تحذيرات من ارتفاع حالات الإنفلونزا في مستشفيات إنجلترا
تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا ارتفاعًا حادًا في حالات الإنفلونزا، مع زيادة دخول المرضى إلى المستشفيات بنسبة 70% خلال الأسبوع الماضي.
وفي سياق التصاعد المقلق لهذه الإصابات، وجه وزير الصحة، ويس ستريتينج، نداءً عاجلًا إلى فئتي الشباب وكبار السن للحصول على اللقاح خلال الأسبوع المقبل، محذرًا من “فوات الأوان” في حال التأخير.
وأكد ستريتينج أهمية الحصول اللقاح في الأيام القليلة القادمة لتعزيز المناعة قبل فترة عيد الميلاد، مشيرًا إلى أن نظام الحجز الإلكتروني الخاص بهيئة خدمات الصحة البريطانية سيُغلق الأسبوع المقبل.
وقال ستريتينج: “مع ارتفاع الإقبال على أقسام الإسعاف في المستشفيات، فإننا ندعوا المواطنين لحماية أنفسهم وعائلاتهم، و تخفيف الضغط عن هيئة خدمات الصحة البريطانية، عبر الحصول على اللقاح قبل فوات الأوان”.
ارتفاع مقلق في عدد حالات الإنفلونزا
أظهرت أحدث تقارير الشتاء الصادرة عن هيئة خدمات الصحة البريطانية في إنجلترا أن متوسط عدد مرضى الإنفلونزا الذين دخلوا المستشفيات بلغ 1,861 مريضًا يوميًا الأسبوع الماضي، من بينهم 66 في وحدات العناية المركزة.
ويُعد هذا ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالأسبوع السابق، حيث بلغ عدد المرضى 1,099، منهم 39 فقط في العناية المركزة.
وتعادل هذه الأرقام أكثر من من أربعة أضعاف الرقم المسجّل في الفترة نفسها من العام الماضي (402 مريض فقط)، كما أنها تفوق الأعداد المسجلة في عام 2022 التي بلغت حينها 1,248 مريضًا في المتوسط.
هذا وحذر البروفيسور السير ستيفن بويس، المدير الطبي لهيئة خدمات الصحة البريطانية، من انتشار عدوى الإنفلونزا والفيروسات الموسمية الأخرى، قائلًا: “إن موجة الإنفلونزا والفيروسات الموسمية التي تضرب المستشفيات تثير حالة من القلق”.
“ومع بقاء أسبوع واحد فقط لحجز اللقاح، أشدد على ضرورة التطعيم لتفادي الأمراض الخطيرة والإصابة بما يُسمى ‘إنفلونزا الأعياد'”.
تراكم الضغط على أقسام الإسعاف
ويأتي هذا التحذير في ظل استعداد المستشفيات لمواجهة ما أطلق عليه “الوباء الرباعي”، بالتزامن مع ارتفاع حالات الإنفلونزا والنوروفيروس والفيروس التنفسي المخلوي (RSV)، إضافة إلى الزيادة المتوقعة في إصابات كوفيد-19.
ويُعد RSV فيروسًا تنفسيًا شائعًا قد يُشكل خطرًا على المسنين والأطفال الصغار. في هذا السياق، ارتفع عدد الأسرّة المغلقة في أقسام الأطفال الأسبوع الماضي إلى 162 حالة بسبب RSV، مقارنة بـ149 في الأسبوع الذي سبقه.
و سجَّل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2.31 مليون حالة في أقسام الطوارئ بإنجلترا، وهو أعلى رقم على الإطلاق لهذا الشهر.
وأدى الاكتظاظ في أقسام الإسعاف إلى تأخر 35.8% من سيارات الإسعاف لمدة تتجاوز 30 دقيقة، مقارنةً بـ33.8% العام الماضي، بينما تأخرت 16.3% من العمليات لأكثر من ساعة، مقارنةً بـ15.2% في الفترة نفسها من العام الماضي.
و رغم هذا الضغط، أظهرت بيانات شهرية انخفاضًا طفيفًا في عدد الأسماء المدرجة ضمن قوائم انتظار العمليات والمواعيد الطبية، حيث انخفض العدد من 7.57 مليون موعد في أيلول/ سبتمبر إلى 7.54 مليون في تشرين الأول/ أكتوبر، وهو أدنى مستوى خلال سبعة أشهر.
ومع ذلك، ما زالت قوائم الانتظار مرتفعة مقارنة بعام 2010، حينما بلغت 2.5 مليون موعد فقط.
الإصلاحات الحكومية لنظام الطبابة في بريطانيا
وفي هذا الصدد، أشار وزير الصحة ويس ستريتينج إلى أن الحكومة تعمل على زيادة عدد المواعيد الطبية بنحو مليوني موعد سنويًا، وإنهاء الإضرابات، وضخ مزيد من الاستثمارات في الخدمات الصحية.
وقال: “بفضل هذه الجهود، تقدم هيئة خدمات الصحة البريطانية الخدمات الطبية لعدد قياسي من المرضى ، ما أدى لانخفاض قوائم الانتظار”.
وأضاف:”أمامنا طريق طويل، ولكن من خلال خطة التغيير، سنضمن حصول المرضى على الرعاية اللازمة في الوقت المناسب”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء كير ستارمر التزام حكومته بخطة إصلاح هيئة خدمات الصحة البريطانية، حيث تهدف الخطة إلى تقديم العلاج ل 92% من المرضى خلال 18 أسبوعًا بحلول تموز/ يوليو 2029.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء: “تُظهر هذه الأرقام الضغط الذي تواجهه هيئة خدمات الصحة البريطانية، وهو ما يعكس حجم الأزمة المستمرة في القطاع الصحي والتي أصبحت أمرًا معتادًا في شتاء كل عام، لذلك فإن الحكومة ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات لضمان توفير منظومة صحية تخدم الجميع على مدار العام”.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇