مئات الآلاف في لندن وأدنبره وعدة مدن بريطانية يتظاهرون لأجل غزة ولبنان

في مسيرات حاشدة، خرج مئات الآلاف في شوارع لندن، أدنبرة، ومدن بريطانية أخرى، أمس السبت الموافق 5 أكتوبر/ تشرين الأول؛ احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان، وتذكيرًا للعالم بمرور عام على عملية الإبادة التي يشهدها قطاع غزة.

نُظِّمَتِ المسيرة بالتعاون بين المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين، وائتلاف أوقفوا الحرب، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، إضافة إلى حملة نزع السلاح النووي.

تضامن عالمي من أجل العدالة

شارك في هذه المسيرة الحاشدة عدد كبير من المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي مثل: “أوقفوا تسليح إسرائيل” و”أنهوا الاحتلال”.

وحضر المسيرة عدد من الشخصيات السياسية البارزة في بريطانيا، من بينهم: حمزة يوسف، رئيس الوزراء السابق لاسكتلندا، وجيريمي كوربين، النائب المستقل والزعيم السابق لحزب العمال، وزارا سلطانة، النائبة المستقلة.

وفي كلماتهم، أدانوا بشدة الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة ولبنان، وطالبوا بوقف فوري للاعتداءات العسكرية ورفع الحصار عن الضفة الغربية.

وكان من بين المتحدثين شخصيات شهيرة مثل: الممثلة جوليا صوالحة، والناشطة الفلسطينية البريطانية ليان محمد، والمغني الفلسطيني طوني قطان.

مطالب بوقف تسليح إسرائيل

رفع المتظاهرون مطالبات بوقف تسليح إسرائيل بشكل فوري، داعين حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقد وجه المتظاهرون رسالة قوية إلى الحكومة البريطانية بضرورة وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرين إلى أنها تُستخدم في قتل وتشريد الآلاف من الأبرياء في المنطقة.

وفي تصريح لنائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، عدنان حميدان، اتهم الحكومة البريطانية بالتواطؤ في الإبادة الجارية في غزة من خلال توريد الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، ومساعدتها استخباراتيًا ولوجستيًا، مشيرًا إلى أن هذه المساعدات تساهم في استمرار الجرائم ضد المدنيين في غزة ولبنان.

وتابع حميدان قائلًا: “ها نحن نحيي هذه الذكرى والجرح ينزف بشدة في غزة وقد انضم لها لبنان وأصبح معظمهم أهلنا هناك بين شهيد أو طريد أو جريح، نريد لهذه الإبادة أن تتوقف ونريد أن نحاسب القتلة اليوم قبل الغد”.

دعوات لاتخاذ إجراءات فورية

We continue to march because we refuse to let the memory of Palestinians die.

We continue to demand an end to all arms sales to Israel.

We continue to speak up for the only path to a just and lasting peace: an end to the occupation of Palestine. pic.twitter.com/Cx8CYDSv68

— Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) October 5, 2024

شهدت المسيرة أيضًا خطابًا قويًا من سليمان الشرفا، رئيس نادي أصدقاء فلسطين في جامعة كوين ماري، حيث دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد الجرائم الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف قائلاً: “الصمت ليس خيارًا بالنسبة لنا، كطلاب و كأشخاص يفهمون أن القمع في أي مكان يشكل تهديدًا للحرية في كل مكان، يجب أن نتحدث، يجب أن ننهض، يجب أن تردد أصواتنا نداء التحرير الفلسطيني واللبناني، ليس فقط في هذه اللحظة، ولكن حتى تتحقق العدالة الحقيقية “.

كما ألقى ستيفن كابوس، أحد اليهود الناجين من المحرقة، كلمة مؤثرة حول ضرورة دعم الشعوب المضطهدة، مقارنًا بين ما عاشه هو في المحرقة وبين ما يعانيه الفلسطينيون اليوم.

أزمة إنسانية متفاقمة

“كفى قتلًا وعدوانًا على الفلسطينيين؛ يجب أن يعترف العالم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.. رئيس حكومة أسكتلندا السابق حمزة يوسف متحدثا لمنصة العرب في بريطانيا خلال مشاركته في المظاهرة الحاشدة لنصرة #غزة و #لبنان اليوم في وسط #لندن #العرب_في_بريطانيا AUK pic.twitter.com/3lPbmeTZ8D

— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) October 5, 2024

تأتي هذه الاحتجاجات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في المنطقة، حيث شهدت غزة ولبنان خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في عدد الضحايا المدنيين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

ونتيجة عملية الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 41,788 شهيدًا إضافة إلى 96,794 مصابًا.

كما أعلنت وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، الجمعة الماضية، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى ألفَين و11 شهيدًا، و9,535 جريحًا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وناشد المتظاهرون المجتمع الدولي بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على وقف عدوانها، مؤكدين أن العقوبات هي الوسيلة الوحيدة لوقف المجازر المستمرة.

استمرار الضغط الشعبي

واختتمت المسيرة الوطنية من أجل فلسطين بالدعوات لمواصلة الزخم العالمي تجاه القضية الفلسطينية واللبنانية، مشددين على ضرورة استمرار الحراك الشعبي حتى تنتهي الاعتداءات الإسرائيلية وتُحقق العدالة.

وتُعدُّ هذه المسيرة الوطنية من أجل فلسطين جزءًا من حركة دولية متنامية تطالب بالعدالة للفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار عن غزة، ووقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا:

• الحكومة البريطانية تستأجر رحلات لإجلاء مواطنيها من لبنان
• حكومة ستارمر تخفي تدريبات عسكرية بريطانية إسرائيلية خلال غزو لبنان
• بريطانيا تزيد تمويل مكافحة جرائم الكراهية تحسبا للمستجدات في غزة ولبنان