العرب في بريطانيا | تحقيق: بريطانيا تواصل التجسس على غزة رغم وقف إط...

1446 شعبان 5 | 04 فبراير 2025

تحقيق: بريطانيا تواصل التجسس على غزة رغم وقف إطلاق النار

محمد علي February 3, 2025

كشفت تقارير حديثة أن سلاح الجو الملكي البريطاني واصل تنفيذ طلعات استطلاعية فوق غزة بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، رغم استمرار عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين.

وتزامنت هذه الطلعات الجوية التجسسية مع عملية تبادل الأسرى، وهو ما يثير التساؤلات حول سبب استمرار إرسال الطائرات، خاصة أن وزارة الخارجية البريطانية تؤكد أنها “غير مسلحة” ومهمتها تقتصر على “البحث عن الرهائن”.

استمرار طلعات التجسس على غزة

طلعات جوية تجسسية فوق قطاع غزة
طلعات جوية تجسسية فوق قطاع غزة

وانطلقت أول رحلة استطلاعية من قاعدة “أكروتيري” الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص بتاريح  19 كانون الثاني/ يناير عند الساعة 15:32 بالتوقيت المحلي، وعادت إلى القاعدة عند الساعة 20:59، وهو اليوم الذي دخلت فيه الهدنة حيز التنفيذ.

وأظهرت بيانات الطيران أن الطائرة أطفأت أجهزة الإرسال والاستقبال أثناء تحليقها فوق شرق البحر المتوسط، وسط تساؤلات حول طبيعة مهمتها، خاصة أنها تزامنت مع إطلاق سراح الأسيرة البريطانية إميلي داماري من قبل حماس.

أما الرحلة الثانية، فانطلقت في 25 كانون الثاني/ يناير عند الساعة 11:26 وعادت إلى القاعدة عند الساعة 17:44، مع تكرار إطفاء أجهزة الإرسال والاستقبال أثناء التحليق.

ورغم تأكيد وزارة الدفاع البريطانية أن الطائرات “لم تدخل المجال الجوي لغزة”، وأنها عملت ضمن نطاق الهدنة واتفاق تبادل الأسرى، إلا أن ذلك لا ينفي احتمال استخدامها لجمع معلومات استخباراتية من الأجواء الإسرائيلية أو دعم عمليات لصالح إسرائيل.

بريطانيا تقدم معلومات استخباراتية إلى إسرائيل

 

هذا وبقيت هذه الطلعات الجوية محاطة بالسرية منذ بدء انطلاقها في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2023، وهو ما دفع بعض الناشطين للمطالبة بالتحقيق في مدى تورط بريطانيا في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل.

وفي هذا السياق، قال زكي صرّاف، المسؤول القانوني في “المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين” (ICJP): “إن هذه الطائرات متخصصة في تحديد الأهداف، ومن غير الواضح سبب استخدامها في المقام الأول، لكن استمرار تشغيلها رغم بدء عمليات تبادل الأسرى يثير تساؤلات خطيرة حول الهدف الحقيقي منها”.

وأضاف: “يستحق الرأي العام البريطاني إجابات واضحة، وتتزايد الحاجة لإجراء تحقيق شامل وعلني حول تورط بريطانيا في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك هذه الطلعات الجوية. المحاسبة ليست خيارًا، بل ضرورة حتمية”.

ووفقًا للاتفاق الأصلي للهدنة بين إسرائيل وحماس، كان من المفترض أن تتوقف جميع الطلعات الجوية العسكرية والاستطلاعية فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، ولمدة 12 ساعة في الأيام التي تشهد تبادلًا للأسرى.

وقد وُضِعَ هذا البند لمنح الفلسطينيين استراحة من القصف الإسرائيلي، بالإضافة إلى طمأنة حماس بأن إسرائيل لن تجمع معلومات استخباراتية حول مواقع الأسرى وحركتهم.

حماس تدين طلعات التجسس البريطانية في سماء غزة

تقارير: طائرات بريطانية تنقل معلومات عن أسرى غزة للإسرائيليين
تقارير: طائرات بريطانية تنقل معلومات عن أسرى غزة للإسرائيليين

ورغم أن بريطانيا ليست طرفًا في الاتفاق، إلا أن حماس وصفت هذه الطلعات الجوية بأنها “تواطؤ مع الاحتلال الصهيوني” عند بدء انطلاقها في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2023.

وبالتالي، فإن استمرار إرسال طائرات التجسس إلى المنطقة خلال عمليات تبادل الأسرى قد يثير شكوكًا حول انتهاك بريطانيا لنص الهدنة.

ويثير استمرار تنظيم هذه الطلعات الجوية مخاوف من إمكانية استخدام الصور والمعلومات الاستخباراتية البريطانية في عمليات عسكرية إسرائيلية داخل غزة.

هذا وتتمتع طائرات (Shadow R1) بقدرة على جمع بيانات دقيقة حول الأهداف، كما أن أي معلومات استخباراتية تتلقاها بريطانيا من إسرائيل قد تكون مستمدة من اعترافات انتُزعت تحت التعذيب.

وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت 274 فلسطينيًا في مخيم النصيرات للاجئين أثناء ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بعملية “تحرير الرهائن”، بينما رفضت وزارة الدفاع البريطانية الإفصاح عما إذا كانت استخدمت صورًا جوية من طائراتها في تلك العملية.

تواطؤ بريطاني مع جرائم إسرائيل ضد الإنسانية

كما أُطلِقَ سراح ثلاثة أسرى بينما كانت إحدى طائرات التجسس البريطانية تحلق في المنطقة، من بينهم البريطانية إميلي داماري، لكن الإفراج عنها جاء نتيجة المفاوضات وليس عمليات التجسس الجوي.

ولا يزال من غير الواضح موعد عودة إحدى هذه الطائرات، التي تحمل رقم التسجيل ZZ507، إلى قاعدتها الأصلية في بريطانيا.

وكانت تقارير سابقة قد كشفت أن سلاح الجو البريطاني نفّذ مئات الطلعات الاستطلاعية فوق غزة لدعم إسرائيل، لكنها لم تساهم في إطلاق سراح أي أسير بريطاني.

وفي هذا السياق، قالت ناليدي باندور، وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية السابقة، التي قادت الدعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية: “إن هذه الطلعات الجوية تعتبر تواطؤًا مع الجرائم ضد الإنسانية”.

المصدر: Declassified UK


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
2:45 am, Feb 4, 2025
temperature icon 7°C
few clouds
Humidity 91 %
Pressure 1023 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 20%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:34 am
Sunset Sunset: 4:54 pm