أخطاء في استخدام تذاكر القطارات في بريطانيا قد تكلفك غرامة
يظنّ العديد من الركاب في بريطانيا أن تذكرة “أنيم تايم” تعني إمكانية السفر في أي وقت، لكن الواقع يختلف، خصوصًا لمن يحملون بطاقات مخفضة مثل بطاقة الشباب. فهذا الفهم الخاطئ قد يكلفهم غرامات مالية باهظة.
وقد اكتشف خريج الهندسة سام ويليامسون هذه الحقيقة حين أبلغته إحدى شركات القطارات أنه قد يواجه ملاحقة جنائية؛ لأنه استخدم تذكرة بسعر أقل بـ1.90 باوند من السعر المستحق. ويليامسون ليس حالة استثنائية؛ فالعديد من الركاب يشاركون قصصهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن قضايا مشابهة، حيث اضطروا إلى دفع غرامات تصل إلى مئات الباوندات بسبب دفع أجور أقل بفارق بسيط.
نظام تذاكر مربك
ومن هؤلاء الركاب سيريس بايبر، وهي كيلة مبيعات، التي أخبرت صحيفة “بولتون نيوز” بأنها لم تكن على علم بأنها تواجه ملاحقة قانونية لاستخدام غير صحيح لبطاقة قطارها. وقد اشترت سيريس تذكرة “أنيم تايم” للذهاب إلى عملها في ويغان والعودة منه، مع تخفيض 1.60 باوند من السعر الكلي باستخدام بطاقة الشباب الخاصة بها. لكن قواعد استخدام البطاقة المخفضة تمنع تطبيق التخفيض على تذاكر “أنيم تايم” إذا كان السعر أقل من 12 باوند قبل الساعة العاشرة صباحًا، وهو ما لم تكن تعرفه سيريس. وقد أدى هذا الخطأ إلى تغريمها مبلغ 462.80 باوند، وأصبح لديها سجل جنائي.
المشكلة تكمن في نظام تذاكر معقد يشعر الركاب أنه مُصمم للإيقاع بهم بدلًا من مساعدتهم. وفيما يأتي بعض الصعوبات التي قد يواجهها الركاب:
- أجرة “أنيم تايم” التي لا يمكن استخدامها إلا في أوقات معينة من اليوم بناءً على نوع بطاقة القطار المستخدمة.
- تذاكر لوجهة معينة تكون صالحة فقط إذا سافر الراكب عبر محطة معينة.
- شركات القطارات التي تسمح بشراء التذاكر من موصل القطار على بعض خطوطها.
- بعض الخطوط التي تسمح بالسفر باستخدام التذاكر المطبوعة فقط بدلًا من التذاكر الرقمية.
- شركات القطارات تدافع عن نفسها بالإشارة إلى أن القواعد واللوائح متاحة للركاب، لكن الزبائن يرون أن هذه القواعد ليست واضحة بما يكفي عند شراء التذاكر.
في حالة الاشتباه بتهرب راكب من دفع الأجرة، تسارع الشركة إلى مراجعة الحادثة وتحديد ما إذا كانت ستلاحقه جنائيًّا بتهمة التهرب من دفع الأجرة، أو بمخالفة أقل خطورة مثل انتهاك القانون الداخلي، أو تسوية المسألة خارج المحكمة.
دعوات لإصلاح النظام
وفي هذا السياق دعت هيئة “ترانسبورت فوكس”، وهي هيئة مراقبة لحقوق الركاب، شركات القطارات إلى التعامل بإنصاف مع الركاب الذين يدفعون أجورًا أقل عن غير قصد. وأكد أليكس روبرتسون، المدير التنفيذي للهيئة، أن النظام الحالي مربك للغاية ويجب على الركاب أن يتمكنوا من الوثوق بأن الغرامات تُفرض على من يستحقونها فقط. وأضاف: إن هذا جزء من الدعوات المستمرة لتبسيط نظام الأجور والتذاكر.
من جانبه أشار كريس أنوس من منظمة “مور إن كومون” البحثية إلى أن الجمهور البريطاني يشعر بخيبة الأمل من المؤسسات العامة التي تعاقب أولئك الذين يخالفون القواعد عن غير قصد. وأضاف: إن إصرار شركات القطارات على معاقبة الركاب على أخطاء صغيرة دون تحسين ظروف السفر يثير استياء الشعب البريطاني.
الحكومة بدورها وعدت بأكبر إصلاح لقطاع السكك الحديدية في بريطانيا منذ عقود، مع خطط لتبسيط نظام الأجور، ويشمل ذلك اقتراحات مثل الدفع عند الاستخدام وتذاكر رقمية موسمية يمكن استخدامها عبر الشبكة.
“غريت بريتش ريلويز” واستعادة الثقة
في سبتمبر الماضي، قدمت وزيرة النقل لويز هايخ خطة لإنشاء هيئة “غريت بريتش ريلويز” التي ستشرف على إعادة شبكة السكك الحديدية إلى الملكية العامة. وترى الحكومة أن هذه الخطوة ستُسهم في الحد من تأخيرات القطارات وإلغاء الرحلات، فضلًا عن تبسيط نظام الأجور. لكن شركات القطارات الخاصة حذرت من أن هذا الحل لن يحل بالضرورة كل مشكلات القطاع، مشيرة إلى أن بعض القضايا، مثل حالة ويليامسون وبايبر، تتعلق بشركات مملوكة للدولة مثل شركة “ناذرن”.
وأوضح أندي باجنال، المدير التنفيذي لشركة “ريل بارتنرز”، أن تبسيط نظام التذاكر يتطلب تغييرات تنظيمية من الحكومة. وأضاف: إن القوانين الجديدة التي يجري مناقشتها في البرلمان بشأن من يدير القطارات لن تحل المشكلة بالكامل. كما أشار متحدث باسم “ناذرن” إلى أن موصلي القطارات يواجهون صعوبة كبيرة في التفريق بين المتهربين المتعمدين من دفع الأجرة والركاب الذين ارتكبوا أخطاء غير مقصودة.
نظام دفع مشابه لنظام لندن
ويشير تقرير صدر مؤخرًا عن جمعية صناعة السكك الحديدية إلى أن تبسيط نظام التذاكر سيساعد على استعادة ثقة الجمهور وزيادة الإيرادات التي يمكن استثمارها في تحسين الشبكة. وأوضح سام بيمنت، كاتب التقرير، أن التكنولوجيا اللازمة لإنشاء نظام بسيط للتذاكر متوفرة بالفعل، لكن الإرادة السياسية لتحقيق ذلك كانت ضعيفة في السابق.
ويشير بيمنت إلى أن نظام الدفع بالبطاقات الذكية في لندن من أفضل الأنظمة على مستوى العالم. ويقول: إن هذا النموذج يمكن أن يُطبَّق على مستوى بريطانيا كلها تحت إشراف “غريت بريتش ريلويز”، حتى لو لم تُؤمَّم شركات السكك الحديدية بالكامل.
ويرى بيمنت أن توحيد جميع التذاكر والخدمات تحت جهة واحدة سيُسهم في بناء علاقة مباشرة بين الركاب وشبكة السكك الحديدية، ما يسهل العملية كثيرًا.
واختتم بيمنت بالقول: إن هناك توجهًا نحو إصلاح النظام حاليًّا، وإن الجهود تتضافر لتنفيذه.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C