لماذا عاد الطقس البارد فجأة إلى بريطانيا؟ وهل يستمر حتى نهاية مارس 2025؟
عاد الطقس البارد ليخيم مجددًا على بريطانيا، وانخفضت درجات الحرارة إلى مستويات قريبة من الصفر، بعد تسجيل درجات حرارة قياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتعزو هيئة الأرصاد الجوية هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى تشكل منطقة من الضغط الجوي المرتفع، التي دفعت بالجبهات الهوائية الباردة من جهة الشمال، وهو ما يجعل الأجواء تبدو أكثر برودة بفعل الرياح القوية.
توقعات بتساقط الثلوج واستمرار موجات الصقيع
وبحسب خبراء الأرصاد، فإن مناطق شمال شرق إنجلترا وأجزاء من اسكتلندا ومرتفعات نورث يورك قد تشهد تساقطًا للثلوج والأمطار المتجمدة خلال الأيام المقبلة، فيما قد تسجّل معظم أنحاء البلاد درجات حرارة أقرب لمعدلات التجمد، رغم كونها ضمن المعدلات المعتادة لشهر مارس.
لكن اللافت هذا العام هو احتمالية استمرار الطقس البارد لفترة أطول من المعتاد، نتيجة ظاهرة جوية تعرف باسم “الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير” (SSW)، والتي قد تؤدي إلى موجة برد شديدة في أواخر آذار/ مارس، وفقًا لما أعلنته هيئة الأرصاد البريطانية، التي قدرت احتمال وقوع هذه الظاهرة بأكثر من 80 في المئة.
ويُشير الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير إلى حصول ارتفاع سريع في درجات الحرارة على ارتفاعات شاهقة في الغلاف الجوي، ولا يشعر السكان بهذا الارتفاع على سطح الأرض مباشرة، لكنّه يؤثر بشكل غير مباشر على التيارات الهوائية التي تتحكم بأنماط الطقس في العالم.
وعند حدوث هذا الاحترار، يصبح التيار الهوائي غير منتظم، وهو ما يؤدي إلى تشكل ضغط جوي مرتفع لفترات طويلة، مسببًا طقسًا باردًا وجافًا في شمال أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة، بينما يصبح جنوب القارة أكثر اعتدالًا ورطوبة.
وفي بعض الحالات، قد يؤدي هذا التغير إلى تساقط الثلوج، كما حدث في شتاء 2018، عندما ضربت بريطانيا موجة صقيع عُرفت بـ”الوحش القادم من الشرق”.
ما علاقة هذه الظاهرة بالدوامة القطبية؟
ولعل أبرز العلامات المميزة للاحترار المفاجئ في الستراتوسفير هي ضعف الدوامة القطبية الستراتوسفيرية – وهي تيارات هوائية تدور حول القطب الشمالي، وتساعد في احتجاز الهواء البارد في المناطق القطبية.
وعند حدوث اضطراب في هذه الدوامة، يتغير تدفق التيار النفاث، وبالتالي يتدفق تيار الهواء القطبي البارد إلى مناطق عادةً ما تكون أكثر اعتدالًا، مثل بريطانيا وأوروبا الغربية، وهو ما يزيد من فرص حدوث موجات صقيع وعواصف شتوية.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أن سرعة الرياح في طبقة الستراتوسفير بدأت تتراجع بسرعة، وهو ما يُعد مؤشرًا قويًا على قرب حدوث هذه الظاهرة.
وعلى الرغم من ارتباط الاحترار المفاجئ في الستراتوسفير بالطقس البارد، فإنه لا يؤدي بالضرورة إلى ظروف جوية قاسية في كل مرة.
ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية البريطانية، فإن 70 في المئة من هذه الظواهر تؤدي إلى موجات برد شديدة، مع رياح شرقية باردة تضرب شمال أوروبا والمملكة المتحدة.
وأوضحت خبيرة الأرصاد في Sky News، جو روبنسون، أن التأثير الفعلي لهذه الظاهرة على الطقس السطحي لا يزال غير مؤكد، لكن من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الضغط الجوي المرتفع خلال النصف الثاني من آذار/ مارس، مما قد يطيل أمد الطقس البارد.
هل يتكرر سيناريو العواصف القوية؟
ورغم أن موجة الصقيع القاسية التي ضربت بريطانيا عام 2018 كانت نتيجة مباشرة للاحترار المفاجئ في الستراتوسفير، فإن تكرارها هذا العام لا يزال غير مؤكد.
وأوضحت روبنسون أن هذه الظاهرة قد تؤدي أحيانًا إلى ارتفاع درجات الحرارة بدلًا من انخفاضها، كما حدث عام 2019.
وأدت الموجة الباردة حينها إلى وفاة 17 شخصًا بين 22 شباط/ فبراير و5 آذار/ مارس عام 2018، نتيجة التساقط الكثيف للثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
كما تبعتها عاصفة إيما و”الوحش الصغير القادم من الشرق”، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الجوية.
ووفقًا لآخر التوقعات، فإن الطقس سيبقى باردًا خلال الأيام المقبلة، وقد تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير خلال ساعات الليل ما سيؤدي إلى تشكل الجليد في بعض المناطق.
لكن مع بداية نيسان/ أبريل، ترجح هيئة الأرصاد الجوية أن تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيًا، بالتزامن مع الاستقرار الذي ستشهده الأجواء.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C
