دراسة: بريطانيا تتصدر دول العالم في معدلات العمل من المنزل
أظهرت دراسة جديدة أن العاملين في المملكة المتحدة لا يزالون يتصدرون العالم في معدلات العمل من المنزل، حتى بعد أكثر من خمس سنوات من بداية تفشي جائحة كوفيد-19 التي غيرت نمط العمل التقليدي في العديد من الدول. فقد بلغ متوسط أيام العمل عن بُعد في المملكة المتحدة 1.8 يومًا أسبوعيًا، متفوقًا على المتوسط العالمي الذي بلغ 1.3 يوم.
أصبح العمل الذي يجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بُعد، هو النموذج المهيمن في العديد من الاقتصادات المتقدمة. ويعتمد هذا النموذج بشكل أساسي على الموظفين الذين يمكنهم أداء مهامهم عن بُعد، وهو ما يتفق مع الاتجاه السائد في البلدان الناطقة بالإنجليزية مثل المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كندا، وأستراليا. في المقابل، لا تزال ترتيبات العمل عن بُعد نادرة في شرق آسيا، حيث تسود ثقافة العمل في المكتب، ولا يزال الموظفون في اليابان وكوريا الجنوبية يعتمدون على التنقل اليومي إلى مكاتبهم.
أسباب شعبية العمل من المنزل في بريطانيا
لقد تم سابقًا ربط زيادة شعبية العمل من المنزل في المملكة المتحدة بتكاليف التنقل الطويلة، خاصة في مناطق مثل لندن وجنوب شرق إنجلترا. فقد جعلت هذه التكلفة العالية من التنقل خيار العمل عن بُعد أكثر جاذبية للعديد من العاملين البريطانيين، وهو ما يفسر استمرار هذا الاتجاه بعد الجائحة.
وأشار الدكتور جافات جيراي أكسوي، المؤسس المشارك لمسح G-SWA وأستاذ مشارك في كلية كينغ بلندن، إلى أن العمل عن بُعد لم يعد مجرد استجابة طارئة بسبب الجائحة، بل أصبح سمة أساسية لسوق العمل البريطاني. وأضاف أن هذا التحول يفرض على الشركات وصناع السياسات إعادة التفكير في تصميم المساحات المكتبية ووسائل النقل وتخطيط المدن.
استقرار العمل عن بُعد في بريطانيا منذ 2023
على الرغم من محاولات بعض الشركات الكبيرة مثل أمازون وبلاك روك فرض سياسات صارمة للعودة إلى المكتب، فإن معدلات العمل من المنزل في المملكة المتحدة قد استقرت منذ عام 2023. ويشير الباحثون إلى أن هذا الاستقرار يعكس ما وصفوه بـ “توازن سوق العمل” في البلاد.
وكشفت الدراسة أن هناك توازنًا في معدلات العمل من المنزل بين الرجال والنساء في جميع المناطق الرئيسية في العالم. إلا أن الرغبة في العمل من المنزل كانت أقوى بين النساء اللاتي لديهن أطفال. ووفقًا للاستطلاع، كان الآباء أكثر ميلاً لاعتماد نمط العمل الهجين، بينما كان أولئك الذين لا يعانون من مسؤوليات رعاية الأطفال يفضلون إما العمل بالكامل من المكتب أو العمل عن بُعد بالكامل.
الجيل الأصغر يفضل العمل من المكتب للتطور المهني
من جهة أخرى، أظهر الشباب تفضيلًا أكبر للعمل من المكتب، حيث يرون أنه يساعدهم على لفت انتباه الزملاء الكبار والتعلم بشكل غير رسمي من أقرانهم. وهذا يشير إلى أن بعض الأجيال الأصغر سناً ترى في العمل من المكتب فرصة للتطور المهني والظهور في بيئة العمل.
وفي استطلاع آخر أجراه باحثون في كلية كينغ، تبين أن أقل من نصف العاملين في المملكة المتحدة (42%) سيوافقون على العودة إلى المكتب بدوام كامل إذا كان ذلك مطلوبًا منهم من قبل أصحاب العمل، مقارنة بـ 54% في أوائل 2022. وقد أظهرت النتائج أن النساء والآباء كانوا الأكثر مقاومة للعودة الكاملة إلى المكاتب، حيث أفادت 55% من النساء بأنهن سيسعين للبحث عن وظائف جديدة إذا طُلب منهن العودة إلى المكاتب بدوام كامل.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
18°C
