حظر التدخين خارج مدارس ومستشفيات بريطانيا قريبًا
يستعد البرلمان البريطاني للنظر في مشروع قانون لحظر التدخين خارج المدارس والمستشفيات في إنجلترا، في خطوة تستهدف مكافحة أحد أكبر مسببات الوفاة وأبرز أسباب السرطان في المملكة المتحدة. في حين ألغت الحكومة خططًا لحظر التدخين خارج الحانات والمطاعم، ما أثار استياء ناشطي الصحة العامة الذين نددوا بما وصفوه بـ”تأثير المصالح الخاصة” على سياسة الصحة العامة.
إلغاء خطط الحظر خارج الحانات والمطاعم
وأعلن وزير الصحة، ويس ستريتنج، أن القوانين المقترحة “معقولة وتستهدف الحد من أكبر مسببات الوفاة في بريطانيا، وتتصدى أيضًا للانتشار المتزايد للتدخين الإلكتروني”. وأوضح أن الحكومة أخذت بعين الاعتبار مخاوف قطاع الضيافة بشأن التدخين خارج المنشآت، مضيفًا: “لقد تحمل قطاع الضيافة أزمات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ولا يصب في مصلحة أحد أن نزيد من وطأتها عليه”.
وأشار ستريتنج إلى أن هذا التعديل في التشريعات، الذي يتضمن توسيع حظر التدخين ليشمل بعض الأماكن الخارجية، يُدرج في قانون التبغ والسجائر الإلكترونية المؤجل، والمقرر عرضه أخيرًا أمام البرلمان الثلاثاء القادم. ويسعى هذا القانون إلى جعل المملكة المتحدة أول دولة تنهي “التدخين” عبر رفع سن شراء السجائر عامًا تلو الآخر، بحيث يصل الأمر تدريجيًّا إلى منع البيع تمامًا.
كما سيشمل القانون حظرًا على الإعلانات الخاصة بالسجائر الإلكترونية ورعاية شركات التدخين الإلكتروني للأحداث، وذلك في إطار القلق المتصاعد من ازدياد عدد الأطفال والشباب الذين يتجهون لهذه العادة. ويفرض التشريع قيودًا على نكهات السجائر الإلكترونية وتغليفها وتسويقها، ويرى منتقدو هذه المنتجات أنها تستهدف إغراء من هم دون سن الثامنة عشرة لاستخدامها.
تراجع الحكومة عن الحظر
ورحب قطاع الضيافة بقرار الحكومة الذي يقضي بالتراجع عن حظر التدخين خارج الحانات والمقاهي والمطاعم، معتبرين أن هذه الخطوة ستساعد في الحفاظ على الحانات وتجنب خسارة الوظائف. وفي هذا السياق أوضحت إيما مكلاركين، المديرة التنفيذية لجمعية البيرة والحانات البريطانية، أن فرض هذا الحظر كان سيؤدي إلى إغلاق العديد من الحانات وفقدان وظائف لا تُحصى، مرحبةً “بتغير موقف الحكومة ونهجها المتوازن”.
من جانبها صرحت كيت نيكولز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الضيافة البريطانية، أن فكرة الحظر أثارت “قلقًا كبيرًا” بين العاملين في قطاع الضيافة، الذين يخشون من تأثيره على التكاليف وإمكانية نفور الزبائن.
وعلى الجانب الآخر، عبّرت كارولين سيرني، نائبة المديرة التنفيذية لمنظمة العمل ضد التدخين والصحة، عن خيبة أملها من تخفيف القانون، مشيرةً إلى ضغوط خلف الكواليس بسبب المصالح التجارية.
ولا تزال المنظمات الصحية تعكف على الضغط على الوزراء والإدارات المحلية؛ لمنع التدخين خارج أماكن الضيافة، في ظل تأكيدها على خطورة التدخين السلبي. وأشارت سيرني إلى أن الحكومة أخذت على عاتقها تطبيق سياسات صارمة للحد من التعرض للتدخين في الأماكن الخارجية، موضحةً أن “أماكن التجمعات التي يرتادها الأطفال والأشخاص الضعفاء ستشكل نقطة الانطلاق”.
وفي حوار مع تايمز راديو، أقر ستريتنج بوجود آراء ناقدة للتوازن الذي اختارته الحكومة في هذا الشأن، وذكر أن هذا القرار نُوقِش طويلًا داخل الحكومة، ولا سيما ضرورة حماية الصحة العامة وضرورة مراعاة قطاع الضيافة الذي يواجه صعوبات كبيرة.
تجارب دولية في حظر التدخين الخارجي
ويُنتظَر أن يمنح القانون الجديد الوزراء صلاحيات لحظر التدخين في أماكن خارجية محددة، بناءً على استشارة عامة، مع التركيز على الأماكن التي تشهد تجمعات للأطفال وأكثر الفئات عرضة للمخاطر الصحية. وتُعَد الملاعب والمناطق المحيطة بالمدارس والمستشفيات أولى المناطق التي سيطبق فيها الحظر.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية حظر مماثل في مدن عالمية مثل نيويورك وملبورن، وقد سبق أن أبدت السلطات في مانشستر الكبرى اهتمامًا بفرض حظر التدخين في مواقع بارزة وسط المدينة، مثل حدائق بيكاديللي، وميدان سانت بيتر، والمناطق المحيطة بمبنى البلدية.
وبهذا الصدد صرّح البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، والمعروف بدعمه لأوسع حظر ممكن للتدخين في الهواء الطلق، بأن إنهاء بريطانيا للتدخين سيُسهِم في تقليل حالات الإملاص، والربو لدى الأطفال، وكذلك انخفاض معدلات السرطان، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والخرف.
وقال ويتي: “يسبب التدخين أضرارًا جسيمة للناس، وخصوصًا الأطفال، والنساء الحوامل، وذوي المناعة الضعيفة. والحد من هذه المخاطر يعد أمرًا حيويًا. فإذا كان بإمكان الأشخاص الضعفاء شم رائحة الدخان، فهم يستنشقونه بالفعل”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇