ماذا تعني عودة جورج غالاوي إلى البرلمان البريطاني

“كير ستارمر، هذا لأجل غزة”، هكذا بدأ المناصر التاريخي لفلسطين إعلان فوزه في الانتخابات التكميلية لمنطقة روتشديل والتي انتهى الفرز بها مع الساعات الأولى من صباح الجمعة 01.03.2024.

جورج غالاوي قال لهيئة الإذاعة البريطانية BBC  إنه يسعى لتحويل فوزه في روتشديل إلى حركة يمكن أن تهيمن على البرلمان – وخاصة مقاعد حزب العمال – في الانتخابات العامة القادمة.

تمثل عودة غالاوي إلى البرلمان تحت شعار غزة مؤشرًا مهمًا للأحزاب السياسية بأن موقفهم من الإبادة التي تقوم بها إسرائيل سينعكس على صناديق الاقتراع، وسيوجه المزاج العام للناخب البريطاني، خصوصًا في المناطق التي اعتاد حزب العمال أن يفوز تاريخيًا بها.

غالاوي حصل على ما يقرب من 40٪ من الأصوات في روتشديل، التي أصبحت الدائرة الانتخابية البرلمانية الرابعة التي يمثلها في تاريخه.

غالاوي أضاف: “لا يمكن لأي منا أن يعرف” ما كان يمكن أن يحدث لو كان الحزب يدير حملة أقوى.

ضربة لحزب العمال 

بالعودة لخلفيات الأحداث فإن جورج غالاوي هو سياسي بريطاني انتمى تاريخيًا إلى حزب العمال قبل أن يُفصل منه، وهو عضو معروف على نطاق واسع بتاريخه في البرلمان البريطاني ونشاطه بقوافل كسر حصار غزة.

أما منطقة روتشديل فهي تاريخيًا من المناطق القوية لحزب العمال في الماضي، ولكن شهدت تحولات سياسية في السنوات الأخيرة.

وحتى أسابيع قليلة خلت كان حزب العمال واثقًا من الاحتفاظ بمقعده في البلدة القريبة من مانشستر، حتى أعلن غالاوي ترشحه فيها؛ حيث “تحوّلت الانتخابات إلى عاصفة إعلامية وصداع كبير لزعيم المعارضة البريطانية، كير ستارمر”.

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين سحب حزب العمال البريطاني دعمه من المرشّح التقليدي في الدائرة أزهر علي، بعد أنّ صرّح أنّ “إسرائيل” سمحت عمدًا بقتل “مواطنيها” حتى تتمكن من شنّ العدوان على قطاع غزّة.

والأسوأ من ذلك بالنسبة لستارمر، هو أنّ جورج غالاوي هو الفائز بهذه الدائرة.

وقد لعبت في هذا عدة عوامل:

• تاريخ الحزب: حزب العمال كان له تاريخ قوي في هذه المنطقة، وقد يكون لديه قاعدة داعمة قوية ولكن ارتباكه بشأن مرشحه عقّد الموقف.
• شعبية جورج غالاوي: فقد كان غالاوي شخصية ذات شعبية من جهة والتعاطف الكبير مع غزة خدمه من جهة أخرى.
• الأحداث السياسية الحالية: إن موقف حزب العمال المتخاذل من غزة وتصريحات غالاوي المتكررة المتضامنة معها عززا شعبيته كثيرًا.
• المنافسة: يجب أيضًا النظر في عدم تمتع المرشحين الآخرين في المنطقة بالقدر الكافي من الشعبية، وترك كثير من أنصارهم لهم.

بناءً على هذه العوامل وغيرها، حقق جورج غالاوي فوزًا كبيرًا في منطقة روتشديل.

من جورج غالاوي؟

جورج غالاوي ولد في 16 أغسطس 1954 م، وهو سياسي بريطاني ونائب سابق في البرلمان الإنجليزي ما بين الأعوام 1987 و2010 معروف بآرائه المناهضة للحرب وبمناصرته للقضية الفلسطينية.

• مثّل سابقًا حزب العمال في البرلمان عن منطقة غلاسكو.
• أسس عام 2003 حزب الاحترام (Respect) بعد فصله من حزب العمال
• مثّل حزبه الجديد في البرلمان عن منطقة بثنال غرين اند باو (Bethnal Green and Bow) الانتخابية.
• حاز في العام 2011 على جائزة مبادرة تكريم للإنجازات العربيّة عن فئة المساهمة الدوليّة الاستثنائيّة في العالم العربي.
• أثار جدلًا واسعًا عام 2006 عندما شارك في البرنامج التلفزيوني بيغ براذر (نسخة المشاهير).

وكان غالاوي قد أعلن أنه في حال فوزه فسيتبرع بقيمة الجائزة إلى انتربال وهي منظمة خيرية تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضًا:

• فلسطينيو بريطانيا يواصلون المطالبة بلم شمل عائلاتهم في غزة
• منظمات متضامنة مع فلسطين تدين افتراءات حزب العمال ضد المتظاهرين في بريطانيا
• حضور حاشد لملتقى الشعر الشعبي بنسخته السنوية الثانية في لندن

• #الانتخابات
• #العمال
• #جورج غالاوي
• #غزة