تقرير: إسرائيل تقطع سبل الحياة عن غزة بمنع دخول الأطباء والمساعدات

أقدمت السلطات الإسرائيلية، يوم الخميس، على منع دخول مجموعة من الأطباء والعاملين الإنسانيين إلى قطاع غزة، رغم أن البعثة كانت تستعد للمغادرة من الأردن ضمن قافلة تابعة للأمم المتحدة.
ووفقًا لمصادر مطّلعة، فإن المجموعة المكونة من ستة أفراد تلقّت إشعارًا مفاجئًا في وقت متأخر من مساء الأربعاء، يفيد بعدم السماح لهم بدخول غزة، وذلك قبل ساعات فقط من انطلاقهم.
وحتى اللحظة، لم تصدر وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوغات)، المسؤولة عن إدارة التنقل بين إسرائيل وغزة، أي تعليق رسمي على هذه الخطوة.
وفيات بالجوع وتحذيرات دولية

تزامن هذا القرار مع إعلان وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، وفاة 29 طفلًا ومسنًا في غزة خلال الأيام الأخيرة بسبب الجوع. كما حذر من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر ما هو معلن، مشيرًا إلى أن التقديرات الأممية التي تحدثت عن احتمال وفاة 14,000 رضيع خلال 48 ساعة “واقعية جدًا وربما تقلل من حجم الكارثة”.
وكان توم فليتشر، رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، قد صرّح في وقت سابق هذا الأسبوع بأن تأخير وصول المساعدات إلى غزة قد يودي بحياة آلاف الأطفال.
قيود غامضة على دخول الكوادر الصحية
قال أحد العاملين الصحيين الممنوعين من الدخول – مفضلاً عدم الكشف عن اسمه – إن المعايير التي تعتمدها إسرائيل للسماح أو منع دخول الأطباء “غير واضحة إطلاقًا”.
وأضاف: “لا أستوعب منطق إسرائيل، إذا كانوا يمنعون دخول الغذاء والدواء، فلماذا يسمحون أحيانًا بدخول بعض الأطباء؟”.
كما عبّر عن قلقه من أن تستخدم إسرائيل هذه الأعداد القليلة التي سُمح لها بالدخول لاحقًا كوسيلة دفاع سياسي.
وقال: “سيُقال لاحقًا: ‘سمحنا لـ250 طبيبًا بالدخول، فكيف نكون ارتكبنا إبادة جماعية؟’… وجودنا سيُستخدم كذريعة إنسانية لتبرير العنف”.
مساعدات بطيئة وخطة توزيع مثيرة للجدل

رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق عن السماح بدخول “كمية أساسية من الغذاء”، فإن ذلك مشروط بخطة جديدة تعتمد على توزيع المساعدات من خلال شركات خاصة، وهو ما رفضته وكالات الأمم المتحدة، واعتبرته التفافًا على آلية العمل الإنساني الدولي.
وتتضمن هذه الخطة إشراك شركة أمريكية خاصة تُدعى Safe Reach Solutions للإشراف على توزيع المساعدات داخل غزة. ووفقًا لموقع “ميدل إيست آي”، بدأت الشركة فعليًا في نشر إعلانات توظيف على منصة “لينكدإن”، ما يشير إلى تسريع تنفيذ الخطة.
عقبات ميدانية في توزيع المساعدات
وفي سياق متصل، أعلنت وحدة “كوغات” الإسرائيلية أن 198 شاحنة محملة بالغذاء والدواء ودقيق القمح دخلت قطاع غزة يوم الأربعاء. إلا أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أن 90 شاحنة فقط تم تسليمها للمنظمات الإغاثية لتوزيعها.
مع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة تواجه عملية التوزيع، أبرزها انعدام الأمن، خطر النهب، التأخيرات في التصاريح، واستخدام طرق توزيع غير مناسبة حددها الجيش الإسرائيلي.
وقال فليتشر بهذا الخصوص: “اليوم سيكون حاسمًا… شاحنات محملة بالمساعدات بدأت تتحرك، لكن لا تزال التحديات أمام فرقنا ضخمة جدًا”.
الهلال الأحمر: المدنيون لم يتلقوا شيئًا
في تصريح لوسائل الإعلام، أكد يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن المساعدات لم تصل حتى الآن إلى المدنيين في غزة، موضحًا أن معظم الشاحنات لا تزال عالقة في معبر كرم أبو سالم، رغم تفتيشها.
وقال: “لا يوجد مدني واحد تلقى أي نوع من المساعدات حتى الآن”.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇