جيريمي كوربين يسعى لتشكيل كتلة من النواب المستقلين في البرلمان
يسعى جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، إلى تشكيل كتلة جديدة من النواب المستقلين في البرلمان، حيث يجري حاليًا محادثات مع أربعة نواب آخرين لتعزيز نفوذهم في البرلمان.
هذه الخطوة تأتي بعد انتخاب ستة نواب مستقلين في الانتخابات العامة لعام 2024، وهو أكبر عدد للنواب المستقلين في التاريخ الحديث، بمن فيهم كوربين نفسه.
جيريمي كوربين والنواب المستقلون
يبدو أن هذه المجموعة الجديدة التي قد تتكون من خمسة نواب مستقلين، جميعهم انتُخِبوا على أساس برنامج مؤيد للفلسطينيين، ستصبح واحدة من الكتل المؤثرة في البرلمان.
وإذا شُكِّلت هذه المجموعة، فإنها ستعادل عدد نواب حزب الإصلاح اليميني المتطرف، وستتفوق على عدد نواب حزب الخضر.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق رسمي حتى الآن، فإن شوكت آدم، أحد النواب المستقلين الذي أطاح بجوناثان أشوورث من حزب العمال في دائرة ليستر ساوث، قد صرح لبي بي سي أن المجموعة “تبحث عن خيارات من شأنها أن تمنحهم المزيد من الوصول إلى مراكز القوة”.
من جهة أخرى، أليكس إيستون، الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاتحادي (DUP) في جمعية أيرلندا الشمالية والذي انتُخِب نائبًا مستقلًا عن نورث داون، ليس جزءًا من هذه المحادثات، حسبما أفادت بي بي سي.
ويواصل كوربين وآدم حوارهما مع النواب المستقلين الآخرين، أيوب خان، وعدنان حسين، وإقبال محمد، لاستكشاف الخيارات التي يمكن أن تمكنهم من التأثير في معترك السياسة البريطانية بشكل أكثر فعالية.
هؤلاء النواب الخمسة، الذين فازوا على مرشحي حزب العمال في الانتخابات بفضل مواقفهم المؤيدة لفلسطين في دوائر انتخابية تضم عددًا كبيرًا من المسلمين، قد يجدون في تشكيل مجموعة رسمية داخل البرلمان فرصة لتعزيز مشاركتهم في النقاشات واللجان البرلمانية، التي تعتمد عادةً على حجم الحزب.
تكتل النواب المستقلين
وعلى الرغم من أن القواعد الحالية للبرلمان تمنع تمويل الأحزاب المعارضة الجديدة التي تتشكل بين الانتخابات، إلا أن التعاون بين هؤلاء المستقلين قد يمكنهم من تأمين المزيد من الأموال لدعم حملاتهم من خلال تقاسم الموارد وتنظيم حملات جمع التبرعات المشتركة.
ورغم أن حزب العمال يمتلك أغلبية ساحقة في البرلمان، فإن قوة المستقلين قد تكون مؤثرة إذا استطاعوا التنسيق والعمل معًا بشكل فعّال.
وقد عمل هذا الائتلاف بالفعل مع نواب الخضر على تقديم سلسلة من التعديلات على خطاب الملك، ما يظهر قدرتهم على التأثير في السياسة البريطانية.
وفيما يتعلق بالتحركات داخل البرلمان، فقد كان أحد الإجراءات الأولى التي قام بها كوربين هو التواصل مع سبعة نواب من حزب العمال، وهم جميعًا حلفاء سابقون له، والذين عُلِّقت عضويتهم من الحزب لمدة ستة أشهر بعد تصويتهم لصالح تعديل لإلغاء إعانة الطفلين.
ومع ذلك، لم يكن هناك تنسيق رسمي بين هؤلاء النواب المستقلين ونواب حزب العمال الموقوفين حتى الآن.
وقد صرح كوربين قائلًا: “لقد انتُخِبت للتحدث بصوت عالٍ ضد الإبادة الجماعية في غزة، وضد فقر الأطفال، وضد شيطنة المهاجرين واللاجئين. وأنا فخور بالعمل جنبًا إلى جنب مع زملائي المستقلين للتأكد من أن أصوات ناخبينا مسموعة”.
وتابع أن هذا البلد بحاجة إلى تغيير حقيقي،مشيرًا إلى أنه كلما زاد عدد النواب المستعدين للدفاع عن القانون الدولي والدفاع عن اللاجئين ومعارضة اليمين المتطرف، كان ذلك أفضل.
الحاجة إلى تغيير حقيقي
استطاع كوربين الحفاظ على مقعده في دائرة أيسلينغتون نورث الذي مثله لأكثر من 40 عامًا في الانتخابات العامة في تموز/ يوليو الماضي، متغلبًا على مرشح حزب العمال بفارق 7 آلاف صوت.
وكان حزب العمال قد منع كوربين من الترشح باسمه في آذار/ مارس 2023، بعد أن عُلِّقت عضويته من الحزب بسبب رد فعله على تقرير بشأن معاداة السامية داخل الحزب خلال فترة قيادته.
أما شوكت آدم، فقد كان فوزه من أكبر المفاجآت في ليلة الانتخابات عندما تغلب بفارق 979 صوتًا على وزير الظل العمالي السابق أشوورث، الذي كان يتمتع بأغلبية تزيد عن 20 ألف صوت.
دعا آدم البرلمان إلى تحسين وضع النواب المستقلين، معتبرًا أن القواعد الحالية تمنح الأفضلية للأحزاب الكبيرة في تحديد المناقشات وأدوار اللجان العليا.
ويتوقع أن يزداد عدد النواب المستقلين في المستقبل، حيث يبحث العديد من الناس عن طرق ليحققوا “التمثيل والتغيير الذي يريدون رؤيته”.
وختم آدم تصريحاته قائلًا: “سنكون اختبارًا” لكيفية تأثير النواب المستقلين في السياسة البريطانية.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇