العرب في بريطانيا | اليوم العالمي لسيدات غزة

1446 جمادى الأولى 6 | 08 نوفمبر 2024

اليوم العالمي لسيدات غزة

اليوم العالمي لسيدات غزة
ريم العتيبي March 8, 2024

يعود تخصيص يوم عالمي للمرأة إلى عام 1909، إذ وقف الحزب الاشتراكي الأمريكي مع النساء العاملات اللواتي أضربن عن العمل، وقد أُقِرّ للمرة الأولى في العالم أن يكون الـ28 من فبراير يومًا للاحتفال باليوم الوطني للمرأة (اليوم العالمي للمرأة)؛ وذلك تكريمًا لمطالب النساء العاملات في صنع اللباس ودعمًا لهن، بعد أن أضربن عن العمل في عام 1908؛ من أجل المطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأُجور، فناصرهن ذلك الحزب، وتُعَد هذه المبادرة الأولى.

أمّا في الثامن من مارس لعام 1914، فقد نظّمت مجموعة من النساء مسيرات احتجاجية في عدد من المدن الأوروبية؛ للمطالبة بالسماح للنساء بالاقتراع، وكانت محصلة تلك الاعتصامات والإضرابات أن حصلن على هذا الحق، وهو السماح للنساء بالاقتراع، ومنذ ذاك الحين اعتُبِر يوم الـ8 من مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة. وتُنظَّم في هذا اليوم النشاطات والفعاليات، وتُلقى الخطابات، وتُكرَّم نساء قد أنجزن… ونجحن… في مسيرتهن.

وحتى يومنا هذا تتحدث النساء عن حقوقهن ويطالبن بها، إلا أن اليوم العالمي للمرأة هذا العام جاء في ظل ظروف صعبه جدًّا؛ فقد تعرض كثير من النساء -في زمن غابت فيه الإنسانية- للقتل والقهر والجوع والخوف، وخير مثال على ذلك: نساء غزة اللاتي ناشدن العالم كله، ولكن لا مجيب!

اليوم العالمي لسيدات غزة

لم يطالبن برفع الأجور ولا تقليل ساعات العمل، لم يطالبن بالمساواة بين الجنسين ولا بالتنافس في كرة القدم، لم يطالبن بالحد من العنف الأسري، ولا المشاركة السياسية والحقوق الجنسية والإنجابية، لم يطالبن بالخُلع ولا النفقات، ولا حتى بالقضاء على العنصرية، لم يطالبن بمشاركتهن في سوق العمل، ولا حتى بإعطائهن حق الحرية في اللباس، لم يطالبن بتأمين مستقبل زاهر ومشرق، ولا حتى أن يصبحن ناشطات اجتماعيّات أو حقوقيّات.

إنهن يردن فقط أن يحل الظلام دون أن يسمعن صوت القصف والقنص، يردن أن ينمن وأطفالهن بأمان، يردن أن لا يُقهرن ولا يموت أطفالهن جوعًا، يردن أغطية دافئة وملابس تقيهن برد الشتاء.. يُرِدن العودة إلى بيوتهن ليَحيَيْن حياتهن -رغم تعبها- بكل حب وشوق لتلك الأيام التي أصبحت حلم كل امرأة في غزة، لتدريس صغارهن وطهي طعامهن وترتيب بيوتهن وانتظار ساعة العشاء على مائدة تجمع أفراد أسرهن.

يحلمن بالسهر مع أحبتهن حول المدفأة مع أكواب الشاي بالميرمية، يردن كفكفة الدموع من أعينهن، فهل تحتاج هذه المطالب إلى معجزة سماوية؟! لا، بل تحتاج إلى عمرَ والمعتصم ليعيدا إلى النساء كرامتهن ويدافعا عن شرفهن.

ألا تستحق نساء غزة أن يكون اليوم العالمي للمرأة هذا العام موجهًا لدعمهن ومساندتهن؟! وهل يُعقل أن يكون الحزب الاشتراكي الأمريكي الذي هبَّ لنصرة النساء، اللواتي طالبن بتقليل ساعات العمل ورفع الأجور منذ قرن، هل يُعقَل أن يكون أكثر شجاعة ونخوة من مسؤولينا العرب والمسلمين ليهبُّوا لنصرة نساء باتت علامات القهر والألم محفورة على جبينهن؟!

أولئك القوارير اللواتي أوصى بهن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، يَنشُدن رجالًا أحرارًا يساندونهن ويمنحونهن أبسط حقوقهن، كالماء والطعام والدفء، ويوفرون الأمان لأطفالهن لكي يناموا بلا خوف أو فزع، فهل تُرانا عجزنا في هذا الزمان عن أبسط الأمور، حتى كدنا لا نقوى على شيء؟! فإن كنا قد عجزنا وغفلنا، فحاش لله أن يكون كذلك، وقد أخبر عن نفسه، فقال: {ولا تحسبنَّ الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون}، وقال: {إن الله على كل شيء قدير}.

اليوم العالمي لسيدات غزة
(أنسبلاش)

عند نساء غزة تقف الكلمات عاجزة عن الوصف والقلوب واهنة ضعيفة، ترتجف أمام بشاعة القصص والمشاهد التى تتفطر لها القلوب، مواقف لنساء لن نصل إلى ما وصلن إليه من صبر وعزيمة وثبات ما حيينا.

تحية إكبار وإجلال لممرضة تتفانى في إنقاذ الجرحى.. ومعلمة جمعت الأقلام من تحت الركام، ودرّست الأطفال في الخيام.. تحية لأخت تخفي دموع القهر وهي ترعى إخوتها بعد وفاة والديها.. ولأمٍ تكظم غيظها وتخفيه عن صغارها.

تحية للخالة التى ترعى أطفال أختها المبتورة الأطراف.. وللعمة التى تتجرع مرارة فقد أبناء أخيها.. تحية لزوجة الأخ وأخت الزوج، لبنت الأخ وبنت الأخت، للطالبات والمعلمات، تحية للصحفيات وكل العاملات وربّات البيوت، لكل نساء غزة ألف تحية.

 


اقرأ أيضًا:

2 تعليقات على “اليوم العالمي لسيدات غزة”

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:37 am, Nov 8, 2024
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 86 %
Pressure 1026 mb
Wind 5 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 7 km
Sunrise Sunrise: 7:06 am
Sunset Sunset: 4:21 pm