القصة الكاملة لاستقالة أهم رجل دين في البلاد بعد الملك
هزّت الاستقالة المفاجئة لأهم رجل دين في البلاد بعد الملك، رئيس أساقفة كانتربري، القس جاستن ويلبي أروقة الكنيسة الإنجليزية. وجاء قرار تنحيه عن منصبه بعد صدور تقرير يدينه لتقصيره في منع مجموعة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال، في واحدة من أكبر الفضائح التي شهدتها الكنيسة في تاريخها الحديث.
وكشفت تحقيقات مستقلة عن وقائع صادمة تفيد بإمكانية فضح هذه الجرائم قبل أربع سنوات من إخراجها إلى العلن. فلو أن رئيس الأساقفة سارع إلى إبلاغ السلطات المختصة في حينها، لكان ممكنًا تقديم المتهم الرئيس، جون سميث، المبشر المسيحي الإنجيلي، للعدالة في وقت مبكر.
تفاصيل الفضيحة وحجم الاعتداءات
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، اعترف ويلبي بمسؤوليته الكاملة عن هذا الإخفاق، قائلًا: إنه يتحمل المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن الفترة المؤلمة التي تلت تلقيه الإخطار الأول في عام 2013. وخلال تلك الفترة، بقي سميث طليقًا دون حسيب أو رقيب، في حين تعرّض ضحاياه لخذلان متكرر من المؤسسة الكنسية.
وتعرّض ويلبي لموجة متصاعدة من الضغوط في الأيام الأخيرة، إذ وصف زملاؤه من الأساقفة إمكانية بقائه في منصبه بـ”الأمر المستحيل”. وما زاد من حرج موقفه أن السير كير ستارمر امتنع في مناسبتين منفصلتين عن تقديم أي دعم علني له، ما عمّق أزمته وعزز المطالبات بتنحيه.
وفي تطور آخر، قدّم أسقف لينكولن اعتذارًا علنيًّا، في ظل مطالبات متزايدة له بأن يتبع خطى رئيس الأساقفة في الاستقالة؛ لتقصيره أيضًا في التعامل مع ادعاءات الاعتداء على الأطفال.
وتكشف التحقيقات عن حجم مأساوي للجرائم، حيث يُعتقد أن سميث كان السبب في معاناة نحو 130 ضحية، من الفتيان والشباب، في بريطانيا وإفريقيا. وقد تعرّض هؤلاء لاعتداءات جسدية وجنسية ونفسية مروعة، امتدت من سبعينيات القرن الماضي حتى وفاة سميث، الذي كان يعمل قارئًا ومشرفًا على المعسكرات الصيفية المسيحية، والذي توفي في كيب تاون عام 2018 عن عمر ناهز 75 عامًا، بينما كانت شرطة هامبشاير تحقق في قضيته.
ومن الغريب أن ويلبي صرّح قبل أسابيع فقط من استقالته في برنامج إذاعي أن التستر على اعتداءات الأطفال يستوجب الفصل الفوري، وأن الكنيسة ستتخذ إجراءات حازمة ضد من يتستر على المجرمين.
ردود الفعل وتداعيات الاستقالة
وفي هذا السياق دعا بول ستانفيلد، المدير السابق للإنتربول والرئيس التنفيذي الحالي لمعهد” Childlight Global Child Safety”، إلى تشديد العقوبات القانونية. وطالب بتجريم التقاعس عن الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال، ولا سيما بعد تكرار حوادث التستر المؤسسي على هذه الجرائم.
وكانت صحيفة التلغراف قد أسهمت إسهامًا بارزًا في كشف تفاصيل القضية، بالتزامن مع وثائقي عرضته القناة الرابعة في شباط/فبراير 2017. وكشف الوثائقي عن ممارسات سميث السادية ضد المراهقين في المخيمات المسيحية خلال السبعينيات والثمانينيات.
وأخيرًا أعلن مكتب رئيس الوزراء احترامه لقرار ويلبي بالتنحي. وردًّا على الأسئلة التي تطرّقت إلى محاولات السير كير ستارمر التدخل في القرار، أكدت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أن هذا الأمر هو شأن داخلي يخص كنيسة إنجلترا ورئيس الأساقفة.
المصدر: تيليغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇