كيف قرأ الإعلام البريطاني سقوط النظام في سوريا؟
تناول الإعلام البريطاني سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بوصفه تحولًا جذريًا في السياسة الإقليمية والدولية، مع تسليط الضوء على انهيار السلطة السياسية في دمشق، وما يترتب على ذلك من تداعيات داخلية ودولية.
1. التحول العسكري والسياسي
من أبرز الصحف البريطانية التي تناولت الموضوع كانت The Guardian، التي وصفت سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق بأنها “نقطة تحول دراماتيكية” في الحرب السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السيطرة تعكس تآكل قبضة النظام على السلطة، وتحول ميزان القوى في سوريا لصالح القوى الإقليمية والدولية المناهضة للأسد.
اقتباس من The Guardian:
“سيطرة المعارضة على دمشق حملت رسالة رمزية قوية حول تآكل قبضة النظام على السلطة.”
2. تدهور العلاقات مع الغرب
ركّز محللو BBC على التدهور الحاد في علاقات النظام السوري مع القوى الغربية، وخصوصًا مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأشاروا إلى أن سقوط النظام يُتيح فرصة أكبر لتعزيز دور القوى الإقليمية، مثل تركيا والسعودية، بينما قد يؤدي ذلك إلى تقلص النفوذ الروسي والإيراني في سوريا.
كما أضافت التحليلات ضرورة الضغط الدولي لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
اقتباس من BBC:
“السقوط الوشيك للنظام قد يعيد رسم خارطة النفوذ في سوريا، مع تزايد دور القوى الإقليمية.”
3. الانعكاسات الإنسانية
أبرزت صحف بريطانية، مثل The Independent، البعد الإنساني لسقوط النظام. سلطت التغطيات الضوء على حجم المعاناة التي عاشها السوريون بسبب القمع والاعتقالات التعسفية، مشيرة إلى تحرير المعتقلين من سجون النظام، مثل سجن صيدنايا، الذي أصبح رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان.
تعليق من The Independent:
“تحرير المعتقلين من سجون النظام يمثل خطوة أساسية في طريق العدالة، ويُعد انعكاسًا لما عانى منه الشعب السوري لعقود.”
4. الأبعاد الاقتصادية والدبلوماسية
ناقش محللو The Financial Times تأثير سقوط النظام على الاقتصاد السوري وعلى سياسات الدول الكبرى. وأوضحوا أن التحولات السياسية قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية على الدول التي دعمت الأسد، مع استمرار تأثير العقوبات الغربية.
تعليق من The Financial Times:
“التغيير في القيادة في دمشق يعني إعادة النظر في كيفية تعامل الغرب مع الأسد، لكنه لا يعني بالضرورة تحسن الوضع الاقتصادي سريعًا.”
5. الردود الإقليمية والدولية
أشار محللون سياسيون، مثل سيمون تيسدال في صحيفة The Observer، إلى أن سقوط الأسد لا يُعد مجرد انتصار عسكري، بل انهيارًا لنظام استمر بدعم خارجي لسنوات. وأكد تيسدال على ضرورة التكاتف الدولي لمواجهة التحديات الإنسانية في سوريا بعد انهيار النظام.
اقتباس من The Observer:
“السيطرة على دمشق ليست مجرد انتصار عسكري؛ إنها انهيار لبنية النظام التي حاول الأسد وإيران وروسيا إبقاءها متماسكة لسنوات.”
سلّط الإعلام البريطاني الضوء على سقوط نظام بشار الأسد من زوايا متعددة، بدءًا من التحولات السياسية العميقة وانتهاءً بالتداعيات الإنسانية والاقتصادية. اعتُبر هذا الحدث نهاية لحكم استمر لعقود اعتمد على القمع والطائفية. كما أجمعت التغطيات على أن هذه التحولات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في سوريا والمنطقة، مليئة بالتحديات والفرص لإعادة بناء الدولة والمجتمع.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇