعدم السماح للضغوط السياسية أو الإيديولوجية بالتأثير على العمل الصحفي.
المصدر: observer
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇