6 كتب عن تاريخ فلسطين وغزة ومجرى الحياة الفلسطينية
أعادت الحرب الإسرائيلية على غزة مشاهد النكبة الفلسطينية إلى الذاكرة العربية، وأحيت الكثير من الكتب والمؤلفات عن تاريخ فلسطين ونضالها المرير منذ مطلع القرن العشرين.
فبالرغم من مرور 72 عامًا على النكبة الفلسطينية إلا أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لم تختلف كثيرًا عما قاله أسلافهم الذين بدؤوا حرب التطهير العرقي في فلسطين بعد حصولهم على وعد بلفور.
وكما حضرت فلسطين في الوجدان العربي والإنساني فهي أيضًا لم تغب عن أعمال العديد من الأدباء والصحفيين، فدونوا في مؤلفاتهم أهم محطات التاريخ الفلسطيني.
وتُعدُّ هذه الكتب بمثابة أرشيف لأسباب الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته، وفهم الرواية الفلسطينية المتعلقة بتفاصيل ومجريات النكبة.
ونضع بين يديكم 6 كتب عن تاريخ فلسطين في القائمة التالية :
1- كتاب فلسطين – جو ساكو
تعتبر راوية فلسطين من أهم الأعمال الأدبية التي ينصح بها للقراء المبتدئين الراغبين في فهم ما يجري بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وهي رواية مصورة.
هذا وكتبت هذه الراوية بناء على تقارير الصحفي جواو ساكو الذي وثق ما يجري في فلسطين والأراضي المحتلة بين عامي 1991 و1992 أي بعد نهاية الانتفاضة الأولى وقبل اتفاقية أوسلو.
وتتطرق الرواية إلى تفاصيل حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وما يواجهونه من ظلم ممنهج.
هذا وعبر ساكو بين صفحات روايته عن موقفه من الحرب في فلسطين حيث أظهر تعاطفه مع القضية الفلسطينية بشكل عام، لكنه أكد أن أكثر اللحظات التي ساهمت في تشكل وعيه بشأن الصراع العربي الإسرائيلي حصلت في عام 1985 إثر مقتل ليون كاللينجفر.
وهو لاعب يهودي يبلغ من العام 69 عامًا قتل على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد اختطاف السفينة التي كان على متنها.
ونقلت الرواية تفاصيل حياة أشخاص حقيقيين من فلسطين والأراضي المحتلة على حد سواء، وأثارت بعض النقاط بشأن ما يواجهونه في حياتهم دون مبالغة أو غلوّ.
ولعل أكثر فصول رواية ساكو ارتباطًا بما يجري اليوم هي الفصول التي تناولت ما يجري في غزة حينها، خاصة أن غزة كانت مسقط رأس الانتفاضة الأولى ومعقل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال
2- عائد إلى حيفا – غسان كنفاني
تناقش رواية الكاتب الفلسطينية غسان فلسطيني تداعيات النكبة على حياة العديد من الفلسطينيين.
وتتحدث الرواية عن زوجين فلسطينيين لاجئين يعودان إلى منزلهما ليجدا زوجًا من المستوطنين الإسرائيليين في المنزل، وهو ما يعيد الكثير من الذكريات المؤلمة للزوجين اللذين فقدا ابنهما الرضيع نتيجة أحداث عام 1948.
ويتضح لاحقًا أن الطفل المفقود تربّى في كنف أسرة إسرائيلية منحته اسمًا جديدًا وقد التحق بخدمة الجيش الإسرائيلي بعد أن أصبح شابًا.
ويدخل الشاب في حالة من الهياج والغضب بعد أن تتكشف له الحقيقة وينتفض في وجه والديه الحقيقيين ملقيًا اللوم عليهما قائلًا إنه ما كان يجب تركه في السرير عندما كان طفلًا.
وسرعات ما تتغير مواقف الشاب من الصراع في فسطين بعد معرفة الحقيقية، ويتحدث عن معاناة العديد من الفلسطينيين الذين طردوا من أهلهم بسبب المستوطنين الصهاينة.
وفي النهاية يقع الشاب في حالة من الحيرة بشأن موقفه تجاه والديه الحقيقيين، ولا يستطيع أن يحسم قراره بالعودة إليهما أو البقاء في الأراضي المحتلة.
تعتبر رواية عائد إلى حيفا عمل أدبي قصير لكنه حقق صدى واسعًا بعد نشره في عام 1969.
3- التطهير العرقي في فلسطين
قدم الكتاب الإسرائيليون تفسيرات مختلفة لما جرى مع الفلسطينيين ممن اضطروا للإقامة ضمن ما يسمى بدولة إسرائيل.
فقد اختار بعضهم المغادرة طوعًا، وهاجر آخرون مع بداية النكبة، بينما يفضل البعض عدم إيجاد أجوبة للأسئلة التي تدور في أذهانهم.
لذلك قدم المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي في جامعة إكستر إيلان بابي، كتاب التطهير العرقي في فلسطين وهو دراسة التفاصيل والأحداث التي وقعت خلال النكبة.
يقدم الكتاب نظرة دراسية عميقة لدوافع القادة الصهاينة في وقتها، عبر تحليل الوثائق الإسرائيلية الرسمية، وما ورد في الأرشيف الفلسطيني، وملاحظات المسؤولين الإسرائيليين.
ويخلص الكتاب إلى أن النكبة الفلسطينية لم تكن محض صدفة بل جاءت نتيجة تخطيط ممنهج للقادة الإسرائيليين،
وكشف بابي في كتابه الأهداف الرئيسة للحركة الصهيونية وهو الحد من التوسع الديمغرافي للفلسطينيين، ومصادرة أكبر قدر ممكن من أراضيهم.
وتنبع أهمية هذا الكتاب من توثيقه مصادر الاقتباسات المذكورة فيه، ومنها ما ورد على لسان قادة ميلشيا الهاغانا المتطرفة التي عملت على تقليص عدد الفلسطينيين العرب في مناطق الانتداب البريطاني والقضاء على المقاومة الفلسطينية وطرد السكان الأصليين خارج حدود فلسطين.
4- حرب المئة عام على فلسطين لرشيد الخالدي
قدم المؤرخ الفلسطيني الأمريكي رشيد الخالدي لمحة عن الأحداث التي سبقت النكبة وما بعدها.
ويسلط الخالد الضوء على مراسلات هرتزل مع القادة الفلسطينيين في أواخر القرن التاسع عشر، ويخلص الكاتب إلى أن المشروع الصهيوني اعتمد على سياسات الاستعمار والتهجير منذ ظهوره.
ويشرح الكتاب نضال الفلسطينيين الذين خاضوا قتالًا مريرًا منذ أن بدأ الاستعمار البريطاني باحتلال أراضيهم خلال الحرب العالمية الأولى وما تلا ذلك من اعتراف عصبة الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة بما يسمى دولة إسرائيل.
ولعل أبرز النقاط المستخلصة من الكتاب هي أن عملية تهجير الفلسطينيين واحتلال أراضيهم تضمن العديد من الجهات الدولية الفاعلية ولا تقتصر فقط على ثنائية الصراع العربي الإسرائيلي.
5- تفصيل ثانوي – عدنية شبلي
تربط هذه الرواية القصيرة بين قصتين مترابطين بإحكام إحداهما تتعلق باغتصاب مجموعة من الجنود الصهاينة فتاة بدوية من النقب في عام 1949، أما القصة فتدور أحداثها حول امرأة فلسطينية تحقق في جريمة الاغتصاب هذه بعد عقود على وقوعها.
وتجمع الكاتبة بين مجريات القصتين عبر تفاصيل مصيرية صغيرة، تصور المأساة المشتركة بين الشخصيتين والتي تصل ذروتها في نهاية الرواية.
صدرت تفصيل ثانوي للكاتبة الشبلي باللغة العربية عام 2017 وترجمت لاحقًا إلى اللغة الإنجليزية.
وقد فازت أعمال الكاتبة بعدة جوائز، حيث رشحت لقائمة بيروت39 لأفضل كاتب عربي تحت سن الأربعين.
وترجمت إليزابيث جاكيت رواية تفصيل ثانوي إلى الإنجليزية، وقد رشحت الرواية لجائرة الكاتب (National Book Award) في الولايات المتحدة الامريكية، وجائزة (International Booker) في بريطانيا.
6- شعبي سيحيا: السيرة الذاتية لفتاة ثورية لليلى خالد
نشرت السيرة الذاتية لليلى خالد عندما كانت في التاسعة والعشرين من عمرها فقط.
وكانت خالد قد اكتسبت شهرة بعد خطفها طائرة إسرائيلية وأصبحت من رموز المقاومة الفلسطينية، وقد شهدت في شبابها مراحل الكفاح الفلسطيني.
نشر كتاب سيعيش شعبي عام 1973 وتحدث عن تفاصيل السنوات الأولى التي قضتها خالد مع عائلتها بعد طردهم من أرضهم.
وقد أقامت خالد كلاجئة في لبنان والكويت، وانضمت إلى الحركة القومية العربية اليسارية في بيروت عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وقاتلت في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقد صورت خالد في مذكراتها المعاناة والمآسي والمظالم التي خلقت المقاومة الفلسطينية المتهمة بكونها إرهابًا من قبل الحكومة الإسرائيلية وحلفائها.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
8°C