أسلحة لإسرائيل تُشحن سرًّا عبر المجال الجوي البريطاني!

بينما تواصل قوات الاحتلال إبادتها الجماعية في قطاع غزة باستهداف المدنيين العزّل، كشف تقرير جديد عن شحن أسلحة لإسرائيل سرًّا عبر المجال الجوي البريطاني.

وجاء في التقرير المثير للجدل أن المواد المرسلة إلى إسرائيل شملت ذخيرة قناصة، ومتفجرات للاستخدام في الطائرات العسكرية، وأجهزة تفجير. وقد بلغ إجمالي وزن الحمولة أكثر من 55 طنًّا.

هذا وقد غادرت جميع الرحلات الثماني التي حددها موقع “Declassified”من مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ودخلت المجال الجوي البريطاني في ويلز وخرجت من دوفر.

بريطانيا تسمح بعبور حمولة أسلحة لإسرائيل!

وذكر التقرير أن حمولات الأسلحة وصلت إلى إسرائيل عبر رحلات من لييج، في بلجيكا، قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية في تل أبيب. وقد تولّى إيصالَها جميعًا مجموعةُ خطوط “Challenge Airlines” للطيران، التي تمتلك قاعدة في إسرائيل.

جدير بالذكر أن الرحلات التي تحمل بضائع خطرة أو ذخائر حربية وتمر بالمجال الجوي البريطاني، تتطلب في العادة تصريحًا خاصًّا من هيئة الطيران المدني، ما يشير إلى أن الحكومة البريطانية قد أعطت الضوء الأخضر لمرور العديد من شحنات الأسلحة إلى الاحتلال منذ بدء قصف غزة.

وبهذا الصدد علّق سام بيرلو فريمان، من حملة مكافحة تجارة الأسلحة قائلًا: لقد ساعدت الحكومة البريطانية إسرائيل على ارتكاب جرائم الحرب، من خلال السماح لها بنقل حمولاتها من المُعَدات الفتّاكة عبر المجال الجوي البريطاني.

وتأتي هذه المعلومات الجديدة بعد أيام من اعتراف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أخيرًا بوجود “خطر واضح” يتمثل في احتمال أن تستخدم إسرائيل الأسلحة المستوردة “لارتكاب انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي أو تسهيله”، في الوقت الذي تدرس فيه المحكمة الجنائية الدولية مسألة إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.

هذا وقد حصلت المنظمة غير الحكومية البلجيكية “Vredesactie” (عمل السلام) على معلومات عن رحلات الشحن أول مرة عن طريق قوانين حرية المعلومات.

أضف إلى ذلك أن موقع ديتش (The Ditch) الإخباري الأيرلندي كشف لاحقًا أن الرحلات الجوية مرت بالمجال الجوي لأيرلندا دون إذن قانوني، ما أثار توترًا دبلوماسيًّا. وسُئلت هيئة الطيران المدني عما إذا كانت قد وافقت على طلبات مرور ذخائر الحرب عبر المجال الجوي البريطاني إلى إسرائيل، ولكنها لم ترد.

رحلات الأسلحة

أُرسِلت شحنات الأسلحة الثماني إلى إسرائيل التي مرت بالمجال الجوي البريطاني بين أكتوبر 2023 ومارس 2024.

وكانت الرحلة الأولى، في الـ29 من أكتوبر 2023، حاملة 167 كيلوغرامًا من المتفجرات لشركة أوريون للأنظمة المتقدمة (Orion Advanced Systems)، وهي شركة مهمة لجيش الاحتلال، حيث قالت حملة “مكافحة تجارة الأسلحة” (CAAT): إن أوريون هي المورد الوحيد لصمامات الأسلحة الجوية.

وغادرت طائرة ثانية الولايات المتحدة في الـ24 من نوفمبر 2023 حاملة 1500 طلقة من الذخيرة الشبيهة بالرصاص “سوبر ستوك” للشرطة الإسرائيلية، التي تستخدمها في “مكافحة الشغب” ضد الفلسطينيين منذ عام 2005 على الأقل، علمًا أنها ذخيرة خطرة يمكن أن تؤدي إلى إصابات حادة ومميتة، رغم تصنيفها على أنها أقل فتكًا.

وقد حملت رحلة نوفمبر 42 خرطوشة أخرى لمصلحة شركة إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية.

ذخيرة القنص

نقلت أربع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل عبر المجال الجوي البريطاني في فبراير من هذا العام، وحملت الشحنة 13 كيلوغرامًا من 338 طلقة من طراز لابوا ماغنوم لشركة (IMI Systems) الإسرائيلية لصنع الأسلحة.

تجدر الإشارة إلى أن طلقات لابوا ماغنوم تُستخدم في بندقية القنص الإسرائيلية من طراز (IWI Dan bolt-action)، التي صممها جيش الاحتلال لتعمل على مسافة 1200 متر، وهي القناصة التي استخدمها لقتل المدنيين في غزة بانتظام، ويشمل ذلك الأطفال وموظفي الصحة.

كما سلمت رحلات فبراير لقوات الاحتلال “صمامات مفجرة” لتفجير قنابل جوية أو ذخائر مدفعية، حسَب ما ذكر موقع ديتش. وشملت المواد الأخرى التي أرسلت في الشهر ذاته خراطيش الغاز المسيل للدموع، الممولة من الحكومة الأمريكية، وأجهزة إشعال.

وحملت أحدث رحلة، سافرت عبر المجال الجوي البريطاني في الـ19 من مارس، أكثر من 700 كيلوغرام من المتفجرات والأسلحة الصغيرة.

من جهة أخرى، تحركت السلطات البلجيكية لحظر جميع أشكال عبور الأسلحة إلى إسرائيل في مايو. ولكن من المحتمل أن تحلق شحنات الأسلحة فوق بريطانيا عبر طرق أخرى.

طائرات إسرائيلية في بريطانيا!

وليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل بشأن الأسلحة الإسرائيلية التي تمر عبر بريطانيا.

فخلال الحرب الإسرائيلية اللبنانية في عام 2006، هبطت طائرتان مستأجرتان للولايات المتحدة تحملان قنابل لإسرائيل في مطار بريستويك في اسكتلندا دون علم الحكومة البريطانية.

وفي الآونة الأخيرة، كشفت منظمة رفع السرية عن هبوط طائرات عسكرية إسرائيلية في أربعة مواقع في بريطانيا، ويشمل ذلك مطار بريستويك، منذ الـ7 من أكتوبر 2023.

وقد رفضت وزارة الدفاع مرارًا إعطاء أي تفاصيل بشأن الرحلات العسكرية الإسرائيلية في البلاد، ما أثار مخاوف من أنها رحلات تحمل أسلحة إلى تل أبيب.

جدير بالذكر أنه سبق لبريطانيا أن رفضت استخدام مجالها الجوي لعبور الأسلحة، وذلك خلال حرب أكتوبر 1973، إذ منع رئيس الوزراء المحافظ إدوارد هيث الطائرات الأمريكية التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل من الهبوط في بريطانيا.

وختامًا أكد المحامي سام فاولز مؤخرًا أن المساعدة “اللوجستية” التي تقدمها الحكومة البريطانية لإسرائيل يمكن أن تجعل بريطانيا متواطئة في الجرائم الدولية، ويشمل ذلك “الإبادة الجماعية والعدوان والتعذيب”.

المصدر: Declassified

اقرأ أيضًا:

• ما مدى مسؤولية وزراء بريطانيا عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة؟
• شرطة لندن تطلب الإبلاغ عن جرائم الحرب المرتكبة في الأراضي الفلسطينية
• الحكومة البريطانية طعنت في تحقيق المحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية

• #الأسلحة
• #الولايات المتحدة
• #بريطانيا
• #بلجيكا
• #غزة
• #قوات الاحتلال