دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق: الدعم البريطاني سيضمن قيام الدولة الفلسطينية
في مقابلة حصرية مع ميدل إيست آي في لندن، أكّد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون لييل، البالغ من العمر الآن 76 عامًا، أن بريطانيا “في وضع خاص” قد يساعد على قيام الدولة الفلسطينية.
وأشار ليل في المقابلة، بناءً على خبرته التي حصل عليها من عمله مسؤولًا في الحكومة الإسرائيلية لـ31 عامًا، إلى أن إسرائيل تتغاضى عن الإجراءات اليسيرة التي تتخذها الحكومة البريطانية مثل حظر أسلحة معينة لا تعتمد عليها قوات الاحتلال، أو فرض عقوبات على المستوطنين الذين أدينوا سابقًا في المحاكم الإسرائيلية.
ولكن الاعتراف بدولة فلسطين، كما قال، سيكون حتمًا خطوة أكثر أهمية.
إلى أي مدى ستدعم بريطانيا فلسطين؟
كان آلون ليل جزءًا رئيسًا من الخارجية الإسرائيلية لعشرات السنوات. وفي مرحلة ما، كان مستشارًا لرئيس الوزراء إيهود باراك، ثم أصبح مديرًا عامًّا لوزارة الخارجية الإسرائيلية في عام 2000، ما جعله أرفع دبلوماسي محنك في البلاد.
لكن في السنوات الأخيرة، قاد ليل حملة من أجل الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، وهو عضو مؤسس في مجموعة العمل السياسي، وهي شبكة من كبار الأكاديميين الإسرائيليين والدبلوماسيين السابقين الذين يعملون على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مؤخرًا: إن بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطين إلا عندما تدرك الحكومة أن ذلك سيحدث وشيكًا، الأمر الذي أثار سخرية ليل لكون الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة لذلك.
هذا ويرى ليل أن الاعتراف بدولة فلسطين، وعضويتها في الأمم المتحدة، أمر بالغ الأهمية في دفع إسرائيل إلى طاولة المفاوضات؛ لأنه من شأنه أن يمنح الفلسطينيين المساواة مع الإسرائيليين.
وقال: إذا اعترفت بريطانيا بدولة فلسطين دون شروط، ولا سيما إذا كان ذلك بالتعاون مع فرنسا، فسوف تكون هناك دولة فلسطينية.
وأضاف: إن بريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة في هذه القضية الشائكة؛ بسبب وعد بلفور (1917) والوضع الذي خلفته البلاد في عام 1948.
زلزال دبلوماسي
اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا بفلسطين في العام الماضي. ولكن اعتراف بريطانيا سيكون مختلفًا، كما يعتقد ليل.
وأوضح ذلك قائلًا: سيكون زلزالًا دبلوماسيًّا. يمكننا سحب سفرائنا من إسبانيا، أو من أوسلو أو من دبلن. ولكننا لا نستطيع سحب سفيرنا من لندن. ولا يمكننا إغلاق سفارتنا في لندن.
“إذا اعترف أصدقاؤنا وحلفاؤنا التاريخيون مثل بريطانيا وفرنسا بفلسطين، فلا يمكننا تفسير ذلك باعتباره معاداة للسامية، وسوف يتعين على إسرائيل حينها أن تغير تفكيرها”.
وماذا عن حل الدولتين في ظل العدد الهائل من المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
في عام 2014، أسهم ليل إسهامًا بارزًا في الحملة الناجحة لجعل البرلمان البريطاني يطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وصوّت حزب العمال، بقيادة إيد ميليباند في ذلك الوقت، لمصلحة ذلك.
ولكن النبرة تغيرت عندما دخل سياسيو حزب العمال الحكومة حيث أكد ليل أنه قبل الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي التقى بسياسيين من الحزب، بعضهم وزراء اليوم، قالوا إنهم يؤيدون الاعتراف بفلسطين، ثم تغير موقفهم بسبب قوة إسرائيل العسكرية والتقنية والتجارية.
وقال: “تخشى البلدان مواجهة إسرائيل، ومواجهة المجتمعات اليهودية، واتهامها بمعاداة السامية. انظر إلى ما حدث هنا لجيريمي كوربين [زعيم حزب العمال السابق]”.
انتخاب ترامب
وأشار ليل إلى أن إسرائيل تقف ضد العالم أجمع بمعارضتها لحل الدولتين.
ولكن كيف سيغير انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة المعادلة؟
نبّه ليل إلى أن حكومة نتنياهو ترى أن ترامب أفضل صديق يمكن لإسرائيل أن تحظى به في البيت الأبيض. إنه مثل الفوز باليانصيب على عكس بايدن الذي كان يُعَد عدوًّا في نظر الحكومة الإسرائيلية.
“لم يتمكن بايدن من وقف الحرب. كان بإمكان نتنياهو دائمًا الركض إلى الجمهوريين والإنجيليين وأنصار إسرائيل في الكونجرس، وكان بإمكانه أن يقول للجمهور الإسرائيلي إن هذا بايدن فقط، نصف أمريكا فقط”.
“لكن عندما جاء ترامب ودعم وقف إطلاق النار، كان ذلك بمثابة ضغط أمريكا بأسرها على إسرائيل”، ما يعني أن ترامب لديه نفوذ أقوى على إسرائيل مقارنة ببايدن.
اليهود خارج إسرائيل يشعرون بالغضب
يرى ليل أن الجمهور الإسرائيلي لا يفهم مدى الغضب العالمي إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال: يشعر اليهود خارج إسرائيل بالغضب الدولي أكثر بكثير من الإسرائيليين، حيث تُلام المجتمعات اليهودية خارج إسرائيل على دعم الإبادة الجماعية. أصبحت مصطلحات المحاكم، أو جرائم الحرب، تُستخدم تجاه اليهود.
ومع ذلك، لاحظ ليل أن هذا قد يتغير في السنوات القادمة، لأنه من بين ستة ملايين يهودي في الولايات المتحدة، يشعر ما بين الربع والثلث بالاستياء الشديد مما تفعله إسرائيل، ولن يؤثر ذلك كثيرًا على إدارة ترامب.
وفي الوقت نفسه، يركز ليل على حملة حث الحكومات على الاعتراف بدولة فلسطين. وقال إنه لا يزال يأمل أن تتمكن الحكومة البريطانية بقيادة حزب العمال من اتخاذ هذه الخطوة مع وجود ترامب في البيت الأبيض.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C
