اعتصام ضخم أمام مقر الحكومة تضامنًا مع “بال أكشن”

تستعد العاصمة البريطانية لندن لاحتضان اعتصام ضخم أمام مقر الحكومة مساء الأربعاء الـ2 من يوليو، في تمام الساعة السادسة مساءً، وذلك رفضًا لخطط الحكومة البريطانية التي تستهدف حظر منظمة “بال أكشن” المناصرة لفلسطين وتصنيفها “منظمة إرهابية”.
الاعتصام دعا له المنتدى الفلسطيني وشركاؤه في تحالف التضامن مع فلسطين في بريطانيا، والذي يضم إلى جانب المنتدى حملة التضامن البريطانية مع فلسطين ومنظمة أصدقاء الأقصى والرابطة الإسلامية في بريطانيا وتحالفَي وقف الحرب ونزع السلاح النووي.
ويأتي هذا التحرك الشعبي بعد إعلان وزيرة الداخلية إيفيت كوبر عن قرار رسمي قُدّم للبرلمان بداية الأسبوع، يُمهّد لحظر المجموعة نهائيًّا، ويُجرّم الانتماء إليها أو تقديم الدعم لها، تحت طائلة عقوبة بالسجن تصل إلى 14 عامًا.
القرار أثار ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية، وناشطين، وفنانين بريطانيين بارزين، رأوا فيه تصعيدًا غير مسبوق ضد الحريات المدنية وحق الاحتجاج السياسي، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
اتهامات من الحكومة وإجراءات قانونية عاجلة
وتستند الحكومة البريطانية في قرار الحظر إلى ادعاءات بارتكاب أضرار جنائية، من بينها حادثة استهدفت طائرات عسكرية في قاعدة (RAF Brize Norton) في مقاطعة أوكسفوردشير، وقالت: إن الشرطة البريطانية أوقفت خمسة أشخاص على خلفية هذه الواقعة.
لكن منظمة “بال أكشن” تؤكد أن أنشطتها تقوم على العمل المباشر غير العنيف بهدف تعطيل توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ووقف دعم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتؤكد المجموعة أن رش الطلاء على طائرات عسكرية لا يُعَدّ إرهابًا، بل هو شكل من أشكال العصيان المدني السلمي في مواجهة ما تصفه بـ”الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الفلسطينيون”.
مطالب للبرلمان بإسقاط القرار
الخطوة الحكومية أثارت موجة رفض واسعة النطاق، حيث وقّع فنانون بريطانيون بارزون على رسالة مفتوحة تطالب بإلغاء القرار، من بينهم:
• الموسيقي بول ويلر
• عضو فرقة (Massive Attack) روبرت ديل ناجا
• المنتج الموسيقي براين إينو
• الممثلة تيلدا سوينتون
• الممثل ستيف كوجان
وقالت الرسالة: “بال أكشن تتدخل لوقف إبادة جماعية. إنها تتحرك لإنقاذ الأرواح، لا لتهديدها”.
كما قرأت المغنية نادين شاه نص الرسالة علنًا خلال عرضها في مهرجان غلاستونبري الشهير يوم الأحد، في لحظة أثارت تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل.
وبالتوازي مع التصعيد الحكومي، حصلت المنظمة على جلسة عاجلة أمام المحكمة العليا يوم الجمعة المقبل في محاولة لوقف تنفيذ قرار الحظر قبل دخوله حيّز التنفيذ.
كما حُدِّدت جلسة استماع أخرى في الـ21 من يوليو، إذ تعتزم المنظمة التقدّم بطلب لإجراء مراجعة قضائية للطعن في القرار والمطالبة بإلغائه نهائيًّا.
منظمو الاعتصام المزمع تنظيمه أمام مقر الحكومة دعَوا البريطانيين إلى الدفاع عن الحق في الاحتجاج، مؤكدين أن حظر منظمة “بال أكشن” لا يستهدف مجموعة من الناشطين فقط، بل يمثل ضربة قاسية لكل الحركات المناهضة للحرب والمدافعة عن حقوق الإنسان.
وقال بيان الحملة: “هذا الهجوم لا يستهدف بال أكشن فقط، بل يُهدّد كل حركة مناصرة للحقوق والعدالة. نرفض تجريم التضامن مع فلسطين تحت غطاء قوانين الإرهاب”.
هذا وأطلقت حملة التضامن مع فلسطين عريضة واسعة للدفاع عن حق الاحتجاج السلمي، تطالب وزيرة الداخلية بالتوقف فورًا عن خططها لحظر منظمة “بال أكشن”، وتدعو أعضاء البرلمان إلى معارضة هذا الحظر والتصويت ضده؛ للحفاظ على الحريات المدنية وحق التعبير.
التوقيع على العريضة هنا.
رأي منصة العرب في بريطانيا
تعتبر منصة العرب في بريطانيا أن الخطوة الحكومية تُمثّل سابقة خطيرة في استخدام قوانين مكافحة الإرهاب لأغراض سياسية، ولا سيما ضد حركات تنشط في إطار سلمي ومدني للدفاع عن القضايا العادلة.
وترى المنصة أن استهداف “بال أكشن” يأتي في سياق تضييق أوسع على الحراك التضامني مع فلسطين داخل المملكة المتحدة، ويبعث برسالة مقلقة إلى كل من يسعى للتعبير عن رأيه أو المطالبة بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان.
وتدعو المنصة العرب في بريطانيا إلى مراقبة التطورات القانونية والسياسية المرتبطة بهذا القرار، ودعم المبادرات المدنية والحقوقية التي تدافع عن الحريات العامة، مع التنبيه إلى ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي لكل أشكال التعبير والاحتجاج.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇