تقدم ملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية في بريطانيا في نوفمبر 2024
أظهرت بيانات حديثة تحقيق مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل في المملكة المتحدة قفزة نوعية، حيث شكلت ربع السيارات الجديدة المسجلة خلال شهر نوفمبر. ويُعد هذا الإنجاز دليلًا على نجاح سياسة إلزامية مبيعات السيارات الكهربائية في البلاد، وفقًا لمنظمة “نيو أوتوموتيف” المعنية بالبحوث في قطاع النقل.
أعلى حصة سوقية منذ عامين
سجلت السيارات الكهربائية أعلى حصة سوقية شهرية خلال قرابة عامين، متجاوزة الهدف المحدد لعام 2024 بنسبة 22 في المئة . ووصفت “نيو أوتوموتيف” هذه النتائج بأنها تقدم ملموس يدعم أهداف التحول نحو النقل النظيف.
وقالت المنظمة: إن هذه الأرقام تبرز فعالية السياسة الحكومية، رغم الانتقادات من بعض شركات السيارات التي دعت إلى تعديل القوانين. وقد أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي مراجعة القواعد بناءً على اعتراضات قدمتها الشركات المصنعة التي زعمت أن السياسة لم تحفز الطلب كما هو متوقع.
وبهذا الصدد علق بن نيلمز، الرئيس التنفيذي لمنظمة “نيو أوتوموتيف”، قائلًا: “على الوزراء الحفاظ على التقدم المحقق وعدم التراجع عن سياسة السيارات الكهربائية أثناء المراجعات الجارية”.
وفي سياق متصل، تعهد وزير الأعمال جوناثان رينولدز بدعم القطاع، وبخاصة بعد إعلان شركة “ستيلانتيس” خططًا لإغلاق مصنع سيارات فان تاريخي في المملكة المتحدة، ظل ينتج سيارات “فوكسهول” على مدى 120 عامًا.
السياسات الحالية والعقبات المقبلة
بينما تجاوزت حصة السيارات الكهربائية لشهر نوفمبر الهدف المحدد لعام 2024، لا تزال الأرقام الإجمالية للعام الحالي أدنى من المتوقع. ومن المنتظر أن تصدر جمعية مصنعي وتجار السيارات البيانات الرسمية لمبيعات شهر نوفمبر قريبًا.
تفوقت بريطانيا على الاتحاد الأوروبي في أداء مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام. ففي الوقت الذي شهدت فيه دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا تراجعًا في الطلب نتيجة تقليص الحوافز، حافظ السوق البريطاني على استقرار ملحوظ.
تُلزم بريطانيا الشركات المصنعة بأن تكون مبيعات السيارات الجديدة خالية من الانبعاثات بنسبة 22 في المئة في 2024، مع تصاعد النسبة إلى 80 في المئة بحلول عام 2030. وتواجه الشركات غرامات تصل إلى 15,000 باوند لكل مركبة لا تتوافق مع المتطلبات. ولكن يمكن للشركات الاستفادة من نظام ائتمانات مرن يسمح بتعويض النقص عبر تجاوز الأهداف في السنوات المقبلة.
تحفيز الطلب واستثمارات الشواحن
لجأت بعض الشركات إلى تقديم تخفيضات كبيرة لتحفيز مبيعات السيارات الكهربائية. وأشارت “نيو أوتوموتيف” إلى أن الأداء القوي للسوق هذا العام وفر عددًا كافيًا من ائتمانات السيارات العديمة الانبعاثات (ZEV)، ما يعني أن الشركات المصنعة لن تضطر إلى دفع غرامات في 2024.
وقالت فيونا هاورث، الرئيسة التنفيذية لشركة “أوكتوبوس للمركبات الكهربائية”: “السياسة الإلزامية تعمل بنجاح، حيث تُسهم في توفير خيارات ميسورة التكلفة للسائقين، وتعزز استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية لشواحن السيارات الكهربائية”.
رؤية مستقبلية
ومع تحقيق هذه الأرقام القياسية، يبدو أن بريطانيا تسير بخطى ثابتة نحو التحول الكامل إلى النقل النظيف. إلا أن العقبات المرتبطة بزيادة الطلب وتحفيز السوق على المدى الطويل تتطلب التزامًا حكوميًّا مستمرًّا ودعمًا أوسع من القطاع الخاص.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇