بريطانيا تمنح روانديين حق اللجوء رغم ادعاء سوناك بأن بلادهم آمنة
في تطور يكشف تناقضات في السياسة البريطانية، قررت حكومة المملكة المتحدة منح أربعة روانديين حق اللجوء بناءً على مخاوف “مبررة” من التعرض للاضطهاد في وقت تُجادل الحكومة أمام المحكمة والبرلمان بأن رواندا تعدُّ مكانًا آمنًا لطالبي اللجوء.
كشف تفصيلات هذا القرار تحقيقٌ أجرته صحيفة الأوبزرفر بالتعاون مع مجموعة حملة (Led by Donkeys).
هل رواندا دولة آمنة للمهاجرين؟
في وقت تتزايد الضغوط على الحكومة البريطانية لتوضيح سياستها تجاه طالبي اللجوء الروانديين، تظهر الوثائق التي كُشف عنها تساؤلات بشأن مدى صحة ادعاء رئيس الوزراء ريشي سوناك بأن رواندا تُعدُّ ملاذًا آمنًا من دون أدنى شك.
تأتي هذه التطورات قبل مناقشة مشروع قانون رواندا الجديد في مجلس اللوردات، الذي يهدف إلى تذليل التحديات القانونية لنقل طالبي اللجوء الذين يصلون لشواطئ المملكة المتحدة إلى هذه الدولة الأفريقية.
تسعى حكومة المحافظين إلى إرسال جميع طالبي اللجوء الواصلين عبر القنال الإنجليزي إلى رواندا، وذلك بحجة توفير ردع فعال لقوارب الهجرة غير النظامية.
ويأتي هذا الاقتراح رغم قرار المحكمة العليا العام الماضي الذي أكد أن رواندا ليست مكانًا آمنًا، ما دفع سوناك لتقديم تشريع جديد للمضي قُدمًا في سياسة الترحيل.
ويكشف التحقيق أيضًا عن تفاصيل بشأن ملف جمعته وكالة استخبارات غربية اتهمت رواندا بتنظيم حملة للانتقام من المنتقدين والمعارضين، بما في ذلك الذين يعتبرون المملكة المتحدة مقرًا لهم.
وأشار إلى أن شركة علاقات عامة في لندن نُسِبَت إليها إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف مؤلف بريطاني.
بريطانيا تمنح روانديين حق اللجوء
تمنح وزارة الداخلية البريطانية حق اللجوء لروانديين، وفقًا لوثائق كشفت عنها، بينهم مؤيد لحزب معارض وآخر اضطرته السلطات للعمل لصالح المخابرات الرواندية.
يُظهر قرار الوزارة أنهم يواجهون “خوفًا مبررًا من الاضطهاد” ولا يمكن عودتهم إلى رواندا.
في هذا السياق، يعبر أحد اللاجئين عن استغرابه من ادعاء بريطانيا أن رواندا هي مكان آمن، مشيرًا إلى أنه يجب على الحكومة التوقف عن “التظاهر بأن هذا مكان آمن”، مؤكدًا أن الأمان يعتمد على عدم انتقاد الحكومة الرواندية.
وتشير تفاصيل الحالات الأربع إلى أن وزارة الداخلية أصدرت قرارات منح حق اللجوء من دون الحاجة إلى التوجه إلى المحكمة، ما يثير الشكوك بشأن دعوى بريطانيا بأن رواندا آمنة.
ويقول نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الرواندي المعارض إن هذه الحالات تكشف عن الطابع السياسي لقانون رواندا، مؤكدًا أن رواندا ديكتاتورية وغير آمنة للمعارضين.
وفي ظل هذه التطورات، تأتي مشاركة المملكة المتحدة في اتفاقية جديدة مع رواندا، تضمن عدم إعادة الأشخاص الذين يُرسلون إلى هناك إلى بلدانهم الأصلية، مع التأكيد على وجوب مراقبة طالبي اللجوء المُرحَلين.
وتؤكد وزارة الداخلية أن رواندا تحترم حقوق اللاجئين وتشير إلى إمكانية تحسين الشراكة معها، حسب قولها.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C
