تحذير من “بريتيش غاز” بشأن رفع مرتقب بأسعار الكهرباء

في تحذير جديد يزيد من قلق المستهلكين البريطانيين، كشفت شركة “بريتيش غاز” عبر رئيسها التنفيذي أن أسعار الكهرباء في بريطانيا لن تنخفض -بل قد تشهد ارتفاعًا- رغم التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة ضمن خطط الحكومة لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية (Net Zero).
وقال كريس أوشيه، الرئيس التنفيذي لشركة “سينتريكا” المالكة لـ”بريتيش غاز”: إن بناء شبكة كهرباء تعتمد على الطاقة النظيفة لن يُترجَم إلى فواتير أقل للمستهلكين، بل إن التحول الأخضر قد يضمن استقرارًا في الأسعار فقط، دون خفضها.
بريتيش غاز: الطاقة النظيفة لن تُخفّض الأسعار!
وفي منشور عبر منصة “لينكد إن”، كتب أوشيه: “لن يؤدي التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة إلى خفض ملحوظ في أسعار الكهرباء في بريطانيا مقارنة بالمستويات الحالية. قد يوفّر هذا التحول استقرارًا طويل الأمد ويُقلّل من الصدمات المستقبلية، لكنه لن يُخفّض التكلفة على المستهلكين”.
وأكد دعمه للتحول إلى طاقة نظيفة، لكنه انتقد بشدة من يروّجون، حسَب تعبيره، “معلومات مضلّلة أو خاطئة عمدًا” توحي بأن الانتقال إلى الطاقة المتجددة سيُقلّل الفواتير تلقائيًّا.
واستند أوشيه في تحذيره إلى تحليل لآلية التسعير في سوق الكهرباء البريطانية، وبخاصة نظام عقود الفروقات (Contracts for Difference – CfD)، وهي آلية حكومية تمنح مطوّري مشاريع الطاقة المتجددة سعرًا ثابتًا ومربوطًا بالتضخم.
وأوضح أن أسعار الكهرباء بالجملة، وإن كانت مرتبطة بأسعار الغاز الدولية، لا تعكس السعر الذي يدفعه المستهلكون؛ لأن عقود (CfD) تضمن للمُنتجين سعرًا ثابتًا يُعرَف بـ(Strike price)، ويُعوَّضون مباشرةً إذا انخفض سعر السوق عن هذا الحد.
وأشار أوشيه إلى أن متوسط سعر الكهرباء بالجملة، الذي تُحدّده أسعار الغاز، بلغ في العام الماضي 82.11 باوند للميغاواط/ساعة، وهو رقم قريب من أسعار المشاريع الجديدة للطاقة المتجددة التي فازت في المزادات الأخيرة:
• الرياح البحرية: 82.16 باوند
• الطاقة الشمسية: 69.87 باوند
• الرياح البرية: 71.03 باوند.
وأضاف: “هذه الأسعار ليست منخفضة بما يكفي لإحداث فرق ملموس في فواتير المواطنين”.
الحكومة ترد: الاستقلال عن الوقود الأحفوري أولوية
وردًّا على تلك التصريحات، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: إن بريطانيا تسعى لأن تصبح “قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة”؛ بهدف التخلص من تقلبات أسواق الوقود الأحفوري التي “تتحكم بها أنظمة استبدادية”.
من جهته نبّه وزير الطاقة في حكومة الظل إد ميليباند إلى أهمية الانتقال إلى الطاقة النظيفة، مؤكدًا في مقابلة مع صحيفة الغارديان أن “التحول إلى صافي صفر انبعاثات ضروري لتحقيق النمو الاقتصادي وأمن الطاقة”.
وقال: “البريطانيون يريدون تحركًا مناخيًّا حقيقيًّا، وهم يدركون أن الطاقة المتجددة النظيفة والرخيصة أفضل من الوقود الأحفوري الباهظ وغير المستقر. إذا أراد المحافظون أو حزب الإصلاح مواجهة هذا التوجه، فنحن مستعدون لذلك”.
وأكد أن أكبر تراجع في مستويات المعيشة في بريطانيا منذ عقود كان بسبب اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري، ولا سيما في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
المصدر: Birmingham Mail
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇