هل يمكن أن يعود التجنيد الإجباري إلى بريطانيا؟
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين بريطانيا وروسيا، بدأت تتعالى همسات بشأن إمكانية اندلاع حرب.
وعلى الرغم من أن هذه المخاوف لا تزال في إطار التوقعات، إلا أن جنرالات الجيش البريطاني يحذرون من أن القوات البريطانية، بحجمها الحالي، قد لا تكون قادرة على مواجهة صراع واسع النطاق بمفردها.
هذه التحذيرات أثارت التساؤلات بشأن إمكانية عودة التجنيد الإجباري إلى بريطانيا، خاصة في ظل تطورات الأحداث العالمية.
تزايد المخاوف من التجنيد
مع استمرار الحرب في أوكرانيا ومرور ثلاث سنوات على غزو روسيا لأوكرانيا، يشعر كثيرون بالخوف من احتمال استدعائهم للخدمة العسكرية، خصوصًا في ظل التهديدات الأخيرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أي هجوم بصواريخ بعيدة المدى مدعومة من الغرب سيُعتبر عملًا حربيًّا ضد روسيا.
خلال الانتخابات العامة لعام 2024، قدم حزب المحافظين برنامجًا يتضمن إعادة التجنيد الإجباري في بريطانيا، إلا أن الخطة لم ترَ النور بعد هزيمتهم في الانتخابات لصالح حزب العمال. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن أن يعود التجنيد الإجباري إلى المملكة المتحدة في حال اندلاع حرب؟
ما الوضع الحالي للتجنيد في بريطانيا؟
في الوقت الحالي، لا يوجد تشريع للتجنيد الإجباري في بريطانيا، حيث يقتصر الانضمام إلى الجيش على من يرغبون في اتخاذه مهنة.
وهذا يعني أن المواطنين لن يكونوا مطالبين بالالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب القوانين الحالية.
ومع ذلك، فإن تاريخ بريطانيا شهد فترتين طُبِّقَ فيهما التجنيد الإجباري، الأولى كانت خلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1916 و1920، والثانية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية من عام 1939 وحتى 1960.
الفئات العمرية المستهدفة بالتجنيد عبر التاريخ
عندما فُرِضَ التجنيد الإجباري في الحرب العالمية الأولى، كان يشمل في البداية الرجال غير المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عامًا، مع بعض الاستثناءات مثل القساوسة والآباء الوحيدين.
ومع تصاعد الحرب، عُدِّلَ القانون ليشمل الرجال المتزوجين ورُفِعَ الحد الأدنى للعمر إلى 51 عامًا.
وخلال الحرب العالمية الثانية، وُسِّع نطاق التجنيد ليشمل جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و41 عامًا، ثم ارتفع لاحقًا ليشمل الرجال حتى سن 51 عامًا.
في تلك الفترة، كانت الفئات المستثناة تشمل ضباط الشرطة وموظفي قطاع الصحة وموظفي السجون والطلاب وبعض الفئات الأخرى.
التجنيد الإجباري بعد الحرب العالمية الثانية
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، جلب قانون الخدمة الوطنية لعام 1948 التجنيد الإجباري في وقت السلم.
حيث كان يتعين على الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عامًا أن يخدموا لمدة 18 شهرًا في القوات المسلحة، ثم يبقون في الاحتياط لمدة أربع سنوات.
في عام 1950، مُددت فترة الخدمة الإلزامية إلى عامين خلال الحرب الكورية، ما خفض مدة الاحتياط بمقدار ستة أشهر، وبحلول عام 1963، أصبحت بريطانيا رسميًا دولة تعتمد على التجنيد الطوعي.
هل يمكن أن يشمل التجنيد النساء في المستقبل؟
مع تغير المواقف الاجتماعية تجاه التحيز الجنسي، أصبح من الممكن أن تُجنَّد النساء إذا ما طُبِّق التجنيد الإجباري مرة أخرى.
خلال الحرب العالمية الثانية، اُستُدعيت النساء العازبات بين عمر 20 و30 عامًا للمساعدة في مهام خلف الخطوط الأمامية، مثل: العمل كميكانيكيات، مهندسات، وسائقات.
شاركت النساء في العديد من الأدوار المهمة، ولكن لم يُسمح لهن بالقتال في الخطوط الأمامية.
اليوم، ومنذ عام 2018، أصبحت النساء قادرات على الخدمة في جميع الأدوار القتالية جنبًا إلى جنب مع الرجال، ما يعني أنه في حال عاد التجنيد الإجباري، فمن المحتمل أن تُجند النساء بمعدلات مماثلة للرجال.
المصدر: مترو
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇