جوناثان كوك: الصمت على مقتل آلاف الأطفال في غزة يصم الآذان
“لماذا يرغب أحدنا بالعيش في مجتمع لا يبالي بالقتل الممنهج للأطفال في غزة؟!، بل ويساهم قادة هذا المجتمع ونخبه السياسية في هذه المذبحة المستمرة”، هكذا افتتح الكاتب والصحفي البريطاني الإسرائيلي جوناثان كوك مقاله لموقع ميدل إيست آي.
ويرى كوك أنه في ظل استعداد كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لخوض الانتخابات القادمة، فإن الناخب الغربي يقف أمام حقيقة صارخة، وهي أنه سيمنح أصواته لأحد الداعمين لمذبحة الأطفال التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أشهر.
هل فشل الغرب في إنصاف أطفال غزة؟
ويؤكد كوك أن وسائل الإعلام الغربية لم تكلف نفسها حتى عناء فضح تواطؤ هؤلاء السياسيين مع الجرائم المرتكبة في غزة، وغضت الطرف عن دورهم الداعم لارتكاب مثل هذه المجازر.
ويطلق كوك حكمه على السياسة الغربية قائلًا:” على الرغم من الصدمة العالمية التي أحدثتها الأعداد الكبيرة لضحايا الحرب في قطاع غزة، يبدو أن هذه الأرقام فشلت في انتزاع الهجمية من قلوب السياسيين الغربيين الذين لا يبالون على الإطلاق بأعداد الضحايا.
ويفند كوك أعداد الضحايا، مضيفًا :”حصدت القنابل الإسرائيلية أرواح حوالي 15500 طفل فلسطيني، و 22000 من البالغين خلال الأشهر التسعة الماضية”.
ويشير كوك إلى أن أعداد الشهداء تفوق بكثير الأرقام المذكورة، حيث عملت القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل على تدمير غزة بشكل ممنهج وإعادتها إلى العصر الحجري، ويبدو أنه من الصعب إحصاء العدد الدقيق للضحايا.
وفي هذا الصدد استعان كوك بالأرقام الصادرة عن منظمة إنقاذ الطفولة، والتي أكدت فقدان حوالي 21 ألف طفل خلال الحرب على غزة، من بينهم 4000 طفل لا يزالون تحت الأنقاض، ولم يعرف مصيرهم بعد.
ويسلط كوك الضوء على معاناة الفلسطينيين، ممن استشهد العديد منهم مختنقًا تحت الأنقاض بعد أن عجزت طواقم الإسعاف عن الوصول إليه، بينما تعرض العديد من الأطفال لتشوهات وحروق شديدة، لدرجة أنه كان من الصعب التعرف عليهم، وخسر آخرون أهاليهم ليصبحوا في عداد الأطفال المشردين والتائهين في فوضى الدمار، بينما اعتقل جنود الاحتلال بعض هؤلاء الأطفال واقتادوهم لغرف التعذيب المظلمة.
ويضيف كوك:” ولعل خير دليل على الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأطفال هو ارتكاب إسرائيل لمجزرة جديدة عبر استهدافها مدرسة الأسبوع الماضي، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من النازحين الذين وجدوا في المدرسة مأوى لهم بعد قصف إسرائيل لمنازلهم.
آلاف الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا
وبعيدًا عن أرقام الضحايا من الأطفال الذين استشهدوا نتيجة القصف الإسرائيلي، فإن آلاف الأطفال الآخرين يتضورون جوعًا حتى الموت بعيدًا عن عدسات الكاميرات والصحافة، نتيجة الحصار الجائر الذي تشنه إسرائيل.
ويوضح كوك أن قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، يعود لاستخدامهما المجاعة كسلاح في الحرب.
ويؤكد كوك على التواطؤ الكامل لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في حرب تجويع الأطفال، بعد أن أوقفوا تمويل وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، والتي تشكل شريان الحياة الوحيد في قطاع غزة.
واستهجن كوك أن قرار وقف تمويل الأونروا، كان مبنيًا على ادعاءات بتورط الوكالة في هجوم 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أن هذه المزاعم التي تخدم مصلحة إسرائيل لا أساس لها من الصحة.
هذا وخلص تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى أن تسعة من كل عشرة أطفال في قطاع غزة لا يحصلون على التغذية الكافية للنمو أو البقاء على قيد الحياة، وسيعاني هؤلاء الأطفال من التبعات المزمنة لنقص التغذية حتى لو خرجوا أحياء من المذبحة الإسرائيلية.
ولم تقتصر معاناة سكان القطاع على الجوع والقصف فقط، إذ قد يحصد العطش والمرض حياة العديد منهم، خاصة أن معظم سكان القطاع يعيشون في خيام مؤقتة ومنصوبة تحت أشعة الشمس الحارقة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب.
يأتي ذلك بعد أن دمرت إسرائيل ثلثي البني التحتية للمياه والصرف الحصي في قطاع غزة، ما أدى إلى تلوث العديد من مصادر مياه الشرب، وهو ما ينذر بانتشار الأمراض بين الأطفال.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C
