عثمان مقبل: التوطين كان شريان الحياة لسوريا ويجب تطبيقه عالميًا
أكد عثمان مقبل، مدير منظمة “أكشن فور هيومانيتي”، أن تجربة التوطين في سوريا أثبتت نجاحها، وشكّلت شريانًا للحياة بالنسبة للمجتمعات المتضررة الصراع والدمار الذي امتدّ لأكثر من 14 عامًا.
دعا مقبل إلى تعميم هذا النهج عالميًا لمواجهة الأزمات الإنسانية في مناطق مثل غزة واليمن والسودان.
تجربة التوطين في سوريا
ورغم ظروف الحرب التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية، برزت المنظمات المحلية كركيزة أساسية لدعم المجتمعات، وتحقيق الاستجابة للحاجات الإنسانية بشكل فاعل في ظل غياب الدعم الكافي من المنظمات الدولية.
وأشار مقبل إلى أن منظمات مثل “الخوذ البيضاء” و”منظمة فيوليت” و”أكشن فور هيومانيتي” لعبت دورًا رياديًا في تقديم المساعدات.
وأضاف أن هذه المنظمات، بفضل فهمها العميق لثقافة المجتمع وثقة السكان بها، تمكنت من إنشاء مساحات تعليمية مؤقتة للأطفال النازحين، وتوفير الرعاية الصحية في المناطق التي دُمّرت فيها المستشفيات، وضمان استمرار الخدمات الأساسية رغم شح الموارد.
وأكد مقبل أن تجربة سوريا تثبت أن التوطين ليس خيارًا بل ضرورة، مشيرًا إلى أن هذا النهج يمكن أن يُحدث تحولًا كبيرًا في معالجة الأزمات الإنسانية في أماكن أخرى.
وقال: “بالنسبة لسوريا، غزة، اليمن، والسودان، فإن التوطين يمثل الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق الاستجابة الإنسانية وتعزيز الصمود.”
تطبيق التوطين في غزة واليمن والسودان
وفي غزة، حيث يعاني السكان من الحصار المستمر وأزمات إنسانية متفاقمة، أوضح مقبل أن المنظمات الفلسطينية المحلية أثبتت قدرتها على تقديم المساعدات بشكل فاعل، خاصة خلال فترات التصعيد.
أما في اليمن، فقد أظهرت منظمات محلية مثل “المؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الإنسانية” و”مؤسسة التنمية المستدامة” قدرة استثنائية على الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث تفتقر المنظمات الدولية إلى القدرة على العمل.
وفي السودان، لعبت المبادرات المحلية دورًا كبيرًا في تقديم الإغاثة وتنفيذ جهود بناء السلام، حيث نظمت “غرف الاستجابة الطارئة” التي تضم جمعيات نسائية وشبابية مبادرات لتقديم المساعدات الغذائية والطبية لملايين الأشخاص.
خطوات نحو تعزيز التوطين
واقترح مقبل خارطة طريق لتطبيق التوطين عالميًا تشمل:
الاعتراف بالشراكة مع الكيانات المحلية: تحويل العلاقة بين المنظمات الدولية والمحلية إلى شراكة متكافئة.
إزالة العقبات البيروقراطية: تبسيط العمليات الإدارية لضمان وصول الدعم إلى المنظمات المحلية بشكل مباشر وسريع.
التعلم المتبادل: توفير التدريب والموارد للمنظمات المحلية لتعزيز قدراتها.
واختتم مقبل حديثه بالتأكيد على أن تبني التوطين يعزز الصمود المجتمعي، ويضع السلطة في أيدي من يعرفون احتياجات مجتمعاتهم بشكل أفضل.
ودعا مقبل المجتمع الدولي إلى تبني هذا النهج لضمان استجابات إنسانية أكثر استدامة وعدالة.
المصدر: Devex
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
9°C
