إدانة والد الطفلة “سارة شريف” وزوجته بقتلها بعد تعذيبها بشكل مروع
أُدين والد الطفلة سارة شريف، وزوجته الثانية، بتهمة قتل الطفلة ذات العشر سنوات في جريمة وصفت بأنها وحشية ومروعة، قبل أن يفرّا إلى باكستان لتجنب الملاحقة القانونية.
ووفق ما عرضته محكمة “أولد بيلي” (Old Bailey)، تعرضت سارة لاعتداءات جسدية ممنهجة شملت تقييدها وضربها بمضرب كريكيت، وحرقها بمكواة، وحتى عضها، وذلك على مدار أسابيع قبيل وفاتها يوم 8 أغسطس العام الماضي.
عُثر على جثتها بعد يومين فقط من الحادثة داخل منزلها في مدينة ووكينغ (Woking) بمقاطعة سري (Surrey)، بعدما أبلغ والدها، عرفان شريف، الشرطة عبر مكالمة من باكستان، حيث لجأ مع عائلته.
اعترافات صادمة
في المكالمة التي أجراها عرفان شريف، اعترف وهو يبكي قائلاً: “لقد قتلت ابنتي… ضربتها بشدة لأنها كانت مشاغبة”. وأضاف: “لقد عاقبتها بشكل قانوني، لكنها فارقت الحياة”.
تم العثور على رسالة بخط اليد مكونة من ثلاث صفحات مخبأة تحت وسادة سارة، كتب فيها والدها: “أحبك يا سارة… قتلت ابنتي بالضرب”. وأضاف في الرسالة: “أنا أهرب لأنني خائف، ولكن أعد بتسليم نفسي وتحمل العقاب. أقسم بالله أن نيتي لم تكن قتلها، ولكني فقدت السيطرة على نفسي”.
الهروب إلى باكستان
غادر عرفان شريف وزوجته بيناش باتول (Beinash Batool) البالغة من العمر 30 عامًا، وشقيقه فيصل مالك (Faisal Malik) البالغ من العمر 29 عامًا، مع خمسة أطفال آخرين، عبر مطار هيثرو (Heathrow) متجهين إلى إسلام آباد (Islamabad) بعد يوم واحد من وفاة سارة.
وخلال اختبائهما، ظهرت بيناش باتول في مقطع فيديو خاص بـ”سكاي نيوز” (Sky News)، ووصفت وفاة سارة بأنها “حادث”، مؤكدة أنها وزوجها “مستعدان للتعاون مع السلطات البريطانية والدفاع عن قضيتهما في المحكمة”.
إدانات في المحكمة
ألقي القبض على شريف وباتول ومالك عند عودتهم إلى مطار جاتويك (Gatwick) في 13 سبتمبر، وواجهوا جميعهم تهمتي القتل أو التسبب في وفاة طفلة أو السماح بذلك.
وبعد جلسات المحاكمة، أُدين شريف وباتول بتهمة القتل، فيما تمت تبرئة مالك من تهمة القتل، لكنه أُدين بالتسبب في وفاة طفلة أو السماح بذلك.
تاريخ من العنف المنزلي
كشفت التحقيقات أن عرفان شريف كان قد اعتُقل في الفترة بين عامي 2007 و2010 على خلفية مزاعم بالعنف المنزلي والتهديد بالقتل، تقدمت بها ثلاث نساء، بينهن والدة سارة، أولغا شريف (Olga Sharif)، إلا أنه لم توجه له أي تهم رسمية.
وُلدت سارة عام 2013، ولكن والديها انفصلا لاحقًا وسط خلافات شديدة واتهامات متبادلة بالعنف أثناء معركة حضانة مطولة. وفي عام 2019، قضت محكمة الأسرة بمنح الحضانة لعرفان شريف، الذي كان قد طلق والدة سارة وتزوج من باتول.
شهادات مؤلمة من الجيران والمدرسة
قال جيران العائلة إنهم سمعوا أصوات ضرب شديدة تليها صرخات مؤلمة. وفي وقت لاحق، بدأت سارة بارتداء الحجاب لإخفاء الإصابات على وجهها وجسدها.
وفي إبريل 2023، أخرجها والداها من المدرسة بعدما أبلغ المدرسون الخدمات الاجتماعية عن كدمات ظهرت على وجهها، لكن القضية أُغلقت بعد ستة أيام فقط.
“روح طفولية مميزة”
وصفت مديرة مدرسة سارة، جاكي تشامبرز (Jacquie Chambers)، الطفلة بأنها كانت “محبة وواثقة”، وكانت تتميز بـ”ابتسامة كبيرة وعذبة”، وأشارت إلى حبها للغناء والرقص، مضيفة أن سارة كانت تحلم بالمشاركة في برنامج “ذا إكس فاكتور” (The X Factor).
وكرمت المدرسة ذكراها من خلال إطلاق جائزة غنائية باسمها.
التفاصيل المروعة للجريمة
كشفت التحقيقات أن الطفلة تعرضت لأكثر من 70 إصابة، شملت “علامات عض بشرية محتملة”، و25 كسرًا، ونزيفًا في الدماغ. وأُرجعت وفاتها إلى “مضاعفات ناتجة عن إصابات متعددة وإهمال شديد”.
أكد الادعاء العام أن جميع البالغين في المنزل كانوا مسؤولين عن وفاة سارة، إذ لم يكن بالإمكان تنفيذ هذه الانتهاكات دون تواطؤ أو صمت الآخرين.
وخلال شهادته، اعترف عرفان شريف أمام المحكمة بأنه ضرب سارة بمضرب كريكيت، وخنقها بيديه، وضربها بهاتف محمول وبأنبوب معدني أثناء احتضارها.
تصريحات الشرطة
قال المحقق كريغ إيمرسون (Craig Emmerson): “لقد صُدم العالم من بشاعة هذه القضية”. وأضاف أن حياة سارة القصيرة انتهت بـ”عنف وحشي لا يوصف” على يد شريف وباتول، بينما لم يفعل مالك شيئًا لمنعهما.
ووصفت النيابة العامة الجريمة بأنها “وحشية ومروعة”، مشيرة إلى أن الطفلة كانت “مليئة بالحياة والبهجة”، قبل أن يتم إنهاء حياتها بوحشية على يد أقرب الناس إليها.
مراجعة شاملة للحماية
أعلنت شرطة سري أن تحقيقًا موسعًا ومراجعة شاملة ستُجرى لتحديد ما إذا كانت المؤسسات الرسمية، مثل الشرطة والخدمات الاجتماعية والمحاكم والمدارس، قد فشلت في حماية سارة خلال حياتها القصيرة.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇