بي بي سي: ما مقدار المساعدات التي تدخل غزة وكيف؟

يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث يواجه السكان نقصًا كبيرًا في الغذاء، ما دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق تحذيرات بشأن وضع الأطفال في شمال القطاع، الذين يتعرضون لخطر الموت جوعًا، وتشير الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة على شفا مجاعة.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على قطاع غزة منذ بدء العدوان على القطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويقوض دخول المساعدات الإنسانية، بل ويستهدف المساعدات التي تدخل القطاع بشكل مباشر.

وعلى الرغم من وجود معبرين: رفح وكرم أبو سالم، إلا أن سلطات الاحتلال تحول دون دخول المساعدات وتعرقل تنسيقات توافد مئات الشاحنات المكدسة أمام المعابر والتي تحمل مساعدات غذائية وطبية ضرورية يحتاجها مليونا فلسطيني في القطاع.

ونظرًا لعدم القدرة على توفير ما يكفي من الغذاء للأشخاص الذين يحتاجون إليه برًا، تحاول البلدان إيجاد طرق بديلة لإيصال المساعدات.

المساعدات التي تدخل قطاع غزة

بالطريق البري

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تضغط الدول الغربية على إسرائيل لتوسيع إيصال المساعدات برًا وتسهيل المزيد من الطرق وفتح معابر إضافية.

وقال وزير الخارجية الأسترالي بيني وونج يوم الجمعة الماضي، إن هناك مخزونًا كبيرًا من الغذاء ينتظر الدخول الى غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعرقل دخول شاحنات المساعدات.

دخلت القافلة الأولى إلى غزة، وهي 20 شاحنة تحمل مساعدات من الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر عبر معبر رفح على الحدود مع مصر.

وشملت هذه المساعدات ثلاث شاحنات تحمل 60 طنًا من المواد الغذائية تشمل: التونة المعلبة ودقيق القمح والمعكرونة والفاصوليا المعلبة ومعجون الطماطم المعلب.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قال برنامج الأغذية العالمي إن 10٪ فقط من الإمدادات الغذائية اللازمة دخلت غزة منذ بداية الحرب.

وصل حوالي 750 طنًا من المساعدات الغذائية في يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 2023، باستخدام طريق بري من الأردن عبر إسرائيل وعبر معبر كرم أبو سالم إلى جنوب غزة للمرة الأولى.

وفي يناير/ كانون الثاني قال برنامج الأغذية العالمي إنه تمكن فقط من إدخال أربع قوافل إلى غزة، وحوالي 35 شاحنة محملة بالمواد الغذائية تكفي نحو 130 ألف شخص.

وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، إنها استخدمت طريقًا بريًا جديدًا لتوصيل الغذاء إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع.

وحملت القافلة ما يكفي من الغذاء لنحو 25 ألف شخص – حوالي 88 طنًا من الطرود الغذائية ودقيق القمح في ست شاحنات.

وكانت هذه أول شحنة تسلمها الأمم المتحدة إلى هذا الجزء من غزة منذ ثلاثة أسابيع، بعد أن أوقف برنامج الأغذية العالمي عمليات التسليم مؤقتًا “حتى تتوفر الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن”.

وفيما يتعلق بشمال القطاع الذي يعاني من مأساة إنسانية، ووصلت له بعض القوافل الأخرى لكن وصولها شهد استهدافًا مباشرًا من جنود الاحتلال الإسرائيلي للمساعدات ومتلقيها.

وفي 29 فبراير/شباط، قتلت إسرائيل أكثر من 100 شخص عندما وصلت قافلة المساعدات الإنسانية إلى شارع الرشيد في مدينة غزة.

إنزالات جوية

اتخذت الولايات المتحدة والأردن ومصر وفرنسا وهولندا وبلجيكا قرارًا بإسقاط المساعدات إلى غزة خلال الأيام الماضية مع تزايد المخاوف بشأن انتشار المجاعة بين السكان.

وأجرت الولايات المتحدة أول عملية إنزال للمساعدات في 3 مارس/آذار، بالتعاون مع القوات الجوية الأردنية.

وتقول الولايات المتحدة إنها أسقطت 27 ألف وجبة وحوالي 26 ألف زجاجة مياه في شمال غزة يوم الثلاثاء.

وفي21 شباط/فبراير، أسقطت القوات الجوية الأردنية أربعة أطنان من الأدوية والوقود والمواد الغذائية ممولة من المملكة المتحدة للمرضى والعاملين في مستشفى تل الهوى في مدينة غزة.

وتحذر منظمات إغاثية من عدم جدوى عمليات الإنزال الجوي لتلبية احتياجات 2.3 مليون من سكان غزة، التي رصدت عدة تقارير سقوط معظمها إما في البحر أو في مناطق نائية لا يستطيع أحد الوصول إليها.

وخلال الأسبوع الماضي، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون خلال إحدى عمليات الإنزال الجوي، بعد تعطل مظلة في حزمة مساعدات أسقطت جوًا سقطت على بعض المدنيين.

مساعدات عن طريق البحر

خلال الأسبوع الماضي، أُعلن عن مبادرتين للمساعدة في إدخال المساعدات الحيوية إلى غزة عن طريق البحر.

وصلت السفينة الإسبانية أوبن آرمز قبالة ساحل غزة قادمة من جزيرة قبرص وهي تسحب بارجة تحمل حوالي 200 طن من المواد الغذائية التي تقدمها مؤسسة (World Central Kitchen) الخيرية الأمريكية. وتقول إن 500 طن أخرى من المساعدات جاهزة في قبرص.

تحتوي المساعدات على: الأرز والدقيق والعدس والفاصوليا والتونة المعلبة ولحم البقر والدجاج، بمقدار ما يقرب من نصف مليون وجبة.

وتشرف مؤسسة (World Central Kitchen) على إنشاء رصيف لتلقي المساعدات، نظرًا لعدم توفر ميناء بقطاع غزة.

وتشير التقارير إلى أن هناك سفينة منفصلة في طريقها من الولايات المتحدة إلى غزة، تحمل مواد لبناء رصيف عائم؛ لتمكين سفن الشحن الأكبر من الرسو على شاطئ قطاع غزة، لكن من غير المتوقع أن يكون الرصيف جاهزًا قبل حوالي شهرين.

المصدر: بي بي سي

• #المساعدات الإنسانية
• #قطاع غزة