اعتقال مئات الأشخاص أثناء محاولتهم دخول بريطانيا عبر أيرلندا
شنت السلطات البريطانية حملة أمنية مكثفة أسفرت عن اعتقال مئات الأشخاص في أيرلندا الشمالية أثناء محاولتهم دخول المملكة المتحدة من جمهورية أيرلندا، ضمن مسعى يستهدف تفكيك شبكات تهريب البشر.
ذكرت مصادر في وزارة الداخلية البريطانية أن العصابات الإجرامية تطالب بما يصل إلى 6600 باوند (8000 يورو) مقابل “حزم سفر غير شرعية” تُسوَّق باعتبارها بدائل أكثر أمانًا للرحلات الخطرة عبر القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة.
عملية “كومبي”: تعزيز الرقابة على الحدود
وجاءت الاعتقالات الأخيرة ضمن عملية “كومبي”، التي أطلقتها وزارة الداخلية البريطانية في إبريل 2024 تحت قيادة وزيرة الداخلية إيفيت كوبر ورئيس الوزراء ريشي سوناك. وتأتي العملية في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التدابير الأمنية ومكافحة شبكات التهريب، بالتنسيق مع عملية “جُل”، وهي شراكة طويلة الأمد مع الشرطة الأيرلندية “جاردا شيكونا” تستهدف حماية منطقة السفر المشتركة (CTA) من الاستغلال.
تتيح منطقة السفر المشتركة تنقل المواطنين البريطانيين والأيرلنديين بين أيرلندا وبريطانيا العظمى وجزيرة مان وجزر القنال دون الحاجة لجواز سفر. ولكن تواجه هذه الترتيبات انتقادات بزعم أن مهاجرين غير نظاميين يتخذون مدينة بلفاست معبرًا خلفيًّا إلى جمهورية أيرلندا، ما يفتح المجال أمام استغلال العصابات الإجرامية.
انتشار أمني مكثف واعتقالات في بلفاست
خلال حملة استمرت ثلاثة أيام ضمن عملية “كومبي”، نشرت الجهات المختصة ضباطًا في الموانئ والمطارات بأيرلندا الشمالية، وكذلك في مراكز نقل رئيسة ببريطانيا العظمى مثل مانشستر وليفربول، وهولي هيد وكيرنريان. وأسفرت هذه الجهود عن اعتقال العديد من الأشخاص، ويشمل ذلك أربعة أفراد في بلفاست يوم الثلاثاء أثناء محاولتهم ركوب عبّارات أو طائرات. ومن بين المعتقلين شخص إيراني وصل إلى دبلن من برشلونة مدعيًا أنه أوكراني.
تعزيز التعاون الأمني والتصدي للثغرات
تُسلط هذه الاعتقالات الضوء على الصعوبات المرتبطة بغياب عمليات تفتيش اعتيادية بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، ما يوفر فرصة للعصابات الإجرامية لتهريب الأفراد إلى المملكة المتحدة دون اكتشافهم. ويرى منتقدون أن هذه الثغرات قد تُقوض سياسات الهجرة البريطانية، لا سيما أن الأفراد الذين يصلون إلى أيرلندا الشمالية يمكنهم الانتقال بسهولة إلى بريطانيا العظمى مع تدقيق محدود.
جدير بالذكر أن هذه التطورات تثير تساؤلات عن فعالية التعاون بين المملكة المتحدة وأيرلندا في مواجهة استغلال العصابات الإجرامية للحدود المفتوحة بين الدولتين. وبينما تعزز عملية “كومبي” الرقابة على الهجرة وتُعطل شبكات التهريب، يزداد الضغط على الحكومة؛ لضمان سلامة منطقة السفر المشتركة وتحصينها من أي تهديد أمني محتمل.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇