العرب في بريطانيا | الاحتلال يصعّد قصف غزة قبيل محادثات وقف إطلاق ا...

الاحتلال يصعّد قصف غزة قبيل محادثات وقف إطلاق النار في البيت الأبيض

غزة

شهد قطاع غزة، يوم الإثنين، واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية منذ أسابيع، حيث أسفرت الضربات الجوية والمدفعية عن استشهاد ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال وصحفيون، وسط موجة جديدة من النزوح الجماعي، وذلك قبل ساعات من محادثات مرتقبة في البيت الأبيض تهدف لدفع جهود وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت يقول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يحاول إعادة إحياء مبادرة تهدئة في القطاع المحاصر، إذ من المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بمسؤولين أميركيين في واشنطن اليوم الثلاثاء، وفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة. 

وتُعد زيارة ديرمر جزءًا من تحركات سياسية تشمل مناقشة ملفات إيران وغزة، إضافة إلى الترتيب المحتمل لزيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة.

تصعيد ميداني واسع النطاق

على الأرض، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية بكثافة، حيث شنت الطائرات الحربية ضربات استهدفت عدة مناطق في شمال ووسط غزة، من بينها أربع مدارس كانت تأوي نازحين، في حين توغلت الدبابات في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وسط قصف مدفعي عنيف.

وأصدرت قوات الاحتلال أوامر بإخلاء مناطق واسعة من شمال القطاع، ما دفع مئات العائلات إلى الفرار نحو الجنوب، في مشهد يتكرر للمرة الثالثة أو الرابعة منذ بدء الحرب. 

وقالت وزارة الصحة في غزة إن من بين الضحايا 22 شخصًا اُستشهدوا في قصف استهدف مقهى على شاطئ غزة، بينهم نساء وأطفال وصحفي محلي، في حين سقط 13 آخرون في جنوب غرب المدينة، بعضهم برصاص القناصة وآخرون في غارات جوية.

وفي تعليقه على القصف، قال المواطن صلاح (60 عامًا) من سكان مدينة غزة: “الانفجارات لا تتوقف. قصفوا المدارس والمنازل وكأننا في زلزال. في الإعلام يقولون الهدنة قريبة، لكن ما نراه هو الموت والدمار”.

من جانبها، وقفت النازحة أماني صوالحة وسط أنقاض مدرسة تابعة لوكالة “أونروا” تعرضت لغارة وقالت: “نحن لسنا مجرد أرقام أو صور. كل يوم هناك شهداء. نريد أن نعيش بكرامة، لا بهذه الطريقة المهينة”.

إسرائيل تبرّر وتصعّد

في بيان زعم الاحتلال الإسرائيلي إنه استهدف “مواقع لمسلحي حماس” في شمال غزة، منها مراكز قيادة وتحكم، مدعية أنها اتخذت إجراءات لتقليل الأضرار على المدنيين، دون أن تُعلق مباشرة على سقوط الضحايا المدنيين في القصف الأخير، خصوصًا في منطقة الساحل.

تزامن القصف مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصدار أوامر إخلاء جديدة تشمل مناطق سبق أن دُمرت خلال اجتياحات سابقة، وهو ما يعكس نيّة لتوسيع العمليات الميدانية في الشمال، خاصة في قلب مدينة غزة، حيث تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس ما زالوا ينشطون.

ويُقدر أن أكثر من 80% من قطاع غزة بات خاضعًا لأوامر إخلاء أو لسيطرة عسكرية مباشرة، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “كارثي وغير مسبوق”.

محادثات أميركية وخلافات تفاوضية

وسط هذا التصعيد، تحاول إدارة ترامب إعادة إحياء اتفاق هدنة عبر وساطة تقودها مصر وقطر. وتشير مصادر فلسطينية ومصرية إلى أن الاتصالات مستمرة بين الوسطاء وحماس وإسرائيل، إلا أنه لم يتم تحديد موعد رسمي لجولة جديدة من المحادثات.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تمرير مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق سراح نصف عدد الأسرى المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وجثامين فلسطينيين، على أن تُستكمل العملية لاحقًا بما يضمن إنهاء الحرب.

لكن الخلاف الأساسي ما زال يتمحور حول شروط إنهاء الحرب. فبينما تُصر حماس على انسحاب الاحتلال الكامل من غزة ووقف الحرب كشرط لأي صفقة، ترفض إسرائيل ذلك وتربط وقف العمليات العسكرية بتفكيك حماس وتجريدها من سلاحها، وهو ما ترفضه حركة المقاومة الفلسطينية.

في هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده وافقت على المبادرة الأميركية، مؤكدًا أن “الكرة الآن في ملعب حماس”، مضيفًا أن إسرائيل “جادة في رغبتها بالتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار”.

ضغط دولي متزايد

من جانب آخر، عبّرت دول أوروبية عن قلقها المتزايد من الكارثة الإنسانية في غزة. وقالت وزيرة الخارجية النمساوية بياته ماينل-رايسينغر، خلال مؤتمر صحفي في القدس: “الوضع الإنساني في غزة لا يُحتمل. معاناة المدنيين تُثقل كاهل العلاقات بين إسرائيل وأوروبا. يجب التوصل إلى هدنة فورية”.

وطالبت الوزيرة بالإفراج غير المشروط عن الأسرى، ودعت إسرائيل إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع. في المقابل، تواصل إسرائيل اتهام حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم الاحتلال باستخدام “الجوع كسلاح ضد المدنيين”.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)

ترى منصة العرب في بريطانيا أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخير في غزة يُعد امتدادًا لسياسات الاحتلال القائمة على العقاب الجماعي واستهداف المدنيين العزل، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

ويرى الموقع أن توقيت هذا التصعيد، قبيل المحادثات الأميركية بشأن وقف إطلاق النار، يُعبر عن محاولة واضحة لفرض الأمر الواقع بالقوة، واستغلال المفاوضات لتكريس الهيمنة العسكرية لا تحقيق السلام.

المصدر: رويترز


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:51 pm, Jul 31, 2025
temperature icon 21°C
overcast clouds
77 %
1014 mb
9 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 86%
Visibility 10 km
Sunrise 5:22 am
Sunset 8:50 pm