عذاب نفسي.. 500 طالب لجوء يعيشون “ظروفًا قاسية” في قاعدة عسكرية مهجورة

يعيش أكثر من 500 طالب لجوء في قاعدة عسكرية بريطانية مهجورة، وسط ظروف وُصفت بأنها قاسية وغير إنسانية، ويُحتجز هؤلاء في أحد مراكز الإيواء الواقعة في قاعدة “وذرسفيلد” العسكرية السابقة.
تحويل قاعدة عسكرية إلى مركز لاحتجاز المهاجرين
ووفقًا لصحيفة آي فقد افتُتح المركز في تموز/يوليو 2023 كجزء من سياسات الحكومة البريطانية لاستيعاب المهاجرين الوافدين عبر القوارب الصغيرة.
هذا ويواجه طالبو اللجوء تحديات كبيرة أثناء رحلاتهم للوصول إلى أوروبا، إذ يخوض كثيرون منهم مخاطر عبور القنال الإنجليزي في قوارب غير آمنة وسط ظروف جوية قاسية.
ومن بين هؤلاء، سلطت صحيفة آي الضوء على لاجئ فقد والدته بسبب الحرب في العراق، وسلك طريقًا طويلًا بحثًا عن الأمان، ليجد نفسه محتجزًا في ظروف لا تلبي أدنى المعايير الإنسانية.
هذا ويعاني المقيمون في المركز من تفشي الأمراض وارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار، حيث أبلغت منظمة “أطباء العالم” عن تسجيل 283 حالة إيذاء نفسي ومحاولات انتحار داخل المركز.
ظروف معيشية متردية للمهاجرين
كما كشفت صحيفة آي عن وجود مستويات “مقلقة” من بكتيريا الليجيونيلا في المياه المستخدمة، وهو ما زاد من خطورة الوضع الصحي داخل المركز.
ويقيم كل ستة أشخاص في غرفة واحدة ضمن القاعدة، وتتكون الغراف من حاويات مؤقتة تفتقر إلى المرافق الأساسية مثل الغسيل والحمامات.
ويحصل طالبو اللجوء على بدل أسبوعي لا يتجاوز 8 باوند، وهو ما يحدّ من قدرتهم على التنقل أو الحصول على الدعم القانوني.
هذا وتطالب منظمات حقوقية، من بينها “أطباء العالم” و”كير فور كاليه”، بإغلاق المركز فورًا، معتبرةً أن الظروف داخله تنتهك المعايير الإنسانية والقانونية.
دعوات لإغلاق مركز اللجوء في وذرسفيلد
وقد رفعت الأخيرة دعوى قانونية ضد الحكومة البريطانية، مشيرةً إلى أن المركز يفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الإقامة الكريمة.
هذا وحصلت شركة “كليرسبرينغز” على عقد بقيمة مليار باوند لإدارة مراكز إيواء اللاجئين، بما في ذلك وذرسفيلد.
وكشفت تحقيقات صحفية أن وفاة 73 حالة من أصل 180 حالة وفاة لطالبي اللجوء في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة وقعت في منشآت تديرها هذه الشركة.
وأكدت وزارة الداخلية البريطانية أن “رفاهية الأفراد في رعايتنا ذات أولوية قصوى”، مشيرةً إلى توفير دعم طبي واجتماعي على مدار الساعة.
في المقابل، رفضت شركة “كليرسبرينغز” التعليق على الاتهامات الموجهة إليها، فيما لم يرد مالكها على طلبات التعقيب.
ومع استمرار تفاقم أوضاع طالبي اللجوء في بريطانيا، تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان معايير معيشية إنسانية لهؤلاء الأفراد، وسط مطالبات متكررة بإغلاق وذرسفيلد وتحسين نظام اللجوء في البلاد.
المصدر: آي
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇