رحيل د.هادي بدران.. الطبيب الذي اختار غزة رغم السرطان

فُجع الوسط الطبي الفلسطيني والجالية الفلسطينية في بريطانيا وأوروبا برحيل الدكتور هادي بدران، الطبيب الفلسطيني المتخصص في التخدير، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، لم تمنعه من الاستمرار في أداء رسالته الإنسانية والمهنية حتى الرمق الأخير، حيث تطوّع رغم حالته الصحية المتقدمة للسفر إلى غزة خلال العدوان الأخير، والمشاركة في علاج الجرحى والمصابين.
وقد نعى الدكتور بدران كل من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، مشيدين بسيرته النضالية والعلمية، وبما مثّله من نموذج فريد في الإخلاص والعطاء.
وقال المنتدى الفلسطيني في بيانه:
“لقد عرفناه أخًا كريمًا، وطبيبًا نبيلًا، وصاحب عطاءٍ لا ينضب، بعلمه وجهده وماله وكل ما يملك. وكان حريصًا على المشاركة في أنشطة المنتدى ودعم فلسطين، وكان آخرها حضوره في إفطار رمضان وتبرعه السخي لغزة، رغم الألم والمعاناة.”
أما تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، فقد وصفه بأنه:
“الطبيب الإنسان الذي جسّد معنى التضحية الحقيقية، حين اختار أن يكون مع أبناء وطنه في أصعب لحظاتهم، بينما كان جسده يخوض معركته الأخيرة ضد السرطان.”
من هو الدكتور هادي بدران؟
هادي بدران، طبيب فلسطيني من مواليد لبنان، نشأ في أسرة مؤمنة بأن العلم هو سلاح الفلسطيني في وجه الظلم والشتات. درس الطب في بريطانيا وتخصص في التخدير، وساهم بجهده العلمي في خدمة المجتمع أينما حلّ.
استضافه “بودكاست عرب” في حلقة مؤثرة، تحدث فيها عن والده الذي حلم أن يكون طبيبًا ولم يُتح له ذلك، فحقق له ابنه الحلم. وتحدث الدكتور بدران بشغف عن إيمانه بأن العلم هو ما يثبت وجود الفلسطيني في هذا العالم، وهو ما جعله يصرّ على التطوع والسفر إلى غزة رغم بلوغ السرطان مرحلة متقدمة من جسده.
روى بدران كيف حاول من حوله ثنيه عن قراره بالسفر، خاصة زوجته وإخوته، لكنه أصرّ على المضي، بل فوجئ بابنه يقول له: “بدي أروح معك على غزة”، وهو ما جعله يشعر بالطمأنينة والرضا الأبوي.
أسطورة غزة كما رواها بدران
خلال وجوده في غزة، تأثر بدران بما رآه من عزة النفس والكرامة والكرم الغزي رغم الحرب والاحتياج، وروى مواقف مؤثرة مثل لقاء السيدة “أم إياد” التي رفضت توزيع الشوكولاتة على الأطفال إلا كمكافأة في حلقة تحفيظ للقرآن، قائلة: “لا أريد للطفل الفلسطيني أن يستجدي غيره.”
قال بدران إنه لم ينم في غزة، ليس لأنه لم يستطع، بل لأنه لم يرغب، فقد كان مفعمًا بطاقة روحية وشغف بالعمل التطوعي رغم الإرهاق والمرض، واختتم حديثه قائلاً:
“أعجز عن وصف ما رأيته، وإن كان لا بد من وصف، فهي باختصار: أسطورة غزة.”
وداعًا أيها الطبيب الإنسان
برحيل الدكتور هادي بدران، فقدت فلسطين وأوروبا علمًا من أعلامها الطبية والإنسانية. لكن رسالته ستبقى، وسيرته ستلهم الأجيال.
نسأل الله أن يتقبّله في الصالحين، وأن يجعل علمه وعطاؤه في ميزان حسناته، وأن يُلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
إجراءات جنازة المرحوم د.هادي بدران
أعلنت عائلة المرحوم الدكتور هادي بدران أن صلاة الجنازة ستُقام يوم الإثنين 26 مايو 2025.
الساعة 11:15 صباحًا – الاستقبال وتقديم العزاء للعائلة
الساعة 12:15 ظهرًا – صلاة الجنازة
مسجد بالميرز غرين 30 Oakthorpe Rd, London N13 5JL, United Kingdom
نسأل الله أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب أهله ومحبيه بالصبر والسلوان.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
دكتور عظيم. رحمه الله وجعل الجنة مثواه