إيلون ماسك يهاجم حكومة ستارمر مجددًا.. ما التفاصيل؟

جدد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك انتقاداته لحكومة السير كير ستارمر، مشيرًا إلى أن “عدد قليل جدًا” من الشركات ترغب في الاستثمار في بريطانيا في ظل الإدارة الحالية. وألقى ماسك باللوم على السياسات الاقتصادية للحكومة، واصفًا إياها بأنها سبب رئيسي في نفور المستثمرين.

جاءت تصريحات ماسك عبر منصته الاجتماعية “إكس” (تويتر سابقًا)، ردًا على رسالة وجهها سياسيون اسكتلنديون، يحثونه فيها على افتتاح مصنع “Gigafactory” جديد لشركة تسلا في اسكتلندا. ورد ماسك قائلاً: “عدد قليل جدًا من الشركات ستكون مستعدة للاستثمار في المملكة المتحدة مع هذه الإدارة”.

خلاف قديم مع حكومة ستارمر

انتقادات ماسك ليست جديدة، إذ يعود التوتر إلى سبتمبر/ أيلول الماضي عندما أثيرت موجة من الجدل حول عدم دعوته إلى قمة الاستثمار البريطانية، رغم إبداء السير كير ترحيبًا بالاستثمارات الدولية. وكان ماسك قد وصف بريطانيا بأنها “دولة بوليسية”، منتقدًا قضايا حرية التعبير وسياسات الشرطة. وفي تعليق آخر، تساءل ماسك عمّا إذا كانت بريطانيا تتحول إلى نسخة من الاتحاد السوفيتي بسبب ملاحقة السلطات لأفراد على خلفية منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الصيف الماضي، أطلق ماسك لقب “كير ذو المعايير المزدوجة” على رئيس الوزراء، منتقدًا طريقة تعامل حكومته مع اضطرابات اليمين المتطرف، ومعربًا عن استيائه من سياسة “التمييز” في التعامل مع قضايا الأمن والاحتجاجات.

جدل حول سياسات حزب العمال

انتقادات ماسك الأخيرة تأتي في وقت حساس بالنسبة لحزب العمال، الذي يواجه تحديات اقتصادية وصعوبات في جذب الاستثمار الدولي. ورغم إعلان السير كير عن خطط لجعل بريطانيا وجهة استثمارية جاذبة، فإن ماسك وصف سياسات حزب العمال، بما في ذلك ضريبة الميراث على المزارعين، بأنها “تدفع بريطانيا نحو الستالينية”.

من جهة أخرى، أشار جيريمي هانت، وزير الخزانة السابق، إلى أن ماسك كان يدرس بناء مصنع جديد لتسلا في أوروبا، وأن بريطانيا كانت ضمن الخيارات المحتملة قبل فوز حزب العمال بالانتخابات.

محاولات استقطاب تسلا

وجه أش ريغان، زعيم حزب ألبا القومي في البرلمان الاسكتلندي، رسالة إلى ماسك يدعوه فيها إلى اختيار اسكتلندا موقعًا لمصنع جديد لشركة تسلا. ورغم ذلك، يبدو أن ماسك يميل نحو دعم الأحزاب اليمينية في بريطانيا، حيث أبدى انحيازًا لحزب الإصلاح الذي يقوده نايجل فاراج، ويُقال إنه يفكر في تقديم تبرعات مالية كبيرة لدعمه.

في المقابل، رفض السير كير انتقادات ماسك، مشيرًا إلى أن مواقف الملياردير “تتناقض تمامًا” مع تفاؤل قادة أعمال آخرين. ولفت إلى أن قمة الاستثمار الأخيرة شهدت تعهدات بقيمة 50 مليار باوند، ما يعكس الثقة الدولية في الاقتصاد البريطاني.

ملياردير ذو نفوذ عالمي

يُذكر أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، يمتلك عددًا من الشركات الكبرى مثل تسلا، وسبيس إكس، ومنصة “إكس”. ورغم خلافاته مع الحكومة البريطانية، يظل ماسك شخصية ذات تأثير عالمي، وتصريحاته غالبًا ما تُثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية.

يبدو أن العلاقة بين ماسك وحكومة السير كير ستارمر ستظل متوترة، خاصةً مع استمرار ماسك في توجيه انتقادات حادة للسياسات الحكومية، ما يضع حزب العمال أمام تحديات إضافية لجذب المستثمرين وتحقيق وعوده الاقتصادية.