المدارس الإسلامية في بريطانيا تحت خطر الإغلاق بسبب ضريبة القيمة المضافة
تواجه المدارس الإسلامية في بريطانيا خطر الإغلاق بسبب قرار الحكومة بفرض ضريبة القيمة المضافة (VAT) على رسوم المدارس الخاصة، وهو ما قد يؤدي إلى تعريض مستقبل العديد من هذه المؤسسات التعليمية للخطر. بحسب تقارير حديثة، يُتوقع أن 70% من هذه المدارس لن تكون قادرة على الاستمرار ماليًا إذا فرضت الضريبة التي تبلغ 20% في يناير المقبل عليهم.
ويحاول أعضاء البرلمان الضغط على زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، لاستثناء المدارس التي تتقاضى رسومًا تقل عن 5000 باوند سنويًا من هذه الضريبة، في محاولة لحماية قطاع التعليم الإسلامي.
ويحذر النواب من أن عدم اتخاذ هذه الخطوة قد يؤدي إلى عجز المدارس الحكومية عن استيعاب العدد المتزايد من الطلاب الذين قد يضطرون للانتقال من المدارس الإسلامية، سواء بسبب عدم قدرتهم على تحمل الرسوم الجديدة أو نتيجة إغلاق المدارس.
ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا أكثر من 3.8 مليون نسمة، ويوجد 184 مدرسة إسلامية، منها 141 مدرسة مستقلة و34 ممولة من الحكومة. وتقول رابطة المدارس الإسلامية (AMS) إن تجاهل الحكومة هذه المسألة قد يؤدي إلى تراجع في الالتزامات التي قدمتها الحكومة السابقة بشأن دعم المدارس الدينية.
وكان ستارمر قد أكد في خطاب ألقاه في سبتمبر 2023 أن حزب العمال سيوفر دعمًا أكبر للمدارس الدينية مقارنة بالحكومة المحافظة، مشيدًا بدور هذه المدارس في بناء “روابط قوية” داخل المجتمعات. ومع ذلك، تخشى المدارس الإسلامية الآن من أن تؤدي ضريبة القيمة المضافة إلى تراجع هذا الدعم.
تأثير ضريبة القيمة المضافة على المدارس الإسلامية
أعرب رئيس رابطة المدارس الإسلامية، أشفق شودري، عن خيبة أمله من السياسات الجديدة، قائلًا: “كنا نتوقع نتائج إيجابية بعد تصريحات رئيس الوزراء بشأن زيادة دعم المدارس الدينية. لكن فرض ضريبة القيمة المضافة على المدارس الصغيرة المستقلة وإلغاء الإعفاءات الضريبية على المؤسسات التي تخدم المجتمعات المحلية يتعارض مع تلك التوقعات”.
وعبر مدراء المدارس عن قلقهم من الأثار المحتملة لهذا القرار. وأشار سجاد أكرم، مدير مدرسة “التحضير الخير” في أولدبري، إلى أن مدرسته فقدت 30 طالبًا بعد الإعلان عن فرض الضريبة. وأوضح أن المدرسة تواجه بالفعل عجزًا ماليًا كبيرًا، معتمدة بشكل أساسي على التبرعات الخيرية، ويخشى أن يتفاقم هذا العجز مع زيادة الرسوم بنسبة 20% لمواجهة التكاليف الإضافية الناتجة عن فرض الضريبة.
وأظهرت دراسة أجراها إيان سبنسر، المفتش السابق في هيئة الضرائب البريطانية، أن فرض الضريبة سيؤدي إلى زيادة العجز المالي في 62 مدرسة من أصل 89 مدرسة إسلامية. وخلصت الدراسة إلى أن 70% من المدارس الإسلامية المستقلة قد تعلن إفلاسها.
دعوات لتأجيل تطبيق ضريبة القيمة المضافة في المدارس
وفي هذا السياق، دعت جولي روبنسون، الأمين العام لمجلس المدارس المستقلة (ISC)، الحكومة إلى تأجيل تطبيق الضريبة حتى سبتمبر 2025 على الأقل، لإتاحة الوقت لإجراء تقييم شامل لتأثير الضريبة على المدارس الدينية والمجتمعات التي تخدمها. وأضافت أن استثناء المدارس ذات الرسوم المنخفضة سيسمح للعائلات بمواصلة اختيار المدارس التي تعكس قيمهم الدينية.
ووفقًا لتحليل سبنسر، فإن إغلاق المدارس نتيجة فرض الضريبة قد يكلف الحكومة أكثر من 70 مليون باوند بسبب التكلفة العالية لتعليم الطلاب في المدارس الحكومية، ما قد يجعل هذا القرار مكلفًا أكثر من المتوقع.
المصدر: آي نيوز
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇