ستارمر يدعم طرح مشروع قانون الموت الرحيم في البرلمان
من المتوقع أن يشهد البرلمان البريطاني قريبًا تصويتًا مثيرًا للجدل بشأن مشروع قانون يسمح بـ”الموت الرحيم” بمساعدة طبية، بعد تقارير تفيد أن رئيس الوزراء كير ستارمر يدعم تسريع عملية طرح هذا التشريع في مجلس العموم، بحيث يُصوّت عليه قبل عيد الميلاد.
ووفقًا لما نقلته صحيفة “ذا ميل أون صنداي”، يعمل ستارمر خلف الكواليس لدفع مشروع القانون قدمًا في فترة زمنية أقصر من المتوقع، ما يجعل هذا التشريع من أكبر التحولات الاجتماعية التي قد يناقشها البرلمان منذ إقرار قانون الإجهاض في عام 1967.
تفاصيل مشروع القانون
إذا أُقر القانون، فسيتيح للبالغين الذين يعانون من أمراض عضال، ولا يُتوقع أن يعيشوا أكثر من ستة أشهر، اختيار إنهاء حياتهم بمساعدة طبية. ورغم أن ستارمر لم يحدد موعدًا نهائيًا للتصويت، فإن النجاح في اقتراع “مشروع قانون الأعضاء الخاص” الذي يُمكّن النواب غير المنتمين للحكومة من تقديم تشريعات، عجّل بإجراءات طرحه. وقد عرض جيك ريتشاردز، النائب عن حزب العمال الذي حصل على المركز الحادي عشر في الاقتراع، تقديم مشروع القانون.
كذلك، شُجِعَ النواب الذين حصلوا على مراكز متقدمة في الاقتراع على تبني هذا المشروع، بمن فيهم كيم ليدبيتر، النائبة عن سبين فالي، التي تصدرت الاقتراع، وكلايف لويس، النائب عن نورويتش الجنوبية الذي جاء رابعًا.
الوضع القانوني الحالي
في الوقت الراهن، يُعدُّ تقديم المساعدة في الانتحار جريمة في بريطانيا. وسيشبه مشروع القانون المقترح تشريع “الموت الرحيم” الذي قدمه سابقًا اللورد فولكنر، وزير العدل السابق في حكومة حزب العمال، في مجلس اللوردات. ينص التشريع على أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عقلية كافية فقط يمكنهم اتخاذ هذا القرار، وبشرط موافقة طبيبين والمحكمة العليا.
كان آخر نقاش بشأن موضوع الموت الرحيم في مجلس العموم عام 2015، حيث رُفِضَ في تصويت حر بأغلبية 330 صوتًا مقابل 118. إلا أن التوقعات بتمرير القانون هذه المرة باتت أعلى، بفضل دخول عدد كبير من النواب الجدد من حزب العمال، الذين يُرجح دعمهم له، إلى جانب دعم رئيس الوزراء. مع ذلك، من المتوقع أن يُسمح للنواب بالتصويت وفقًا لآرائهم الشخصية، دون الالتزام بموقف حزبي رسمي.
جدل أخلاقي واسع
أثار مشروع القانون جدلًا أخلاقيًا حادًا بشأن حرمة الحياة البشرية والمخاوف من إساءة استخدام التشريع. وقد وصف وزير العدل مشروع القانون بأنه “تصريح بقتل كبار السن”، مبديًا قلقه من إمكانية استغلاله.
وزير الصحة، ويس ستريتينغ، بدوره عبّر عن تحفظاته قائلًا: “يجب ضمان وجود تدابير حماية كافية حتى لا يشعر المرضى بأن الموت الرحيم هو خيارهم الوحيد بسبب خوفهم من أن يصبحوا عبئًا على أسرهم”. وأضاف ستريتينغ أنه يشعر بعدم الارتياح إزاء تشريع الموت الرحيم في ظل الظروف الحالية لنظام الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن “رعاية نهاية الحياة في بريطانيا ليست في مستوى يتيح للمرضى اتخاذ قرار حر دون التأثر بالنقص في الدعم المتاح”.
دعم شعبي متزايد
في المقابل، صرحت منظمة “الكرامة في الموت”، التي تدعو إلى تشريع الموت الرحيم، بأن “الشعب البريطاني يطالب بقانون يتيح الموت الرحيم… وهذا بات حقيقة لا يمكن تجاهلها”. وأضافت أن جيل النواب الجديد يدرك هذا التوجه الشعبي، وأن الوقت قد حان للتغيير.
المصدر نيوز هاب جروب
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇