ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن تناول الخبز؟
يُعد الخبز أحد الأطعمة الأساسية في النظام الغذائي للعديد من الشعوب حول العالم، وخاصة في بريطانيا، حيث يستهلك الفرد سنويًا نحو 37 كيلوجرامًا من الخبز، أي ما يعادل 46 رغيفًا كبيرًا من التوست.
ومع ذلك، فإن تأثيرات التوقف عن تناوله تثير فضول الكثيرين، خاصة مع تزايد النقاش حول فوائده وأضراره. فما الذي يحدث للجسم عند الامتناع عن تناول الخبز؟
هل الخبز غير صحي؟
الخبز، وخاصة الأبيض، يُصنف من بين الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، والتي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بسرعة، ما يؤثر على التوازن الغذائي.
وفقًا لخبيرة التغذية كارين ريتشاردز، فإن “الخبز يُحفّز إفراز الدوبامين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، ما يجعله طعامًا مغريًا يصعب مقاومته.” وتضيف: “لكن المشكلة تكمن في أنه لا يُشعر بالشبع لفترة طويلة، ما يؤدي إلى استهلاك المزيد من الكربوهيدرات والسكريات.”
علاوة على ذلك، تحتوي معظم أنواع الخبز التجاري على كميات قليلة من الألياف، بالإضافة إلى مواد حافظة ومستحلبات ومثبتات، تجعله ضمن فئة الأطعمة فائقة المعالجة.
وتشير دراسات حديثة إلى أن استهلاك الخبز الأبيض يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة.
هل يساعد التوقف عن تناول الخبز على فقدان الوزن؟
يُعد فقدان الوزن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض إلى تقليل أو التوقف عن تناول الخبز.
توضح ريتشاردز: “إذا كان النظام الغذائي غنيًا بالمنتجات المصنوعة من القمح المعالج، فإن تقليل استهلاكها يمكن أن يساعد في فقدان الوزن.”
ومع ذلك، يُحذر الخبراء من خطأ شائع يقع فيه الكثيرون عند استبعاد الخبز من نظامهم الغذائي، وهو عدم تعويضه بأطعمة غنية بالعناصر الغذائية المشبعة، ما تؤدي إلى الشعور بالجوع الشديد والحرمان.
في تجربة عملية، أظهرت نتائج التوقف عن تناول الخبز أن استبداله بوجبات غنية بالبروتينات والألياف، مثل الشوفان والفاصوليا والبقوليات، يساعد في الحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول، وبالتالي تقليل الرغبة في تناول السكريات والوجبات الخفيفة غير الصحية.
التأثير على صحة الجهاز الهضمي
من أكثر الأسئلة شيوعًا: هل يسبب الخبز الانتفاخ حتى لمن لا يعانون من حساسية الغلوتين؟
وفقًا لخبيرة التغذية كارين ريتشاردز، يمكن أن يكون الغلوتين صعب الهضم لدى بعض الأشخاص، حتى إن لم يكن لديهم حساسية تجاهه.
كما أن التوتر والضغط النفسي يلعبان دورًا كبيرًا في كيفية تفاعل الجهاز الهضمي مع الأطعمة المختلفة، حيث يمكن أن يؤدي تناول الخبز أثناء فترات الإجهاد إلى الشعور بالانتفاخ وعدم الراحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة الألياف في معظم أنواع الخبز تجعلها غير مفيدة لصحة الأمعاء، حيث إن الألياف ضرورية لدعم البكتيريا النافعة وتحسين عملية الهضم.
لذا، فإن استبدال الخبز بالبقوليات والخضروات الجذرية الغنية بالألياف يمكن أن يساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل ملحوظ.
ماذا عن خبز العجين المخمر؟
يُعتبر خبز العجين المخمر خيارًا أفضل من الخبز الأبيض التقليدي، نظرًا لطريقة تصنيعه التي تعتمد على التخمير البطيء، ما يجعله أسهل للهضم ويحتوي على نسبة أعلى من الفيتامينات والمعادن.
ومع ذلك، تحذر ريتشاردز من الإفراط في تناوله، لأن الغلوتين لا يزال موجودًا فيه، ويمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على بعض الأشخاص.
كيف تغيرت الصحة بعد الامتناع عن الخبز؟
بعد أربعة أسابيع من توقف ريتشاردز عن تناول الخبز، لوحظت تحسينات ملحوظة في الهضم، وانخفاض في الشعور بالانتفاخ، وفقدان بضعة كيلوغرامات من الوزن. كما أصبح مستوى الطاقة لديها أكثر استقرارًا خلال اليوم، وانخفضت رغبتها في تناول السكريات والوجبات الخفيفة.
“لكن من غير الواقعي تجنب الخبز تمامًا”، لذا تنصح ريتشاردز باختيار أنواع ذات جودة أعلى، مثل خبز الجاودار أو العجين المخمر، وتناوله مع مصدر بروتيني، مثل البيض أو الجبن القريش أو زبدة الفول السوداني، لتقليل تأثيره على نسبة السكر في الدم والحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول.
هل يجب الامتناع عن تناول الخبز؟
التوقف عن تناول الخبز ليس حلاً سحريًا لفقدان الوزن أو تحسين الصحة، لكنه يمكن أن يكون خطوة مفيدة عند استبداله بأطعمة غنية بالمغذيات.
المفتاح هو الاعتدال واختيار أنواع الخبز الصحية، مع التركيز على التنوع في النظام الغذائي لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية. وكما تقول ريتشاردز: “تناول الخبز كمتعة، وليس كعادة يومية.”
المصدر: MSN
اقرأ ايضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C
