أفضل 5 تخصصات جامعية مطلوبة في سوق العمل البريطاني لعام 2025
في ظلّ الارتفاع الصاروخي لتكاليف التعليم الجامعي وتقلّص فرص التوظيف، بات اختيار التخصص الجامعي قرارًا مصيريًّا أكثر من أي وقت مضى. لم يعد السؤال فقط: ماذا تحب أن تدرس؟ بل: هل سيمنحك هذا التخصص مستقبلًا وظيفيًّا مستقرًا؟ وهل يستحق ما ستتحمّله من ديون ومعاناة؟
في مواجهة هذه التحديات، نشرت صحيفة Telegraph Money قائمة بأكثر التخصصات الجامعية قدرة على تأمين وظائف جيدة بعد التخرج، استنادًا إلى بيانات سوق العمل البريطاني، ومستوى الطلب على الخريجين، وإمكانات الدخل التي يوفّرها كل مجال.
1. الطب: الطريق الطويل نحو الاستقرار
يحظى تخصص الطب بصدارة القائمة، بفضل هيكلة مساره الوظيفي الواضحة، والحاجة المستمرة إلى الأطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
يشترط القبول في هذا التخصص درجات مرتفعة في الكيمياء والأحياء، إلى جانب اختبار القبول الطبي (UCAT)، وسجل أكاديمي قوي في المرحلة الثانوية.
تستغرق الدراسة نحو خمس سنوات، يليها عامان من التدريب العملي، مع احتمال الخضوع لسنوات إضافية حسب التخصص الطبي المختار.
بحسب سيمون فاب، الرئيس التنفيذي لمنصة الوظائف Chief Jobs، فإن “الطب يظل من أكثر التخصصات التي توفّر أمانًا وظيفيًّا، بفضل الحاجة الدائمة ووضوح المسار.”
بدوره، أشار ديفيد مورغان من معهد تطوير المهن إلى أن “خريجي الطب وطب الأسنان يحققون نسب توظيف تصل إلى 98% خلال 15 شهرًا من التخرج.”
2. علوم الحاسوب: العمود الرقمي لاقتصاد الغد
تزايد الإقبال على هذا التخصص نتيجة الطفرة في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، وتحليل البيانات.
تتطلب الدراسة خلفية قوية في الرياضيات أو علوم الحاسوب، وغالبًا ما تُركّز البرامج على مشاريع تطبيقية وتطوير البرمجيات، مع إمكانية التخصص في مجالات مثل علوم البيانات أو الأمن السيبراني أو تطوير الألعاب.
يرى مورغان أن “خريجي علوم الحاسوب هم العمود الفقري للاقتصاد الرقمي في المملكة المتحدة، والطلب على خبراتهم لا يزال يتجاوز العرض في معظم القطاعات.”
واستثمرت جامعات بريطانية كبرى، مثل Teeside، عشرات الملايين من الباوندات في مرافق رقمية متقدمة لتأهيل جيل جديد من الكفاءات الرقمية.
3. الاقتصاد: بوابة متعددة الاتجاهات
يوفّر تخصص الاقتصاد مرونة عالية في سوق العمل، مع فرص واعدة في البنوك، والاستشارات، والسياسات العامة، بل وحتى شركات التكنولوجيا.
تتطلب البرامج غالبًا درجات في الرياضيات، وقد تتطلب مادة الاقتصاد أيضًا، مع مهارات تحليلية قوية.
تجمع المناهج بين النظرية والتحليل الإحصائي، مع تطبيقات واقعية على القضايا الاجتماعية والسياسية.
يوضح موقع Prospects أن التخصص يرتبط بـ 13 مسارًا وظيفيًّا مباشرًا، مثل الإحصاء أو إدارة الأسهم، بالإضافة إلى 11 وظيفة أخرى يُعَدّ فيها الاقتصاد ميزة قوية، كتحليل البيانات وصنع السياسات.
4. الهندسة: مهارات نادرة في سوق متعطّش
ما زالت الهندسة، لا سيما في مجالاتها الميكانيكية والمدنية والكهربائية، تُمثّل خيارًا موثوقًا بفضل الطلب المتزايد على المهندسين في قطاعات متعددة.
تشترط البرامج الأكاديمية إتقانًا عاليًا في الرياضيات والفيزياء، مع إمكانية التخصص في فروع دقيقة مثل هندسة الفضاء أو الهندسة الحيوية.
يشير فاب إلى أن “النقص الحاد في عدد المهندسين بالمملكة المتحدة يجعل من هذا التخصص رهانًا طويل الأمد على النجاح الوظيفي.”
غالبًا ما تتضمن الدراسة سنة تدريب عملي، وهي نقطة جذب قوية لأصحاب الأعمال الباحثين عن خريجين ذوي خبرة عملية.
5. القانون: مهنة تقليدية بمرونة معاصرة
يُعَدّ تخصص القانون من أكثر المسارات وضوحًا، حيث يفضي مباشرة إلى مهن مثل المحاماة، القضاء، أو العمل في مجالات الامتثال والتحقيقات.
لا تُشترط مواد محددة في المرحلة الثانوية، وإن كانت مادة اللغة الإنجليزية مفيدة.
تتراوح مدة الدراسة بين ثلاث وأربع سنوات، تتبعها امتحانات مؤهلة للعمل كمحامٍ أو مستشار قانوني.
لكن القانون ليس حكرًا على من يسعى إلى المحاكم، فدرجته تُعدّ ذات قيمة أيضًا في قطاعات الأعمال والسياسات العامة.
بحسب فاب: “حتى من لا يكملون المسار القانوني التقليدي، يجدون فرصًا كبيرة بفضل المهارات التحليلية والمنطقية التي يكتسبونها.”
كيف نختار ما بين الشغف والجدوى؟
في خضمّ ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية، وتحولات سوق العمل المتسارعة، تذكّر منصة العرب في بريطانيا الطلاب العرب في المملكة المتحدة بأن اختيار التخصص الجامعي يجب أن يُوازن بين الميول الشخصية والطلب الفعلي في سوق العمل.
وتدعو المنصة إلى ضرورة الانفتاح على تخصصات المستقبل، لا سيما تلك المرتبطة بالتكنولوجيا والطب والاقتصاد، باعتبارها ضمانًا نسبيًّا للاستقرار الوظيفي، دون التخلي عن الطموح أو التنوّع المعرفي.
كما تؤكد المنصة أن النجاح لا يُقاس فقط بمقدار الدخل بعد التخرج، بل بمدى القدرة على التأثير، والإسهام في بناء مجتمعات أكثر عدلًا واستدامة.
المصدر الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
20°C
