حقل غاز جديد في بريطانيا.. هل سيخفف أزمة الطاقة أم هو مجرد وهم؟
أعلنت شركة إغدون ريسورسز عن اكتشاف حقل غاز ضخم في مقاطعة لنكولنشاير، يُقال إنه قادر على تلبية احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة لمدة عشر سنوات، وضخ 112 مليار باوند في الاقتصاد. لكن وسط استمرار حظر التكسير الهيدروليكي والالتزامات الحكومية بالتحول نحو الطاقة النظيفة، يظل السؤال الأهم: هل سيستفيد المواطنون من هذا الاكتشاف، أم أنه سيبقى مجرد رقم في تقارير الطاقة؟
اكتشاف ضخم وأرقام قياسية
يقع الحقل الجديد في منطقة غينزبورو، وتقدر احتياطاته بحوالي 480 مليار متر مكعب من الغاز القابل للاستخراج، أي ما يعادل سبعة أضعاف الاستهلاك السنوي للمملكة المتحدة. ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة إغدون ريسورسز، مارك أبوت، فإن الأبحاث وعمليات الحفر التجريبية أكدت وجود هذه الكميات، ما يجعل الحقل واحدًا من أكبر الاكتشافات الغازية في تاريخ بريطانيا.
وتتوقع الشركة أن يسهم الحقل في خلق عشرات الآلاف من الوظائف، وتوليد مليارات الباوندات من الإيرادات الضريبية، فضلًا عن توفير طاقة بأسعار أقل، في وقت تواجه فيه الأسر البريطانية ارتفاعًا مستمرًا في فواتير الطاقة.
عقبة التكسير الهيدروليكي.. هل يُسمح بالاستخراج؟
رغم الأرقام الواعدة، فإن استخراج الغاز من الحقل يعتمد على تقنية التكسير الهيدروليكي، وهي طريقة محظورة في المملكة المتحدة منذ عام 2019 بسبب مخاوف تتعلق بحدوث زلازل صغيرة. هذا الوضع دفع بعض المسؤولين المحليين، مثل مستشار مقاطعة لنكولنشاير كولين دايفي، إلى المطالبة بإعادة النظر في الحظر، مؤكدين أن الأزمة الاقتصادية تتطلب حلولًا تضمن أمن الطاقة بعيدًا عن الاعتماد على الواردات الأجنبية.
وأعرب النائب عن حزب الإصلاح، ريتشارد تايس، أيضًا عن دعمه لرفع الحظر، مشيرًا إلى أن استخراج الغاز سيساعد في خفض تكاليف الطاقة وتوفير فرص عمل في مختلف القطاعات.
موقف الحكومة.. بين الضغوط الاقتصادية والالتزامات البيئية
في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة ضغوطًا متزايدة لضمان أمن الطاقة، لا تزال متمسكة بالتزاماتها نحو التحول إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030. ووفقًا لمتحدث باسم وزارة الطاقة، فإن الحكومة لا تعتزم التراجع عن حظر التكسير الهيدروليكي، مشددًا على أن:
“الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري هو أكبر تهديد لأمن الطاقة في بريطانيا، والطريقة الوحيدة لحماية الاقتصاد الوطني والأسر من تقلبات الأسعار هي من خلال التحول السريع إلى مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030.”
مستقبل غير محسوم
يبقى حقل غاز لنكولنشاير رهينًا للقرارات السياسية والبيئية، فبينما يرى البعض فيه فرصة لتعزيز أمن الطاقة المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، تؤكد الحكومة أنها ماضية في استراتيجيتها للتحول إلى الطاقة النظيفة.
ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال: هل ستخضع الحكومة للضغوط الاقتصادية، أم ستلتزم بتعهداتها البيئية مهما كان الثمن؟
المصدر: express
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
8°C
