ما تداعيات الهجوم السيبراني على هيئة النقل في لندن؟
كشفت هيئة النقل في لندن (TfL) عن تعرض أنظمتها لهجوم سيبراني أدى إلى سلسلة من المشكلات، رغم عدم تأثر خدمات النقل الأساسية مثل الحافلات والقطارات. ورغم أن الاختراق لم يؤثر على العمليات الفعلية للنقل، إلا أن تداعياته تسببت في إزعاجات مستمرة للمستخدمين.
اختراق بيانات آلاف العملاء
كما أعلنت الهيئة عن تعرض بيانات آلاف العملاء للاختراق، حيث كُشف عن معلومات 5 آلاف مستخدم لبطاقات Oyster، ممن تقدموا بطلبات استرداد أموال. وقد تواصلت الهيئة مع المتضررين لإبلاغهم بالحادث. وأكد شاشي فيرما، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في TfL، أن “الوضع لا يزال يتطور”، رغم اعتقال مشتبه به، وهو شاب يبلغ من العمر 17 عامًا من ليستر، قبل أسبوعين.
وأوضحت TfL أنها لم تتلقَ أي تقارير عن خسائر مالية نتيجة لهذا الاختراق حتى الآن. ومع ذلك، فإن الأثر الرئيس للمستخدمين يتمثل في قلة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، حيث توقفت الهيئة عن عرض تاريخ الرحلات والمدفوعات غير التلامسية، بالإضافة إلى إيقاف بعض التحديثات الحية المتعلقة بالنقل. ولم تحدد الهيئة موعدًا لاستعادة هذه المعلومات، لكنها أكدت أن العملاء سيتمكنون من مراجعة تاريخ رحلاتهم وتصحيح أي مشكلات بمجرد إعادة تشغيل الأنظمة.
تأثير الهجوم على بطاقات النقل المخفضة
فيما يتعلق بالبطاقات المخفضة مثل بطاقات الأطفال Zip وبطاقات +60، لم يعد بإمكان المستخدمين التقدم للحصول عليها بسبب توقف الأنظمة الإلكترونية. وأصدرت TfL تعليمات لسائقي الحافلات بالسماح للأطفال بالسفر مجانًا دون الحاجة إلى إبراز الهوية الحالية، لكن الأطفال الأكبر سنًا الذين يسافرون بمفردهم لم يتمكنوا من استخدام التخفيضات المخصصة لهم، ما قد يؤدي إلى تكبدهم تكاليف إضافية قد تصل إلى مئات الباوندات بحلول نهاية العام.
كما تواجه الهيئة تحديات إضافية تتمثل في تأجيل طرح نظام الدفع بالبطاقات غير التلامسية في 47 محطة سكك حديدية خارج لندن، ما يجبر المسافرين على استخدام تذاكر وطنية منفصلة. إلى جانب ذلك، يعاني موظفو TfL من مشكلات في الوصول إلى بعض الأنظمة، ما أدى إلى تباطؤ وتيرة العمل، خاصة في وقت تسعى فيه لندن إلى تسريع وتيرة التطوير بالتعاون مع عمدة المدينة، صادق خان.
التأثير على موظفي TfL وعملية استعادة الأنظمة
وأعلنت الهيئة أنها ستغير كلمات المرور وتعيد التصديق على الهويات الرقمية لـ 27 ألف موظف في وقت لاحق. كما نفت TfL أي صلة بين الاختراق وأي خروقات أمنية داخلية، مؤكدة أن الهجوم قد كان بالكامل عن بُعد.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت مؤسسات عامة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المكتبة البريطانية والبريد الملكي. ورغم التحذيرات السابقة من بعض الجهات بشأن نقاط الضعف في أنظمة TfL، لا توجد أدلة تشير إلى أن الهجوم استغل ثغرات معروفة.
ورغم أن TfL تمكنت من تجنب تأثيرات كارثية على خدمات النقل، إلا أن هذا الهجوم كشف عن الحاجة الماسة إلى استثمارات أكبر في أنظمتها الإلكترونية، خاصة بعد تقليص التمويل منذ عام 2015 وتداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على موارد الهيئة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇