العرب في بريطانيا | تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لص...

1447 محرم 8 | 04 يوليو 2025

تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لصادق خان باتخاذ موقف حاسم

تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لصادق خان باتخاذ موقف حاسم
ديمة خالد July 3, 2025

تشهد العاصمة البريطانية لندن تزايدًا ملحوظًا في مظاهر الإسلاموفوبيا، ما دفع شخصيات سياسية ومجتمعية إلى مطالبة عمدة المدينة صادق خان باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهتها، في ظل تصاعد المخاوف بين المسلمين البريطانيين من الاعتداءات اللفظية والجسدية والتحريض العلني عبر الإنترنت.

هينا بخاري تكشف عن تعرضها للعنصرية في الفضاء العام

تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لصادق خان باتخاذ موقف حاسم

صرّحت عضوة مجلس لندن عن الحزب الديمقراطي الليبرالي، هينا بخاري، بأنها تعرضت لهجمات لفظية عنصرية أثناء تواجدها في الأماكن العامة، حيث قيل لها إنها “ليست بريطانية” وطُلب منها “العودة إلى وطنها”.

وتُعد بخاري أول امرأة من خلفية عرقية تقود مجموعة سياسية داخل المجلس، وقد عبرت عن قلقها العميق من تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في العاصمة، مشيرة إلى أن كثيرًا من المسلمين يعانون من التمييز والتحرش المستمر، خاصة في أعقاب الصراعات الدولية أو الأحداث الأمنية المثيرة.

انتقادات لغياب التدريب المؤسسي على مواجهة الإسلاموفوبيا

رغم تعهّد عمدة لندن صادق خان بالتحرك بعد أعمال الشغب المعادية للمهاجرين التي اندلعت صيف العام الماضي، لا تزال مؤسسات مثل هيئة لندن الكبرى (GLA)، وشرطة العاصمة، وجهاز الإطفاء، تفتقر إلى تدريب متخصص في مواجهة الإسلاموفوبيا، وفق ما أكدته بخاري.

وأكدت بخاري أن تلك الأحداث كانت نقطة تحول خطيرة في تصاعد الكراهية ضد المسلمين، وأضافت: “كمعلمة خدمت 20 عامًا في أكثر مدارس لندن فقرًا، وكمسلمة، لم أشعر في حياتي كلها بالخوف مثلما شعرت في ذلك اليوم، حين لم أستطع مغادرة منزلي”.

الإسلاموفوبيا تحت ظل الأزمات السياسية والأمنية

تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لصادق خان باتخاذ موقف حاسم

ترى بخاري أن الكراهية تجاه المسلمين ليست ظاهرة جديدة، بل بدأت بالتفاقم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وتزايدت بشكل ملحوظ بعد تفجيرات 7 يوليو في مترو لندن، وتعمّقت خلال النزاعات في الشرق الأوسط، وآخرها العدوان الاسرائيلي في غزة.

وفي سياق متصل، كانت بخاري قد شاركت طوعًا في تدريب حول معاداة السامية عُرض عليها بعد هجمات 7 أكتوبر، وعبّرت عن تقديرها لهذه التجربة، مشددة على ضرورة توفير تدريب مماثل لمواجهة الإسلاموفوبيا.

إحصائيات صادمة تؤكد تصاعد الكراهية

رغم انخفاض جرائم الكراهية الدينية المُسجلة لدى شرطة العاصمة بنسبة 8.7% في عام 2024، وتراجع الجرائم المعادية للمسلمين بنسبة 2% (1,350 حادثة)، فقد كشفت منظمة Tell Mama عن أرقام أعلى بكثير، حيث وثقت 6,313 حالة كراهية ضد المسلمين في نفس العام، بزيادة قدرها 43% عن العام السابق، منها 3,680 حالة في العالم الواقعي، بزيادة بلغت 72% مقارنة بعامين مضوا.

وأوضحت المنظمة أن الأرقام المرتفعة تعود إلى قدرة الضحايا على الإبلاغ بسرية وثقة، حيث تُحال الحالات للشرطة بموافقة الضحية.

بخاري: المسلمون في لندن يعيشون في خوف مشروع

أشارت بخاري في رسالة وجهتها للعمدة صادق خان إلى أن التهديدات التي تواجه المسلمين ليست نظرية أو سياسية، بل واقعية وفورية. وقالت: “المسلمون اليوم يعيشون في خوف مشروع. سواء في الشارع، أو عبر الإنترنت، أو لمجرد الظهور بهويتهم الإسلامية، فإننا نتوقع التعرض للإساءة أو التحرش أو ما هو أسوأ”.

وأشارت إلى حادثة تعرضت لها مؤخرًا خلال لقاء عام، عندما سألتها امرأة إن كانت مسلمة، ثم بدأت بالصراخ: “يجب أن يموت جميع المسلمين”. كما تعرّضت لهجوم لفظي في محطة لندن بريدج، حيث وُصفت بعبارات عنصرية وطُلب منها العودة إلى بلدها.

الرد الرسمي من مكتب العمدة

تصاعد الإسلاموفوبيا في لندن.. ومطالبات عاجلة لصادق خان باتخاذ موقف حاسم
(الأناضول/ Imtiyaz Shaikh)

من جانبه، أكد المتحدث باسم عمدة لندن أن صادق خان يرفض تمامًا أي شكل من أشكال الكراهية، ويحرص على تبني سياسة عدم التسامح مطلقًا مع جرائم الكراهية، مشيرًا إلى أن العمدة خصص مبلغًا قياسيًا قدره 15.9 مليون باوند لمكافحة هذه الجرائم وتعزيز مقاومة التطرف.

وأوضح أن هيئة لندن الكبرى توفر تدريبات إلزامية لموظفيها لمواجهة كافة أشكال العنصرية والتحيّز، مؤكدًا استمرار الجهود لضمان شعور كل سكان لندن بالأمان والترحيب.

دعوات إلى تدريب متخصص لمكافحة الإسلاموفوبيا

رغم هذه التصريحات، ترى بخاري أن الخطوات المتخذة غير كافية، مشددة على أن هناك افتقارًا لفهم معنى الإسلاموفوبيا، وأن العديد من الاعتداءات التي تتعرض لها تنكر وجود هذه الظاهرة أصلًا.

وقالت: “نحتاج إلى القضاء على الإسلاموفوبيا، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التدريب. بعض المهاجمين عبر الإنترنت يدّعون أن الإسلاموفوبيا لا وجود لها، وهذا بحد ذاته خطر. إذا تم تدريب الموظفين، فسيعرفون على الأقل ما المقصود بهذا المصطلح”.

وفي ختام حديثها، أكدت بخاري أن دعوتها لتفعيل التدريب لا ترتبط بكون العمدة مسلمًا، بل لأنه عمدة المدينة ومسؤول عن أمن وسلامة الجميع.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)

تعبّر منصة العرب في بريطانيا (AUK) عن قلقها البالغ من تصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا في لندن، وتؤكد على ضرورة التحرك المؤسسي العاجل والجدي لمواجهة الكراهية والتطرف، سواء عبر برامج التدريب الرسمية أو التشريعات الصارمة، أو من خلال دعم منظمات المجتمع المدني التي توفر الحماية والدعم للضحايا.

وتدعو المنصة السلطات المحلية وعلى رأسها عمدة لندن إلى الاعتراف الصريح بخطورة الظاهرة والعمل بشفافية على معالجتها، بما يضمن الأمن والكرامة لكل المواطنين على اختلاف خلفياتهم الدينية والعرقية.

المصدر: بي بي سي 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:49 pm, Jul 4, 2025
temperature icon 26°C
scattered clouds
37 %
1025 mb
10 mph
Wind Gust 15 mph
Clouds 36%
Visibility 10 km
Sunrise 4:49 am
Sunset 9:19 pm