ترامب يعقد حياة تجار بريطانيا: تأثيرات جديدة على المبيعات عبر الإنترنت

يواجه الشركات والبائعون المستقلون في بريطانيا تحديات جديدة في تصدير منتجاتهم إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تغييرات في قواعد الاستيراد. تتضمن هذه التعديلات، فرض رسوم جمركية على جميع الطرود القادمة من الصين والمباعة في السوق الأمريكي، قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على المبيعات البريطانية عبر الإنترنت، وسط مقارنات بتأثير هذه الإجراءات ببريكست جديد على التجارة.

ضرائب جديدة تهدد تنافسية الشركات البريطانية

تشمل القواعد الجديدة فرض رسوم استيراد تصل إلى 15 في المئة على المنتجات في قطاع الأزياء، إلى جانب تعريفة إضافية بنسبة 10 في المئة، ما سيزيد من تكلفة السلع المرسلة إلى الولايات المتحدة. وتعد شركات الأزياء الكبرى مثل Asos وBoohoo من بين الجهات التي قد تتأثر بشكل كبير، إضافة إلى مئات البائعين المستقلين على منصات مثل eBay وAmazon.

وأُطلقت هذه الإجراءات بهدف حماية التجار الأمريكيين من المنافسة الشديدة التي يواجهونها من الأسواق الإلكترونية الصينية مثل Shein وTemu، لكن تنفيذها عُلّق مؤقتًا بعد أن واجهت الجمارك الأمريكية صعوبات في التعامل مع العدد الهائل من الطرود التي تحتاج إلى فحص. ومع ذلك، من المتوقع تُطبق القواعد خلال الأشهر المقبلة، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين وانخفاض حجم المبيعات للبائعين البريطانيين.

إلغاء الإعفاء الضريبي يزيد التعقيدات الجمركية

قبل هذه التعديلات، كانت الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار معفاة من الضرائب الجمركية، في إطار ما يعرف بقواعد “الإعفاء الضريبي” أو “de minimis”، ما سمح بتسهيل عمليات الشراء عبر الإنترنت. لكن مع تزايد الشحنات القادمة من الصين وهونغ كونغ إلى أكثر من مليار شحنة سنويًا بقيمة 54.5 مليار دولار، قررت الإدارة الأمريكية إلغاء هذا الامتياز، ما قد يزيد التكاليف على الشركات التي تعتمد على هذه الآلية.

ووفقًا لتحليل صادر عن خدمة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي، بلغت قيمة الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة التي استفادت من هذه القواعد 5 مليارات دولار في عام 2021، حيث كانت 80 في المئة منها متعلقة بالتجارة الإلكترونية، وخاصة قطاع الأزياء.

تأثيرات مباشرة على تجار التجزئة البريطانيين

يتوقع الخبراء أن يكون تأثير هذه القرارات مدمرًا للبائعين المستقلين والشركات الصغيرة التي تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة، إذ قد تشهد هوامش أرباحها تآكلًا كبيرًا بسبب ارتفاع التكاليف الجمركية.

وصرّح براد أشتون، المستشار في شركة RSM، قائلًا:
“هذه القواعد الجديدة ستؤدي إلى زيادة تتراوح بين 30 إلى 50 دولارًا لكل شحنة، ما سيؤدي إلى خلق عاصفة تجارية مشابهة لتأثيرات بريكست على الشركات الصغيرة.”

وأضاف:
“التكلفة الإضافية قد تجعل الشركات البريطانية غير قادرة على المنافسة في السوق الأمريكية، ما يجبرها على إعادة تقييم استراتيجياتها التجارية.”

اضطراب في سلاسل التوريد واتجاه نحو تنويع المصادر

نظرًا لاعتماد العديد من العلامات التجارية البريطانية على التصنيع في الصين، فإن هذه القواعد ستؤثر ليس فقط على المنتجات المصنوعة هناك، بل أيضًا على أي شحنة تحتوي على عنصر واحد على الأقل مصنع في الصين، ما يزيد من التعقيدات الجمركية والضريبية.

للتعامل مع هذه التحديات، بدأت بعض الشركات بإعادة النظر في سلاسل التوريد الخاصة بها، حيث بدأت Shein بالفعل بتشجيع مورديها على الانتقال إلى فيتنام، بينما قد تتجه شركات بريطانية أخرى إلى الهند، بنغلاديش، وتركيا كمصادر بديلة للإنتاج.

تباطؤ في التسليم وتراجع في المبيعات

إلى جانب ارتفاع التكاليف، ستؤدي الإجراءات الجديدة إلى إطالة أوقات الشحن بسبب فحوصات الجمارك الإلزامية، ما سيجعل الشركات البريطانية أقل تنافسية مقارنة بالموردين الأمريكيين الذين يمكنهم توصيل المنتجات للعملاء بشكل أسرع.

وفي هذا السياق، أوضح جون ستيفنسون، المحلل في شركة Peel Hunt، أن Asos وBoohoo قد يضطران إلى إعادة تقييم مدى جدوى استمرار نشاطهما في الولايات المتحدة، حيث إن هذه القيود ستؤثر على هوامش الربح والأسعار النهائية للمستهلكين.

وأشار كريس وايت من شركة Fulfilmentcrowd إلى أن فترة التجربة القصيرة للقواعد الجديدة كشفت عن عدم وضوح في تطبيق الضرائب، حيث خضعت طرود متشابهة لضرائب مختلفة تبعًا لتقدير مسؤولي الجمارك المحليين، ما خلق حالة من الارتباك في قطاع التجارة الإلكترونية.

المصدر: الغارديان 

اقرأ أيضًا:

• الحكومة البريطانية ترفض تصريحات ترامب بشأن العلاقات التجارية
• كيف غطى الإعلام البريطاني المواقف العربية من خطط ترامب لغزة؟
• هل سيفتح ترامب أبواب الجحيم على غزة؟

• #الإعفاء الضريبي
• #الاتحاد الأوروبي
• #الجمارك
• #المبيعات عبر الإنترنت
• #بريطانيا
• #ترامب