هل تنتهي أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا قريبا؟
تستمر أزمة غلاء المعيشة في التأثير على حياة ملايين البريطانيين على الرغم من خفض سقف أسعار الطاقة لأدنى مستوى له منذ عامين، لكن فواتير الطاقة في بريطانيا لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، حين تفاقمت أزمة المعيشة التي ضربت البلاد في عام 2022.
ويخشى خبراء اقتصاديون من أزمة المعيشة في بريطانيا قد تستمر لسنوات طويلة، وهو ما حذرت منه كلير موريارتي المسؤولة في خدمة المواطن والتي أشارت إلى أن تأثير ارتفاع الأسعار في بريطانيا قد يستمر سنوات طويلة.
كيف فاقمت فواتير الطاقة من أزمة غلاء المعيشة في بريطانيا؟
وأكدت موريارتي أن أكثر من خمسة ملايين شخص في بريطانيا عاجزين عن سداد فواتير الطاقة، حيث ما زال العديد من الأسر تواجه الفقر وارتفاع الأسعار بشكل عام.
بدوره قال سايمون فرانسيس مدير تحالف الجمعيات المطالبة بخفض أسعار الوقود:” إن ارتفاع أسعار الوقود لثلاث سنوات على التوالي فرض ضغوطًا مالية لا تطاق على الأسر الفقيرة في بريطانيا”.
وأضاف:” إن ارتفاع فواتير الطاقة كبد العائلات خسائر مالية كبيرة واضطرها للاستدانة، حيث يعيش عدد من العائلات دون تدفئة ويتحملون الظروف المناخية الباردة والظروف المعيشية المتردية”.
ووفقًا لتقديرات جمعية (National Energy Action) فإن ستة ملايين عائلة في بريطانيا لا تستطيع تأمين وقود التدفئة، حتى لو انخفضت أسعار الطاقة، مقارنةً ب 4.5 مليون عائلة عام 2021.
التضخم في بريطانيا يسجل 4 في المئة
وفي هذا الصدد قال آدم سكورر مدير جمعية (National Energy Action) :” حتى لو شعرت الأسر بالارتياح بعد خفض أسعار الطاقة، لكن تبعات الفواتير المرتفعة خلال السنوات الثلاث الماضية سوف تستمر حتى الأعوام القادمة، ولن نلمس آثار هذا الانخفاض بشكل مباشر”.
ويعتبر التضخم العامل الأساسي في أزمة المعيشة في بريطانيا، وقد سجل مؤخرًا انخفاضًا ليصل إلى 4.0 في المئة بعد أن سجل حوالي 11.1 في المئة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022.
وتوقع بنك إنجلترا إمكانية انخفاض التضخم خلال الأشهر القادمة إلى نسبة 2 في المئة، لكنه أكد أيضًا أن انخفاض معدل التضخم لا يعني انخفاضًا مباشرًا في الأسعار مشيرًا إلى أن معظم الأسعار ستبقى مرتفعة نسبيًا.
كما حذرت مؤسسة (Resolution Foundation) من أن الأجور لن تستعيد قيمتها الشرائية التي كانت في عام 2022 قبل عام 2027، ما يعني استمرار تدهور الوضع المالي لعدد أكبر من البريطانيين
الملايين تحت خط الفقر
يأتي ذلك بعد أن كشفت الإحصائيات الأخيرة في بريطانيا أن الملايين في بريطانيا يعيشون تحت خط الفقر.
وقالت مؤسسة جوزيف راونتري إن ستة ملايين بريطاني يعانون من الفقر المدقع، والحل الوحيد لتجنيبهم الفقر هو مضاعفة أجورهم”.
وأشارت المؤسسة إلى أن العدد الكبير للأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر هو دليل على فشل الحكومة على المستوى الاجتماعي.
واستنادًا إلى الإحصائيات الصادرة عن الحكومة البريطانية فإن أكثر من خمس سكان بريطانيا أي ما يعادل 22 في المئة منهم كانوا يعيشون في فقر مدقع خلال عام 2021/ 2022.
ما يعني أن حوالي 14.4 مليون شخص يعيشون في أسر يقل دخلها عن متوسط الأجور بنسبة تتجاوز ال 60 في المئة، ومن بين هؤلاء الأشخاص 8.1 مليون بالغ ضمن السن القانوني للعمل، و 4.2 مليون طفل، و2.1 مليون متقاعد.
وعلق بول كيساك مدير مؤسسة (Resolution Foundation) على هذه الأرقام بالقول:” لا نستغرب انتشار مظاهر الفقر والفاقة في كل مكان، بدءًا من الاعتماد الكبير على بنوك الطعام، إلى جانب ارتفاع عدد المشردين”.
وردت الحكومة على ذلك بالقول إنها خصصت حوالي 104 مليار باوند لمساعدة العائلات في تغطية تكاليف المعيشة.
المصدر: Yahoo News
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇