العرب في بريطانيا | مجزرة على شاطئ غزة: غارة إسرائيلية تودي بحياة 3...

1447 محرم 9 | 05 يوليو 2025

مجزرة على شاطئ غزة: غارة إسرائيلية تودي بحياة 30 فلسطينيًا داخل مقهى

مجزرة على شاطئ غزة: غارة إسرائيلية تودي بحياة 30 فلسطينيًا داخل مقهى
صبا الشريف July 1, 2025

استشهد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا وأُصيب العشرات، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقهى شعبيًا على ساحل غرب مدينة غزة مساء الإثنين، وفقًا لما أفاد به مسعفون وشهود عيان.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني التابع لحكومة غزة لـ”BBC” إن فرق الإنقاذ انتشلت جثامين 20 شخصًا من موقع القصف في “مقهى الباقة”، وهو مساحة مفتوحة مؤقتة مكوّنة من خيام على الشاطئ، يرتادها صحفيون وناشطون وسكان محليون. وأضاف أن فرق الطوارئ لا تزال تمشط حفرة عميقة خلفها القصف.

من جهة أخرى، ادّعى جيش الاحتلال في بيان إنه استهدف “عدداً من عناصر حماس” في شمال قطاع غزة، مضيفًا بشكل مثير للجدل أنه “اتخذ تدابير لتقليل خطر إصابة المدنيين عبر المراقبة الجوية”، وأن “الحادث قيد المراجعة”!

الاحتلال يقصف مقهى يرتاده صحفيون ويبرر استهداف المدنيين

قال عزيز العفيفي، مصور يعمل في شركة إنتاج محلية: “كنت على بعد أمتار من المكان متجهًا لاستخدام الإنترنت حين دوّى انفجار ضخم. ركضت نحو الموقع لأجد زملائي وأشخاصًا أعرفهم من روّاد المقهى. كان المشهد مرعبًا: أجساد، دماء، وصراخ في كل مكان”.

وانتشر على منصات التواصل تسجيل مصوّر يُظهر لحظة سقوط الصاروخ الذي يُعتقد أنه أُطلق من طائرة حربية إسرائيلية، إضافة إلى لقطات لأجساد الضحايا وهي ممددة على الأرض.

وقد أصبح “مقهى الباقة” مؤخرًا مساحة معروفة للصحفيين والعاملين عن بُعد، حيث وفّر خدمات الإنترنت ومكانًا للعمل على ساحل المتوسط.

تصعيد إسرائيلي جديد يتسبب في نزوح جماعي وضغوط على نتنياهو

وجاء القصف في إطار موجة غارات ليلية شنّتها قوات الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة، تسببت بنزوح جماعي لمئات العائلات، بحسب شهود عيان.

وذكرت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ انتشلت جثث 5 شهداء، فيما نُقل عشرات المصابين إلى مستشفى الأهلي في مدينة غزة.

ويأتي هذا التصعيد عقب إصدار إسرائيل أحد أكبر أوامر الإخلاء منذ استئناف الحرب في مارس، وسط ضغوط دولية متزايدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسير نحو اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصات التواصل إن “نتنياهو يعمل حاليًا على التفاوض مع حركة حماس”، وذلك بعد أيام من إعلان مسؤول في حماس أن وسطاء كثّفوا جهودهم للتوصل إلى هدنة تشمل إطلاق سراح المحتجزين.

تصاعد القصف وتشديد الحصار وسط اتهامات باستهداف المدنيين

وكانت هدنة استمرت شهرين قد انهارت في مارس، بعدما شنت قوات الاحتلال غارات جديدة على غزة. وقد نصّ الاتفاق الأصلي، الذي بدأ في 19 يناير ، على 3 مراحل، لم تُنفذ منها سوى المرحلة الأولى.

لاحقًا، فرض الاحتلال حصارًا شاملًا على دخول المساعدات الإنسانية، ثم خففه جزئيًا بعد 11 أسبوعًا تحت ضغط من حلفائها الغربيين وتحذيرات من مجاعة وشيكة.

وقد أُنشئت إثر ذلك مؤسسة “غزة الإنسانية” (GHF) المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا، والتي تولت مسؤولية توزيع المساعدات، وسط تقارير شبه يومية عن وقوع قتلى وجرحى من المدنيين خلال محاولتهم الحصول على المواد الإغاثية.

ويتّهم شهود عيان إسرائيل بإطلاق نار مباشر على المدنيين، في حين تدّعي قوات الاحتلال أنها استخدمت “طلقات تحذيرية” فقط ضد من اعتبرتهم تهديدًا.

غارات تهز غزة وقصف يستهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط وعود بوقف إطلاق النار

في غضون ذلك، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على أحياء سكنية شرقية في مدينة غزة، شملت الشجاعية، والتفاح، والزيتون.

وأظهرت لقطات مصورة نشرها ناشطون على منصات التواصل سماءً ملتهبة بالانفجارات وأعمدة دخان كثيف تتصاعد من الأحياء المستهدفة، بينما قُصف مبنى مدرسة في حي الزيتون كان يُستخدم كمأوى للنازحين.

وقال المواطن صلاح (60 عامًا) من غزة لوكالة “رويترز”: “لم تتوقف الانفجارات… شعرت أن الأرض تهتز تحت قدمي كأنها زلازل”

وأضاف: “في الأخبار نسمع أن وقف إطلاق النار قريب، لكن في الواقع لا نرى إلا الموت والانفجارات”.

وفي مخيم الشاطئ غربي المدينة، أفادت مصادر محلية بسقوط 5 قتلى في غارة إسرائيلية.

وكانت قوات الاحتلال قد طالبت آلاف السكان بإخلاء شمال قطاع غزة تحضيرًا لهجماتها، إلا أن معظم النازحين تحركوا غربًا داخل المدينة بدلًا من الاتجاه جنوبًا كما أُشير إليهم.

وقالت عبير طلبة، أم لسبعة أطفال، إنها فرت مع أسرتها من حي الزيتون: “تلقينا مكالمات آلية باللغة العربية تخبرنا أننا في منطقة قتال ويجب إخلاؤها فورًا. لم يكن لدينا خيار سوى الهرب وترك كل شيء خلفنا”.

وأضافت: “هذه هي المرة السابعة التي نُجبر فيها على الفرار. نحن الآن في الشارع مجددًا، بلا طعام ولا ماء، أطفالي جائعون. الموت يبدو أرحم من هذا الوضع”.

انقسام داخلي بشأن أهداف الحرب واستمرار القصف يثير القلق

وتتصاعد المخاوف من أن تكون هذه الهجمات تمهيدًا لتوسيع العملية البرية لقوات الاحتلال داخل غزة، فيما تشير تقارير في وسائل إعلام عبرية إلى أن بعض جنرالات الجيش بدأوا يعتقدون أن أهداف الحملة العسكرية باتت قريبة من الاكتمال.

ويشاركهم هذا الرأي عدد من القادة العسكريين السابقين الذين يحذّرون من أن دخول الحرب إلى مرحلة استنزاف وجولات كرّ وفرّ على الأرض قد يفاقم عدد الضحايا، من المدنيين والجنود والرهائن.

وتخضع تحركات نتنياهو المقبلة لمراقبة كثيفة في الداخل والخارج. فعلى الرغم من تمسّكه بخيار “القضاء على حماس”، إلا أن الضغوط الدولية والمحلية تتصاعد لتوقيع اتفاق هدنة.

جدير بالذكر أن أكثر من 56 ألف فلسطيني استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK):

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف “مقهى الباقة” غرب مدينة غزة يعكس تصعيدًا خطيرًا يستهدف الحياة المدنية والبنى الاجتماعية في القطاع، خصوصًا أن المقهى كان معروفًا كمكان تجمع للصحفيين والناشطين والعاملين عن بُعد.

وتؤكد المنصة أن استهداف مواقع مدنية بهذا الشكل، بما في ذلك المدارس ومراكز الإيواء، يعكس استخفافًا مستمرًا بالقانون الدولي الإنساني، ويطرح تساؤلات حول فعالية الإجراءات التي يزعم الاحتلال اتخاذها لتفادي إصابة المدنيين. كما تلفت “AUK” الانتباه إلى التفاوت الصارخ في التغطيات الإعلامية الغربية، التي لا تزال تتعامل مع الضحايا الفلسطينيين كأرقام بلا سياق، مقابل التركيز على الرواية الإسرائيلية. وتشدد المنصة على ضرورة مساءلة الاحتلال أمام المؤسسات الدولية، وتدعو وسائل الإعلام إلى تغطية أكثر توازنًا تنقل صوت المدنيين في غزة دون تحريف أو تهميش.

المصدر: بي بي سي


إقرأ أيضًا:

 

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
2:20 am, Jul 5, 2025
temperature icon 19°C
broken clouds
59 %
1019 mb
14 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 81%
Visibility 10 km
Sunrise 4:50 am
Sunset 9:19 pm