بي بي سي: عشرات القنابل الخارقة للتحصينات استخدمت في قصف مستشفى في غزة

في عدوان جديد يعكس حجم الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروّعة مساء الثلاثاء، أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيًا وإصابة العشرات، بعد استهداف مجمّع المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوبي القطاع، بحسب ما أفادت به هيئة الدفاع المدني في غزة.
كاميرات المراقبة في ساحة المستشفى وثّقت لحظة القصف، التي وقعت بينما كان مدنيون – نساء ورجال وأطفال – يتنقلون داخل المجمع، في وقت كانت سيارات الإسعاف مصطفة لنقل الجرحى. خلال ثوانٍ، سقط صاروخ من السماء، مُحدثًا انفجارًا هائلًا دمّر جزءًا كبيرًا من ساحة المستشفى وخلّف مشهدًا من الخراب والدم.
فريق التحقيق والتحقق في “بي بي سي Verify” أكد أن طبيعة الدمار تتطابق مع استخدام قنابل خارقة للتحصينات (bunker busters)، وهي ذخائر تُستخدم عادة لضرب الأنفاق والتحصينات العسكرية تحت الأرض. أحد الخبراء شبّه استخدامها في هذه الحالة بـ”إبرة فولاذية تغوص في عمق الأرض قبل أن تنفجر، لتُخلّف دمارًا هائلًا في محيطها”. وأكد أن هذه القنابل من أكثر الأسلحة فتكًا التي استُخدمت حتى الآن في العدوان الجاري على غزة.
الضربة أدت إلى انهيار أرضي كشف عن نيران مشتعلة تحت موقع الاستهداف، بينما تناثرت الأنقاض في كل اتجاه. وتُظهر المقاطع التي تحقق منها الفريق وجود ما لا يقل عن ست حفر ضخمة حول المستشفى، إحداها ابتلعت حافلة عامة بالكامل.
ورغم محاولة الاحتلال تبرير القصف بالزعم أنه استهدف عناصر من حركة حماس أو ربما القيادي محمد السنوار، إلا أن “بي بي سي Verify” كشفت أن الفيديو الذي نشرته السلطات الإسرائيلية كمبرّر للهجوم لا يعود للمستشفى الأوروبي، بل لمدرسة تقع على بُعد مئات الأمتار.
قنابل خارقة.. وعدوان على القانون الدولي
إن استخدام هذا النوع من القنابل في بيئة مدنية مكتظة مثل محيط مستشفى يفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأخلاقية خطيرة. فبحسب القانون الدولي الإنساني، تُعد المستشفيات منشآت محمية لا يجوز استهدافها إلا في ظروف ضيقة جدًا، مع وجود دليل قاطع على استخدامها لأغراض عسكرية – وحتى حينها يجب أن تكون الضربة متناسبة ولا تُعرّض حياة المدنيين للخطر.
ويحذر خبراء قانون دولي من أن استهداف المستشفى دون أدلة دامغة قد يشكّل جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.
هذه المجزرة تضاف إلى سجل متزايد من الانتهاكات التي باتت تلقى استنكارًا متزايدًا في الشارع البريطاني والعالمي، خصوصًا في ظل التواطؤ الغربي واستمرار تصدير الأسلحة لإسرائيل رغم حجم الدمار والضحايا بين المدنيين في غزة المحاصرة.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇