40 نائبا بريطانيا يطالبون بحظر تصدير السلاح لإسرائيل
طالب أربعون عضوًا في البرلمان البريطاني بفرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك بعد إطلاق الأخيرة حملة عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، والتي أدت إلى تهجير قسري لما يقارب 400ألف فلسطيني.
جاء هذا المطلب بعد تزايد الغضب من تصاعد الأعمال العسكرية الإسرائيلية في المنطقة وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
تصعيد عسكري يستدعي التحرك
في هجوم استمر ستة أيام، قصفت القوات الإسرائيلية مخيم جباليا للاجئين باستخدام الضربات الجوية والقصف المدفعي، رغم إصدار أوامر للسكان بإخلاء منازلهم والانتقال جنوبًا إلى منطقة مواصي، التي وُصفت بأنها “منطقة إنسانية”. وأسفرت تلك العمليات عن مقتل 120 فلسطينيًا في مناطق متعددة، من بينها مخيم جباليا ومدينتا بيت حانون وبيت لاهيا. ومع ذلك، حذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن عدد الضحايا الفعلي قد يكون أكبر بكثير، في ظل إغلاق ثلاثة مستشفيات نتيجة الحصار.
ويأتي التصعيد الأخير بعد تقديم مقترح مثير للجدل يعرف بـ”خطة الجنرالات” للحكومة الإسرائيلية، والذي يقضي بإخلاء المنطقة شمال ممر نتساريم من سكانها الفلسطينيين، لإقامة “منطقة عسكرية مغلقة”. ويقود هذا المقترح الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، والذي قال في فيديو نُشر مؤخرًا: “من يغادر فسيحصل على طعام وماء”.
من جهته، صرّح عدنان حسين، عضو البرلمان المستقل عن مدينة بلاكبيرن، والذي فاز في الانتخابات الأخيرة بفضل دعمه للقضية الفلسطينية، بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير يشكل “محاولة لتطهير عرقي كامل لسكان الشمال”. وأضاف حسين في مقابلة مع “ميدل إيست آي”: “ما يزيد من فداحة الأمر هو التقارير التي تفيد بإطلاق النار على المدنيين من طائرات من دون طيار أثناء محاولتهم المغادرة، ما حول شمال غزة إلى مصيدة موت أكبر”.
وأفادت مصادر محلية وشهادات من سكان غزة، إلى جانب لقطات فيديو بثتها قناة CNN، أن الفلسطينيين الذين حاولوا الفرار من المناطق الشمالية تعرضوا لإطلاق نار من طائرات مسيرة صغيرة أو طائرات من دون طيار رباعية المراوح (quadcopters)، في وقت كانت فيه الدبابات تتقدم بشكل أعمق في تلك المناطق، بينما تواصل المقاتلات الإسرائيلية قصفها الجوي المكثف.
دعوات لوقف تصدير الأسلحة
وقد أكد العديد من أعضاء البرلمان الذين تحدثوا مع “ميدل إيست آي” أن الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار أصبح ضرورة ملحة، مشيرين إلى دعمهم لحظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وأعرب أيوب خان، عضو البرلمان المستقل عن برمنغهام بيري بار، عن عزمه إثارة هذه المسألة بشكل عاجل مع وزير الخارجية، وقال: “العمليات الأخيرة التي تشنها إسرائيل في غزة تبدو كأنها تتم في ظل تحويل الانتباه الإعلامي إلى لبنان وسوريا، بدعوى الدفاع عن النفس”.
كما شدد نواب آخرون على ضرورة التزام الحكومة البريطانية بمسؤولياتها الدولية، حيث أشار بريندان أوهارا، عضو البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي، إلى أن “استمرار بريطانيا في منح تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل يعزز من استمرار القصف على غزة ويزيد من أعداد الضحايا المدنيين”. وطالب بوقف فوري لتلك التراخيص.
وفي الشهر الماضي، عُلقت 30 رخصة تصدير أسلحة بريطانية إلى إسرائيل بعد مراجعة أكدت أن الأسلحة البريطانية قد تكون استُخدمت في انتهاكات للقانون الدولي. وبينما رحب نشطاء حقوق الإنسان بهذه الخطوة، فقد أعربوا عن قلقهم إزاء استمرار تصدير مكونات الطائرات المقاتلة من طراز F-35 إلى إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال جون ماكدونيل، وزير المالية السابق وعضو البرلمان المستقل عن لندن، إنه “مصدوم من وحشية الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين”. وأكد: “على الحكومة البريطانية أن تتخذ موقفًا حازمًا ضد جرائم حكومة نتنياهو، وأن تدعم فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة، إضافة إلى تطبيق برنامج للعقوبات”.
وفي مواجهة هذه الضغوط المتزايدة، قام وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بزيارة إلى البحرين والأردن في محاولة “لتعزيز الجهود لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط”، بحسب بيان صادر عن الخارجية البريطانية.
وأكد لامي: “لا يجب أن نتراجع في هذا الوقت الحرج عن السعي لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وضمان الإفراج عن جميع الرهائن”.
ورغم الدعوات المتزايدة لفرض حظر شامل على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتخاذ هذه الخطوة، في حين شدد جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق وعضو البرلمان المستقل، على أن “وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل هو الحد الأدنى مما يجب أن تفعله بريطانيا إذا كانت تحترم القانون الدولي”. وأضاف كوربين: “إذا كانت الحكومة تحترم القانون الدولي، فعليها أن تدعم حكم محكمة العدل الدولية الذي أكد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.
وفي تصريح آخر، شدد النائب المستقل شوكات آدم، عضو البرلمان عن مدينة ليستر الجنوبية، على أن “التركيز الإعلامي العالمي على قضايا أخرى في الشرق الأوسط، مثل لبنان وإيران، يجب ألا يحرف الانتباه عن الكارثة المستمرة في غزة”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C