ارتفاع متوقّع في أسعار الوقود في بريطانيا بسبب التوتر بين إسرائيل وإيران

يشهد سوق الوقود في بريطانيا حالة من الترقب، مع توقّعات بارتفاع أسعار البنزين والديزل خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.
وقد أثّر هذا التصعيد العسكري بشكل مباشر على أسعار النفط العالمية، ما ينذر بانعكاسات اقتصادية ملموسة على المستهلك البريطاني.
تصاعد التوتر يلهب أسعار النفط عالميًا
ارتفعت أسعار النفط في التداولات المبكرة يوم الإثنين، مدفوعة بمخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تأثّرت الصادرات الإيرانية أو حركة الناقلات في مضيق هرمز.
وتشير التقارير إلى أن خام برنت قد وصل إلى 75 دولارًا للبرميل، قبل أن يتراجع لاحقًا بنسبة 3.4% إلى 71.70 دولارًا، على خلفية تقارير تزعم بأن طهران تسعى لوساطة من قطر والسعودية وعُمان للضغط على واشنطن من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وتحتل إيران موقعًا مهمًا في سوق الطاقة العالمي، حيث توفر ما يقرب من 3% من الإمدادات العالمية.
ومع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت منشآت نفطية إيرانية، من بينها مستودع نفط “شهران” ومصفاة “شهر ري”، يتزايد القلق من تأثير مباشر على صادرات إيران، التي تقدّر بنحو 2 مليون برميل يوميًا.
توقعات بزيادة في أسعار البنزين والديزل داخل بريطانيا
من المرجّح أن ينعكس هذا الارتفاع في أسعار النفط على تكاليف الوقود في بريطانيا خلال الشهرين المقبلين، إذ أشار توماس بوغ، الاقتصادي في شركة، إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنحو 10 دولارات للبرميل خلال الأسبوع الماضي، ما قد يؤدي إلى زيادة تصل إلى 5 بنسات في أسعار البنزين والديزل في محطات الوقود.
وقد سجل متوسط سعر البنزين في بريطانيا يوم الإثنين 132.1 بنسًا للتر، بزيادة طفيفة تُنهي اتجاهًا هبوطيًا استمر أكثر من ثلاثة أشهر.
ورغم أن أسعار الجملة لا تزال أقل من مستويات الربع الأول من العام، إلا أن استمرار ارتفاع الأسعار العالمية، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة خلال موسم القيادة الصيفي، يُشكل ضغطًا إضافيًا على السوق المحلي البريطاني.
مخاوف اقتصادية أوسع وأسواق مالية حذرة
رغم التوتر السياسي المتصاعد، إلا أن أسواق الأسهم العالمية أظهرت قدرًا من التماسك، حيث ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.4%، كما شهدت الأسواق الألمانية والفرنسية ارتفاعات طفيفة.
من جهة أخرى، سجّلت أسهم شركات النفط الكبرى مثل شل وبي بي ارتفاعًا مؤقتًا تجاوز 1%، قبل أن تتراجع مجددًا.
وحذّر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات الاقتصادية العالمية. وقال محمد العريان، المستشار الاقتصادي لشركة أليانز، إن التصعيد يهدّد بإبطاء النمو العالمي، ورفع معدلات التضخم، وتقليص قدرة البنوك المركزية على التعامل مع الأزمات من خلال أدوات السياسة النقدية، فضلًا عن تهديد النظام العالمي القائم تدريجيًا.
ويرى بعض المحللين أن ارتفاع أسعار النفط قد يكون مؤقتًا، إذا لم يتعرض قطاع الطاقة الإيراني لأضرار كبيرة.
ومع ذلك، فإن أي محاولة من إيران لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز قد تؤدي إلى تصعيد خطير، يهدّد إمدادات الطاقة من دول الخليج إلى الأسواق العالمية، خصوصًا الصين.
في الوقت الراهن، تبقى الأنظار موجهة إلى الجهود الدبلوماسية، ومدى قدرة الدول الفاعلة إقليميًا ودوليًا على احتواء التصعيد، وتفادي تفجّر صراع شامل قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي، وعلى جيوب المستهلكين البريطانيين بشكل خاص.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇