العرب في بريطانيا | بريطانيا تطلق حملة إعلانية ضخمة لردع الأكراد ال...

1446 رمضان 13 | 13 مارس 2025

بريطانيا تطلق حملة إعلانية ضخمة لردع الأكراد العراقيين عن الهجرة

بريطانيا تطلق حملة إعلانية ضخمة لردع الأكراد العراقيين عن الهجرة
خلود العيط March 7, 2025

أطلقت الحكومة البريطانية حملة إعلانية تستهدف إقليم كردستان العراق، محذّرة سكانه من مخاطر الهجرة إلى المملكة المتحدة بحثًا عن اللجوء. لكن هذه الحملة قوبلت بتشكيك واسع من منظمات معنية بشؤون اللاجئين، التي اعتبرت أنها لن تكون فعّالة في ردع المهاجرين، في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تدفع آلاف العراقيين إلى البحث عن مستقبل في أوروبا.

حملة حكومية لمواجهة موجات الهجرة

وتستهدف الحملة، التي أطلقتها وزارة الداخلية البريطانية عبر الإنترنت باللهجة الكردية السورانية، ثني المهاجرين عن عبور القنال الإنجليزي من فرنسا إلى بريطانيا، وهو مسار محفوف بالمخاطر شهد في عام 2024 عبور 36,816 مهاجرًا، لقي 69 منهم مصرعهم خلال الرحلة.

ويُعَدّ العراقيون، خصوصًا القادمين من إقليم كردستان، من أبرز الجنسيات التي تسلك هذا الطريق، حيث تجاوز عدد الذين حاولوا العبور في 2024 أكثر من ألفَي شخص.

وتُسلّط الإعلانات الضوء على المخاطر المحتملة، مستشهدة بشهادات مهاجرين سابقين حذّروا من أن “أشخاصًا اختفوا في البحر”، في حين أشار آخرون إلى أن القوارب كانت مكتظة إلى حدٍّ خطير. وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهرت امرأة بملامح غير واضحة تقول: “وُعدت بوظيفة ذات أجر جيد، لكنني أصبحت أَمَةً!”.

كما حمل أحد الإعلانات رسالة مباشرة جاء فيها: “يقول بعض الناس إن دخول المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية أمر سهل وخالٍ من المخاطر، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا”.

هل تؤثر الحملة على قرارات المهاجرين؟

تراجع كبير في معدلات الهجرة إلى بريطانيا خلال 2024
ورغم التحذيرات الحكومية، يرى خبراء في شؤون الهجرة أن الحملة لن تثني الأكراد عن محاولة الهجرة، إذ يواجهون أوضاعًا اقتصادية وسياسية صعبة تدفعهم إلى البحث عن حياة أكثر استقرارًا في أوروبا.

وفي هذا السياق، قال آري جلال، مدير مؤسسة (Summit) لشؤون اللاجئين والنازحين، لموقع ميدل إيست آي: إن الأكراد العراقيين “لا يثقون في المبادرات المدعومة من الحكومات”، ومن ثَمّ فإن هذه الحملة الدعائية “لن تكون فعالة”.

وأضاف: “إن الأسباب الحقيقية وراء تصاعد الهجرة غير النظامية من كردستان والعراق تعود إلى الأزمات المستمرة، وغياب فرص العمل، ولا سيما بين خريجي الجامعات، إضافةً إلى انعدام رؤية سياسية واضحة لمستقبل الإقليم والبلاد بالكامل، ما يثير القلق بين الناس ويدفعهم للخوف من الفوضى أو اندلاع النزاعات مجددًا”.

لماذا يختار الأكراد بريطانيا؟

الهجرة إلى بريطانيا

يُعَدّ إقليم كردستان العراق من أبرز المناطق التي تشهد هجرة واسعة إلى بريطانيا وأوروبا، إذ يعاني سكانه من ارتفاع معدلات البطالة، والفساد، وتأخر دفع الرواتب، إلى جانب القمع السياسي والتهديدات الأمنية من قبل جماعات مسلحة.

وقد أسهمت هذه الظروف في ازدهار تجارة تهريب البشر، حيث تُروّج بعض وكالات السفر في كردستان لرحلات إلى الحدود الأوروبية، حيث يمكن للمهاجرين دفع آلاف الدولارات للمهربين لنقلهم إلى وجهتهم المنشودة.

ويختار العديد من الأكراد المملكة المتحدة بوصفها وجهة نهائية، ويرجع ذلك، وفقًا لجلال، إلى أنها تُعَد بلدًا “مستقلًّا” خارج نطاق منطقة شنغن، ما يعني أن المهاجرين غير النظاميين لديهم فرص أكبر للبقاء متخفين.

وأضاف: “بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي، هناك فرص أكثر للعمل في السوق السوداء بالمملكة المتحدة، كما أن اللاجئين الذين تُرفض طلبات لجوئهم يمكنهم الاختباء بسهولة أكبر دون مواجهة القانون”.

اتفاق أمني بين بريطانيا والعراق لمكافحة التهريب

وفي نوفمبر الماضي، وقّعت المملكة المتحدة والعراق على اتفاق أمنيّ وصفته لندن بأنه “الأول من نوعه عالميًّا، يستهدف مكافحة شبكات تهريب البشر وتعزيز أمن الحدود.

ووفقًا لوزارة الداخلية البريطانية، سيُخصّص نحو 300 ألف باوند (390 ألف دولار) من “صندوق الأمن المتكامل” لتمويل تدريب فرق أمن الحدود لمواجهة الجرائم المنظمة المتعلقة بالهجرة “غير الشرعية” وتهريب المخدرات.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر: إن الاتفاق سيسهم في مكافحة “التجارة بأرواح البشر”، مشيرة إلى أن عصابات التهريب تحقق أرباحًا طائلة من عمليات العبور الخطرة بالقوارب الصغيرة، حيث تمتد شبكاتها من شمال فرنسا وألمانيا عبر أوروبا وصولًا إلى إقليم كردستان العراق وما بعده”.

انتقادات لسياسات اللجوء البريطانية

قانون الهجرة

وتواجه الحكومة البريطانية انتقادات واسعة النطاق؛ بسبب سياساتها الصارمة تجاه طالبي اللجوء، حيث فرضت قوانين جديدة تحدّ من قدرة المهاجرين على الوصول إلى المملكة المتحدة عبر مسارات قانونية وآمنة.

وفي أحدث التوجيهات الصادرة عن حكومة حزب العمال، نصّت القواعد الجديدة على أن أي شخص يدخل المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية بعد رحلة خطرة، سيكون من الصعب عليه الحصول على الجنسية البريطانية، وهو ما اعتبره بعض المراقبين انتهاكًا لاتفاقية اللاجئين لعام 1951.

وبشأن هذه السياسات، قال الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين أنور سليمان: “لا أحد يُخاطر بحياته أو بحياة أسرته على متن قارب صغير لعبور القنال الإنجليزي، إلا إذا كان يفرّ من مخاطر أشد مما قد يواجهه خلال هذه الرحلة الخطيرة”.

وأضاف: “أفضل الطرق لإنهاء سيطرة عصابات التهريب هي منع اللاجئين من الصعود إلى هذه القوارب من الأساس، وذلك عبر إتاحة طرق قانونية لهم لتقديم طلبات اللجوء إلى المملكة المتحدة دون الحاجة لعبور البحر”.

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:08 am, Mar 13, 2025
temperature icon 4°C
overcast clouds
Humidity 86 %
Pressure 1004 mb
Wind 10 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:19 am
Sunset Sunset: 6:01 pm