مرشد بريطاني يطلق أول جولات تكشف الإرث الإسلامي في لندن
في خطوة فريدة من نوعها، أطلق عبد الملك تايلور، مرشد سياحي بريطاني، أولى جولاته السياحية التي تسلط الضوء على الإرث الإسلامي في لندن. ومن خلال هذه الجولات، التي تستعرض حوالي 50 موقعًا تاريخيًا في العاصمة البريطانية، يهدف تايلور إلى تقديم نظرة جديدة ومبنية على المعرفة بشأن الدور الذي لعبه المسلمون في تشكيل تاريخ المملكة المتحدة.
قصته الشخصية ورحلة التحول
تبدأ قصة تايلور، الذي نشأ في أسرة هندوسية في لندن، من تحوله للإسلام في سن الـ18. كان بداية هذا التحول عندما بدأ بتجربة الصيام في رمضان عن طريق الفضول، ما دفعه لاحقًا إلى التعمق في الدين الإسلامي. ورغم الصعوبات التي واجهها من عائلته بعد اعتناقه الإسلام، مثل التهديدات والصدامات الجسدية، إلا أن تلك التجربة ألهمته في مسار حياته المهنية والبحثية.
ويؤكد تايلور أن جولاتِه ليست مجرد استعراض للمعالم التاريخية، بل هي مسعى لتعريف الزوار بإسهامات المسلمين التي غالبًا ما تكون مغفلة في تاريخ بريطانيا. وعبر هذه الجولات، يقدم تايلور للزوار قصصًا غنية وشخصيات إسلامية بارزة ساهمت في تشكيل ملامح بريطانيا الحديثة، مثل قصة اللورد هنري ستانلي، أول مسلم يصبح عضوًا في البرلمان البريطاني، وأول صلاة عيد أُقيمت في لندن عام 1894 في منطقة شينغفورد.
مواقع تاريخية هامة في جولات تايلور
تتضمن جولات تايلور زيارة العديد من المواقع التاريخية الهامة التي تحمل في طياتها إرثًا إسلاميًا، من أبرزها البرلمان البريطاني، حيث يسلط الضوء على دور المسلمين في السياسة البريطانية. كما تشمل الجولات زيارة معالم متعلقة بالإمبراطورية العثمانية في لندن، مثل المدفع العثماني الموجود في “هورس غاردز باريد”، الذي يعود تاريخه إلى عام 1524، ويستعرض الزوار النقوش العثمانية عليه.
ويحظى تأثير الإمبراطورية العثمانية بنصيب كبير من الاهتمام في جولات تايلور، حيث يوضح دور العثمانيين في تشكيل الثقافة والعمارة في لندن. كما يروي قصة “الضابط التركي” عِسري، الذي كان أول شرطي غير بريطاني في العاصمة، وساهم في إدخال تقنية بصمات الأصابع التي أحدثت نقلة نوعية في الشرطة البريطانية.
تعزيز الفهم الثقافي من خلال التاريخ
من خلال تقديم هذه الجولات، يسعى تايلور إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالإسلام والمسلمين في بريطانيا. ويعتبر أن هذه الجولات تمثل وسيلة فعّالة لتحقيق الفهم الثقافي والتكامل بين المجتمعات، خاصة في ظل المناخ الاجتماعي الذي يشهد سوء فهم واسع عن الإسلام.
ولا تقتصر جهود تايلور على مجرد عرض الأماكن التاريخية، بل تتجاوزها إلى تأصيل التاريخ الإسلامي في بريطانيا وتقديمه للأجيال الحالية والمستقبلية. ومع التركيز على اللحظات التاريخية المهمة، مثل أول صلاة عيد في لندن، يسعى تايلور إلى أن تظل هذه القصص حية في ذاكرة الشعب البريطاني.
المصدر: evrimagaci
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇