تشديد القوانين لحماية الأطفال من العصابات الإجرامية في بريطانيا

أعلنت الحكومة البريطانية عن مجموعة من القوانين الجديدة التي تستهدف العصابات الإجرامية التي تستغل الأطفال في أعمال غير قانونية، مثل تهريب المخدرات والجرائم المنظمة عبر المقاطعات. طالبت بهذه الإجراءات، منظمات حقوقية لسنوات، تهدف إلى حماية الأطفال من الاستغلال وتعزيز العقوبات المفروضة على المجرمين المتورطين في هذه الأنشطة.
عقوبات مشددة للمجرمين الذين يستغلون الأطفال

ووفقًا للقانون الجديد، الذي سيُطبق في إنجلترا وويلز، سيواجه المجرمون الذين يستخدمون الأطفال في الأنشطة الإجرامية عقوبات تصل إلى عشر سنوات في السجن. بالإضافة إلى ذلك، ستُفرض أوامر منع استغلال الأطفال إجراميًا، والتي ستحد من قدرة المجرمين على العمل مع الأطفال أو التواصل مع أشخاص معينين أو التواجد في مناطق محددة. وسيُعتبر خرق هذه الأوامر جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، أكدت على أهمية هذه القوانين قائلة:
“استغلال الأطفال والأشخاص الضعفاء لتحقيق مكاسب إجرامية أمر مثير للاشمئزاز، ومن الضروري أن نبذل كل ما في وسعنا للقضاء عليه من شوارعنا.”
حماية الأطفال من عصابات “الكوكونغ”

إلى جانب استغلال الأطفال، ستشمل القوانين الجديدة أيضًا محاربة جريمة “الكوكونغ”، وهي ممارسة تستخدمها العصابات للاستيلاء على منازل الأشخاص الضعفاء وتحويلها إلى أوكار للجريمة. ووفقًا للقانون الجديد، ستصبح هذه الممارسة جريمة محددة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وسيواجه مرتكبوها عقوبات تصل إلى خمس سنوات في السجن.
منظمات حقوقية ترحب بالقوانين الجديدة
رحبت المنظمات الحقوقية والجمعيات الخيرية بهذه القوانين، مشيرة إلى أن استغلال الأطفال كان يشكل نموذجًا تجاريًا مربحًا للعصابات الإجرامية لسنوات طويلة.
آن لونغفيلد، المفوضة السابقة لشؤون الأطفال ورئيسة مركز “حياة الشباب”، صرّحت بأن هذه القوانين “تأخرت كثيرًا لكنها ستنقذ الأرواح”، مشيرة إلى أن استغلال الأطفال في الجرائم المنظمة يجب أن يُعامل كجريمة قائمة بذاتها.
وأضاف أن التركيز الآن يجب أن يكون على معاقبة الجناة بدلاً من تجريم الأطفال، مشيرًا إلى أن أكثر من 14,500 طفل حُددوا العام الماضي على أنهم معرضون لخطر الاستغلال الإجرامي.
قضية كليان بوكاسا تثير الجدل
يأتي هذا التشديد القانوني بعد قضية كليان بوكاسا، الصبي البالغ من العمر 14 عامًا، والذي تعرض للطعن حتى الموت على متن حافلة في جنوب شرق لندن في يناير الماضي. وكشفت والدته أن العصابات بدأت في استدراجه منذ أن كان عمره ست سنوات، وهو ما سلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة والحاجة إلى قوانين أكثر صرامة لحماية الأطفال.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇